الثلاثاء, 24-نوفمبر-2009
المؤتمر نت -   فيصل الشبيبي -
يُعارضون الوطن فمتى وكيف سيحمونه ؟؟
عوَّدتنا المعارضة في اليمن أنها لم تتركْ شاردةً ولا واردةً من حسنات النظام وغلطاته إلاَّ وأحصتها وفسَّرتها وأوَّلتها ونسجتْ منها قصصاً وحكاياتٍ لا حصر لها وهذا لا غرابة كبيرة فيه وإن كان ليس موضوعياً في الكثير منه .
لكن الغريب أن هذه المعارضة وما تملكه من أدواتٍ ومصادرَ لا يُشقُ لها غبار وعلماء وفلاسفة وعباقرة من حملة الـ (د) الذين يتسابقون للظهور على شاشات الفضائيات ، لم تجدْ حتى الآن تفسيراً واحداً ولم تعرف مطالبَ وأهدافَ المتمرد الحوثي ولا على ماذا يسفكُ الدماء ويقطع الطريق ويعيثُ فساداً في صعده أكثر من خمس سنوات . بالله عليكم هل تجدون لهذا الادعاء الباطل تبريراً؟؟.
هذه المعارضة التي تدّعي أنها متواجدةٌ في كل شبر من أراضي الجمهورية اليمنية لم تسمع أن المتمردين من أتباع الحوثي لم يدعوا الناس بل ويجبروهم على تسليم الزكاة لهم بدلاً عن الدولة ،، وكذلك لم تسمع شريطاً واحداً ولم تقرأ ملزمة واحدةً من مؤلفات حسين الحوثي التي تحمل شتماً وسباً وتحقيراً للصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وتحرّضُ على الفتنة ، وترفعُ شعارَ «الموت لأمريكا الموت لإسرائيل» وهي في الحقيقة تحصدُ أرواح الأبرياء من المواطنين في صعدة..
هذه المعارضة وعباقرتُها لم يُشاهدوا قناتي الكوثر والعالم ولم يسمعوا إذاعة طهران لكي يعرفوا من يدعم الحوثي ولا ماذا يريد؟؟
كما أنها لم تشاهدْ حتى القنوات الأخرى التي نشرت تصريحات منو شهر متكي وعلي لاريجاني ورئيس الأركان الإيراني فيروز آبادي حول ما يجري في صعدة ومن قبلهم محمد جعفري قائد الحرس الثوري الذي قال : إنه سيعزز قواته في خليج عدن ــ التي جاءت بذريعة مكافحة القرصنة ــ بل وانه قد أرسل سفينة ثالثة إلى المنطقة.. مع أن جعفري يعرف أن قواته مهما بلغت لن تهز شعرة من رؤوسنا .. كما أنها لم تسمع آخر خطبة لكاظم صديقي الجمعة الماضية وهو من المقربين للمرشد ، فكل هذه الحقائق في نظرهم ليست تدخلات في شؤون اليمن الداخلية ، وقد وصلت إلى التهديد المباشر ، دون أن يحركوا ساكنا ، مع أن جميع من استمعوا لها اعتبروها تدخلاً سافراً تعدّى كلَّ حدود الدبلوماسية وتجاوز الأعراف والمواثيق الدولية..
باختصار: المعارضة في اليمن قد أثبتتْ أنها تُغرّد خارج السرب وأنها ليست جديرةً بتحمل أي مسؤولية ما دام وهذه مواقفها .. كيف لا وقد فَجَرتْ في خصومتها وهي تعتقدُ أنها بهذا الفجور تخاصمُ النظام بينما هي في الحقيقة تخاصم الوطن وتعادي أبناءه ، بل لا أبالغ إذا قلت إنها تُعادي نفسها أيضا لأنها لن تسْلم من أي تداعيات حالية أو مستقبلية يَجُرّهُ تعاطيها مع هذا الواقع..
فمتى تفيقُ من سباتِها ؟ ومتى ستكونُ معارضةً حقيقيةً ترى الصحيحَ صحيحاً وتقف إلى جانبه ، والباطلَ باطلاً وتقف في وجهه ، حتى تكسب رضا الله والناس ويأتمنها أبناءُ اليمن على مستقبلهم ووطنهم الذي يتعرض لهجمة محمومة تستهدف أمنه واستقراره ووحدته وقبل كل ذلك دينه ؟ ومتى تستفيد من تجارب المعارضات في الدول الأخرى التي تجمعها الثوابت ، وتختلف على ما دونها ، وكل ذلك يصب في صالح الوطن؟ لكنها إذا استمرت في سياساتها المتخبطة ضد كل شيء ، فإنها ستخسرُ كلَّ شيء ، ولن يبقى معها غيرُ طبّاعي البيانات التي تتكررُ في جميع المناسبات..
لست متحاملاً عليهم فليس بيني وبينهم شيء ، وإنما هو حرصٌ على بلدي الذي ينهش فيه الكثيرون وإشفاقٌ عليهم وعلى من تبقى معهم ، وأملٌ في أن يتحولوا من معارضةٍ تعارض بلدها إلى معارضةٍ من أجل بناء مستقبل الوطن..

[email protected]

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 08-مايو-2024 الساعة: 01:55 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/75766.htm