الإثنين, 07-سبتمبر-2009
المؤتمر نت - عبدالعزيز الهياجم عبدالعزيز الهياجم -
خيار وحيد
عندما أعلنت الحكومة عن تعليق العمليات العسكرية في محافظة صعدة، كان ذلك انطلاقاً من مسئولياتها تجاه مواطنيها المتضررين من أعمال المتمردين واستجابة لنداءات منظمات الإغاثة الدولية ولمطالبات أبناء مديريات صعدة من أجل إفساح المجال لوصول قوافل الإغاثة والإمداد والمساعدات الإنسانية.

ومع أن عناصر الإرهاب والتخريب والتمرد أعلنت التزامها بذلك القرار إلاّ أنها سرعان ما خرقت التهدئة والتعليق في خطوة كشفت استحالة قبولهم لصوت العقل والمنطق وتأكيد انصياعهم فقط لمنطق القوة والضرب بيد من حديد لوضع حد لمغامراتهم ونزواتهم التي تكلف الوطن والشعب ثمناً باهظاً ولم يعد هناك مجال سوى للحسم ولاغيره.

> وإزاء ذلك باعتقادي أن على أبناء صعدة اليوم أن يتعاملوا مع الموقف ليس على أنهم طرف ثالث أو محايد لا حول له ولا قوة وإنما في مقدمة ركب الدفاع عن أمنهم وسكينتهم وحقهم في العيش بسلام آمنين في بيوتهم يمارسون حياتهم الطبيعية مثل كل الناس.. هم الأكثر تضرراً وهم الذين باتوا يعانون مأساة إنسانية جراء حماقات وبربرية العناصر المتمردة التي أرادت أن تهدم المعبد على من فيه.

وإذا كان أبناء القوات المسلحة والأمن يسطرون أروع الملاحم البطولية باعتبارهم المؤسسة الوطنية الكبرى المناط بها حماية الوطن والشعب ومكتسبات الثورة وإعمال الواجبات الدستورية في مواجهة كل العناصر المتمردة والخارجة على الدستور والنظام والقانون والتي رفعت السلاح في وجه الدولة، فإن على أبناء محافظة صعدة أن ينتصروا لأنفسهم ويتحولوا من مجرد دروع بشرية ومتارس لتلك العناصر، فضلاً عن أنهم باتوا جراء تلك الممارسات في العراء بلا مأوى ولا مأكل أو مشرب.. إلى ما يجسد دور اللجان الشعبية في مواجهة تلك العناصر الإرهابية، حيث ان ذلك هو السبيل الأمثل لحسم الأمور والتخلص من تلك الشرذمة التي سقطت كل أوراق التوت عن دعواتها ومطالبها، وما أصبح واضحاً وجلياً هو أنها أداة طيعة لأجندة خارجية تستهدف أمن اليمن واستقراره وتستهدف خلق بؤرة قلاقل في منظومة شبه الجزيرة العربية والخليج.

> وأفضل توصيف لما يجري في بعض مديريات محافظة صعدة من قبل عناصر التمرد والتخريب هو ما أكد عليه علماء اليمن من أن ذلك يمثل خطراً كبيراً ويهدد كيان الأمة ووحدتها وأمنها واستقرارها لما فيه من ترويع للآمنين وإثارة للنعرات واحياء للعصبية الجاهلية وعودة بالأمة إلى التشرذم والتطرف، معززين تمردهم بأفكار غريبة على المجتمع اليمني المسلم تخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة وتعادي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وما دام ان هذا التمرد المسلح الذي خرج فيه مجموعة من المتمردين بالسلاح على الدولة والشعب متجاوزين الثوابت الدينية والوطنية والدستورية والقانونية النافذة، وما يترتب على أعمالهم من قطع الطريق واختطاف الأجانب وقتل الأبرياء والثأر في بعض المناطق ،فإن الواجب الديني يقتضي من أبناء الشعب اليمني الوقوف صفاً واحداً مع قيادته الحكيمة وجيشه الباسل للتصدي لهذا التمرد ومثيري الفتن والكراهية، ولما يقود إلى فرض هيبة الدولة وتعقب المتمردين وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل.
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 06:52 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/73522.htm