الأحد, 22-نوفمبر-2009
المؤتمر نت -  سام عبدالله الغُـباري -
آيات شيطانية !!
لم أكن أريد لآيات إيران الوقوف بعاطفة المذهبي الأعمى ، بجوار من وقف في الطريق العام يقتل الناس ، ويقيم المتارس ، و يُـخندق الأطفال لقتال آبائهم بداعي الجهاد (!!)
و لم أكن أتمنى أن تنزلق قناة دولية إخبارية مثل "العالم" إلى وحل الضغينة لتمارس فجاجة العدو ، و تدافع عمن أسمتهم (أُخوة المذهب) القابعين في جبال صعدة اليمنية يقاتلون أبنائهم ، ووطنهم ، و يحلمون بإعادة هيكل الإمامة المزعوم (!!) .

• لقد ثارت ثائرة هذه الآيات حين وجدت "موسوي وكروبي" يشوهان وجه "الثورة المخملية" ، و يقودان حملة لإقلاق سلطة " الخامنئي" الضعيفة فيها من الدماء ما أغرق ساحة إيران العزيزة ، و دعا إلى التفكير في قدسية الرجل الملتحي الذي ينوب الفقية حتى عودته الغامضة من دياجر المجهول.

و لم تعترف بشرعية المعارضة السلمية التي قادها هذان الثائران السابقان ، فقتلت ، و اعتقلت ، و اغتصبت ، و وقفت في وجه العالم تقول له : أصمت !!

و بعيداً عن شرعية المعارضة الإيرانية ، نجد هذه الدولة الإستراتيجية تبتعد عن فوضاها المريعة ، لتصدرها نحو اليمن حيث تدمر سواعد الرجال الحقيقيين من أبناء مؤسسة الوطن الكبرى كهوف الظلام التي حفرها خفافيش الحوثي الظلاميين لأنفسهم ليحاولوا عبثا النيل من شرف أمتهم ، و يتمادوا في عام الهدوء النسبي السابق في تجنيد قدراتهم الممولة من الخارج ، بأعمال مأساوية قذرة يفاجئنا إعلام وكالة "سبأ" بسرد تفاصيلها ، ما جعلنا نسخط على دور الدولة المفقود حينذاك ، و حين كان يجب أن يكون بجانب المواطن الصعداوي يحميه ، و يؤمن سلامته من غدر و بطش عصابة التمرد المؤلم .

• إيران الآن تقف فوق ضحايا بالآلاف ممن آمنوا بحقهم الشرعي في مناهضة حكم أحمدي نجاد المشكوك بأمره ، و تخاصم بريطانيا ، و الدول الكبرى ، تتهمها بإذكاء الأزمة الداخلية ، حتى تصل إلى تخوين قادة المعارضة ، و إلزام الحرس الثوري استعراض عضلاته بالرصاص الحي (!!) .

فيما تًـنكر على اليمن حقها المناسب في استئصال شافة المخربين و السفاحين ، و تقود ماكينة الإعلام الموجّه لأذيتنا ، و تهويل المظالم الحقيقية بصعدة التي تحتاج إلى النظام العادل ، و الأمن المستقر لإعادة مباهج حياتها ، و بناء ما دمرته آلة الحرب هناك .

• إن إيران تنظر بعين عوراء إلى مذهبي متعصب ، لم يؤمن يوماً بالحوار ، بل قاد بنظرياته "الإثنى عشرية " عملاً مسلحاً ضد النظام و الوطن ، و من يحمل مثلما حمله لا يجب أن يكون حسمه سوى بالقوة العسكرية تزلزل أقدامه و تجتث أوهامه من جذورها الشيطانية الفاسدة.

لست أتمنى على آيات إيران التي أراها أنموذجاً إسلامياً صنعت لبلادها مجداً لافتاً ، سوى أن يكون لها ضمن نشاطها الخفي حق البحث عن دول تواليها سياسياً ، تعمل وفق مدارها الخاص ، برؤيتها ، و أجندتها ، لكن لا يجب أن تتوسع مذهبياً و تخلط أوراق السياسة بالدين ، لأنها تجرح أكثر مما تداوي ، و تولد الحقد ، و تزرع الأعداء الذين لن يتورعوا يوماً عن الانتقام .

• و مثلما هي إيران الآن تصرخ عبر قناتي "العالم و الكوثر" على حُـلمها الموؤد بإذن الله جل و علا ، ثم ببطولات الجيش اليمني الخارقة ، فإن على حكومة "الدكتور علي مجور" الحديث بشفافية مطلقة عن تكوينات الدعم اللوجستي الإيراني لعصابة التمرد الخبيث بصعدة ، حتى تنتشر الحقيقة الصادقة في كل مكان ، و يسمعها كل الناس (!!).

لقد ظهرت قرون الشيطان من خلف عمائم الآيات الإيرانية ، و صار علينا أن نستبدل (روح الله) بـ(روح الشيطان) ، و أن نعمل على القرارات الصعبة في حقيقة ما يمكن أن يطرحه الدبلوماسيين حول جدية العلاقات بين البلدين ، و هو ما يجب أن تتنبه له دول الخليج العربية ، فالخطر العابث بأمن اليمن يولد مساحة قلقة للتأثير على أمن المنطقة ككل ، و في حال نجاح سياسة تصدير القلق الإيرانية – لا سمح الله – كما حدث مؤخراً مع المتسللين الحوثيين فإن هذا النجاح سيقضي على مفاعيل التطور العام في جزيرة العرب ، ويوسع خارطة اللهب المتصاعد ، و هو أمر لا ينبغي أن يمر دون رغبة هذه الدول الخليجية في معالجة الوضع القائم ، و قطع اليد الإيرانية التي تتجاوز الحدود و تعبث بالأوراق المذهبية التي قد تستخدمها في أكثر من منطقة خليجية أو عربية .

• لقد أساءت إيران بعمق لحقيقة دورها الإقليمي ، و للتعاطف العربي مع برنامجها النووي أمام العالم الغربي الذي يسعى لتدميره ، أو السيطرة عليه ، و هاهي تفقد عُـمقها العربي المناصر واحداً تلو الآخر ، من بدايات بغداد ، إلى لبنان ، و مصر ، و الإمارات ، و الآن اليمن و المملكة السعودية الشقيقة .

و سعت إلى تقديم نموذج آخر مشوه عن صورة "حزب الله" الذي حقق انتصارات مُـبهجة على جيش العدو الصهيوني ، لأن قاطع الطريق ، وسفاح القرى لا يمكن أن يُـخاطب الناس بحقيقة الجهاد هنا في اليمن ، فما لم تكن إسرائيل بالجوار فإن الحوثي يتحول إلى مجرد سفاح لئيم !! ، و الجهاد الأكبر هو التنمية والعمل و الحب و بذل الخير للناس الذين يحتاجونه ، و أما "حزب الله" فهو تكوين جاء لنصرة أبناءه ، و تحرير أرضه من اغتصاب الصهاينة ، و شتان بين حزب يجعلنا نُـقدر لإيران دعمها اللوجستي له مع اختلافنا المذهبي - حتى و إن كان هذا الدعم في حقيقته ساعياً لمد نفوذ اليد الإيرانية ، أكثر منه حماسة لتحرير الأراضي المحتلة - ، و بين دعمها الأعمى لتمرد قذر بغطاء مذهبي خطير يشق عصا الوحدة ، و يُـعمق الفتنة بين أبناء الوطن الواحد .

• و رغم كل هذا التمدد السافر من آيات إيران لحبائل عمائمها السوداء ، فإنني أبحث عن سبب غياب الدور العربي لهذا الأمر ، بما فيه وجود أصوات منددة فقط بدون إعلان فاعل يوازي الرفض العملي لمثل هذه التدخلات المشينة في علاقات الدول ببعضها .

كما أشيد بانضباط الدعم الخليجي في اجتماع وزراءه الأخير لأمن و استقرار اليمن ، و أتمنى كما غيري توسيع هذا الدعم ليتجاوز الحديث إلى الفعل و العمل ، و تحسين جودة التنمية اليمنية عبر كثير من الطرائق التي تحول دون تكرار استخدام الفقر في بلادنا مطية للتمرد ، أو مطمعاً للدول التوسعية لتنفيذ مخططاتها الشائنة ، التي لا تستهدف هذه البلاد تحديداً بل تتعداها إلى ما وراء الحدود ، و ما هو أبعد من أكمة "الحوثي" اللعين .

•إن سياسة الآيات الإيرانية ، ليست " فن الممكن" كما تعرفها مبادئ العلوم السياسية ، بل "فن الشيطان" حين يوغل في تدمير نفسه ، و استحقاق لعنه ، و التعوذ منه عند كل صلاة .
و الله يتولى الصالحين

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 09:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/75705.htm