الإثنين, 30-مارس-2009
المؤتمر نت - سالم باجميل سالم باجميل -
نحن والباحثون في رماد الأيام
عاش حكام إيران على مر العصور وهم يتطلعون إلى ممارسات أدوار إقليمية في المنطقة، ولا جرم أن الآيات في الراهن يبحثون في رماد الماضي عن جمر يدل إلى دفء ذلك الدور الإقليمي ولو عن طريق تصدير المذهبية.. ولا يبيح المرء سراً إذا ما قال: إن نظام الآيات يرنو بناظريه نحو كل الآفاق عله يجد فجوة للنفاذ إلى إحياء ذلك الدور ولو في القرن الواحد والعشرين.. والآيات لا يعدمون السبل والمبررات النظرية والتاريخية لبعث ذلك الدور الضائع في خضم الزمن..اليمن لا تمارس الأوهام والتخيلات في السياسة وقد رسم لها الرئيس علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬مبادئ‮ ‬معاصرة‮ ‬تسير‮ ‬عليها‮ ‬في‮ ‬علاقاتها‮ ‬مع‮ ‬الأشقاء‮ ‬والأصدقاء‮ ‬أهمها‮ ‬مبدأ‮ ‬حسن‮ ‬الجوار‮ ‬وتبادل‮ ‬المصالح‮ ‬مع‮ ‬الدول‮ ‬وانتهاج‮ ‬سياسة‮ ‬الاندماج‮ ‬في‮ ‬محيطها‮ ‬العربي‮ ‬والإسلامي‮.‬
ثم يخطي ولا يصيب في شيء من يظن من الأخوة العرب والمسلمين وكذا الأجانب أن اليمن لأسباب إقليمية ودولية ربما تصبح مجرد مسرح تمثل عليه دول إقليمية قريبة أو بعيدة أدواراً سياسية تجاه بعضها البعض وهو ليس له حيلة قط في الحفاظ على قضية أمنه واستقراره.. وهؤلاء السياسيون‮ ‬يطلقون‮ ‬الإشاعات‮ ‬ويصدرون‮ ‬الأكاذيب‮ ‬ثم‮ ‬يصدقونها‮.‬
إن نشاطات المتمردين والإرهابيين ابتداء من العرب الأفغان ومروراً بالمذهبيين المدعومين من إيران وانتهاء بالانفصاليين لا تفزعنا ولا ترهبنا لأنها مكروهة ومرفوضة من قبل الغالبية العظمى من أبناء شعبنا اليمني.
وهذه‮ ‬النشاطات‮ ‬في‮ ‬جلها‮ ‬إن‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬كلها‮ ‬ما‮ ‬هي‮ ‬إلا‮ ‬نشاطات‮ ‬خارجية‮.. ‬وتمثل‮ ‬في‮ ‬أحسن‮ ‬أحوالها‮ ‬مجرد‮ ‬سحابة‮ ‬صيف‮.. ‬أما‮ ‬الأمن‮ ‬والأمان‮ ‬فإنهما‮ ‬يسودان‮ ‬ربوع‮ ‬اليمن‮ ‬في‮ ‬الوقت‮ ‬الحاضر‮.‬
الدولة قادرة الآن أكثر من أي وقت مضى على استئصال شأفة التمرد والإرهاب وقهر المتمردين والإرهابيين ولكنها تساير مجريات العصر وتراعي مسألة حقن دماء اليمنيين وتلتزم سياسة صون حقوق المواطنين الذين يختلفون مع توجهات وخيارات النظام الوطنية والحضارية.
أعلن الرئيس علي عبدالله صالح قائد الوحدة وراعي الديمقراطية مراراً وتكراراً سياسات العفو الوطني والتسامح الإنساني في البلاد.. وأكد بما لا يدع مجالاً للشك "أن اليمن يتسع لكل اليمنيين" ولا داعي إلى اللجوء لإذكاء النزعات الضيقة.
هذا ما يشهد به القاصي قبل الداني من مجايليه من القادة والسياسيين من العرب والمسلمين والأجانب.. ثم دعا بصدق المتمردين والإرهابيين والمغرر بهم إلى الهداية والرشد، وإلى كلمة سواء تحافظ على الوطن والمواطن من العبث والتخريب.. وأشار على الخارجين عن الدستور والقانون‮ ‬بالتراجع‮ ‬عن‮ ‬ذلك‮ ‬والكف‮ ‬عن‮ ‬التمادي‮ ‬في‮ ‬الأخطاء‮.‬
ثم دل في مناسبات عديدة على ندامة السير في ذلك المسعى الخائب.. وقال بملء الفم: إن اليمن الجديد يرفض النزعات الطائفية المذهبية والانفصالية ولا يقبل ممارسات الإرهاب والإرهابيين في ربوعه..كما حذر من التمادي في ممارسات التحريض والتشجيع على التمرد والتغرير بصغار السن والدفع بهم إلى محارق العنف والإرهاب..ولم يفته أن يوجه نقداً موضوعياً لبعض المتحزبين الذين لا يفرقون بين من يتعاطون مع حريات الفكر والاعتقاد والرأي والرأي الآخر ومن يتعاطون مع التمرد والإرهاب وبين أن الحريات لا تفرض على المواطنين بالحديد والنار والإرهاب‮ ‬الفكري‮ ‬كما‮ ‬تفعل‮ ‬عصابات‮ ‬الحوثي‮ ‬والحراك‮ ‬الانفصالي‮.‬
لعل سياسة الحكمة والتعقل التي ينتهجها الرئيس وتلتزمها أجهزة الدولة المدنية والعسكرية هي ما يغري أصحاب الرؤوس الفارغة من المذهبيين والانفصاليين وكذا المدسوسين في الأحزاب والتنظيمات التي نتمنى عليها أن تطهر نفسها من دنسهم التآمري الكريه على الوطن والشعب.
سنظل على اختلاف أو خلاف نحن والباحثون في رماد الأيام عن أدوار ينالون بها من قضية التطور السياسي الوطني والحضاري في اليمن إلى أن يحكم بيننا وبينهم واحد أحد.. أو ينتهوا مما هم فيه من الغي والضلالة.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 04:53 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/68777.htm