الخميس, 12-نوفمبر-2009
المؤتمر نت -       فيصل الشبيبي -
اليمن » الجارُ الأهم لدول الخليج
« إن الجمهورية اليمنية هي الجارُ الأهم بالنسبة لمجلس التعاون ، ونود أن نؤكد دعمنا لها في مواجهتها للتحديات التي تخوضها ، وإن ضمان أمن اليمن مرتبطٌ بأمن دول مجلس التعاون ».

بهذه الكلمات الموجزة حددَّ معالي يوسف بن علوي بن عبد الله وزير الخارجية العماني رئيس الدورة الحالية لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم أمس الأول الثلاثاء في الدوحة موقف سلطنة عمان الشقيقة ودول مجلس التعاون من التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لليمن وتحديداً من تمرد الحوثي في أجزاء من محافظة صعدة .

لم يأتِ هذا الموقفُ الخليجيُ من فراغ وإنما من إدراكٍ حقيقيٍ لخطورة هذا التدخل الفج وقراءةٍ واقعيةٍ ودرايةٍ كافيةٍ بأبعاد هذه المخططات التي لا تستهدف اليمن فقط وإنما جميع دول المنطقة وانعكاساتها السلبية عليها كونها نابعة عن طموح توسعي للقوى التي تقف وراءها والتي كشفت عن وجهها المشئوم بصورة لا تخفى على لبيب ، بعد استخدامها ألاعيب لا تنطلي إلاّ على أرباب الضمائر الميتة التي لا يهُمها ما يحاك ضد بلدها ويستهدف دينها وزعزعة استقرار وطنها .

رسالة مهمة وجهها الوزير العماني رئيس الدورة الحالية لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لمن يعملون على زرع الفرقة والشتات ويعمدون إلى إيجاد موطئ قدم لهم على الأراضي اليمنية عندما قال : « إن الجمهورية اليمنية الجارُ الأهم لدول مجلس التعاون الخليجي » وذلك بمثابة تحذير واضح لكل من يتدخل في الشؤون اليمنية ، باعتباره الجار الأهم لدول المجلس ، وهو ما يعني أيضا الحرص الكبير على سلامة أمن واستقرار هذا الجار الاستراتيجي بموقعه وشعبه وحضارته . كما أنها تحمل دلالة أخرى تتضمن الحرص على علاقات إستراتيجية مع دول الإقليم والمنطقة دون التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد ..

بُعدٌ أهم تضمنه هذا الموقف لمن يُديرون ظهورهم لليمن ويتركونه يواجه هذا الخطر لوحده بأنهم لن يكونوا في منأى عن آثاره طال الزمن أو قصر ، فالمرحلة لا تحتمل المزيد من مواقف تصفية الحسابات ، بل تستدعي تضافر الجهود وتعزيز اللُحمة والمزيد من التماسك حتى لا يستفرد أعداء الأمة بدولة تلو أخرى ، وحينها لن ينفع الندم وعض الأصابع فالسنوات الأخيرة مليئة بالعظات والعبر ولا تحتاج إلى التذكير بها .

ومع أن الصورة قد اتضحت بكامل أبعادها وأصبح هذا الدعمُ دعماً لوجستياً كاملاً بعد أن تسلسل من المادي إلى الإعلامي ثم العسكري وأخيراً السياسي ، فماذا ينتظر المشككون والمواربون من أشكالٍ أخرى حتى يقتنعوا فقط بأن بلدهم هو المستهدف في المقام الأول ؟؟.

إلى متى ستظل هذه المعارضة تغالط نفسها وتواري رأسها في التراب من هذا التدخل الصارخ أم أنها تنتظر إلى حين بناء مفاعل نووي في حيدان أورازح أو الملاحيظ ؟؟.

لماذا يُعبّرُ الأشقاءُ عن قلقهم الكبير مما يجري بينما عددٌ من أبناء جلدتنا يستثمرون الواقع بأسلوب يهيمن عليه الغباء أو التغابي والتفريط بحياتهم ومستقبل أجيالهم ؟ مع أنه وبحساب الربح السياسي الحقيقي لهذه القضية ـ إلى جانب الوطن ـ كانت سترفع من سقف رصيدهم المفلس ويكسبوا الشارع بدلاً من أن يخسروا كل شيء .

شكراً للأشقاء الذين يستوعبون ويقدرون حجم اليمن وأهميته ودوره بالنسبة لبلدانهم وما يمثله من بعد استراتيجي ومزيداً من المواقف الأخوية الداعمة لوأد كل مخططات التقسيم .

تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 11:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/75416.htm