الأربعاء, 16-ديسمبر-2009
المؤتمر نت -  -
بعيداً عن لغة التعطيل ليكن حواراً وطنياً مسؤولاً
الدعوة الموجهة من فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أمس الأول لإجراء حوار وطني جاد ومسؤول تشارك فيه كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني حول كافة القضايا التي تهم الوطن تحت سقف الشرعية الدستورية والإلتزام بالثوابت الوطنية ـ دعوة تؤكد حرص فخامته على إنهاء المناكفات والمزايدات الحزبية الحاصلة والتي أضرت بالوطن وأوصلت الحياة السياسية في البلاد إلى حالة من التجاذبات والتناولات السلبية المضرة بالديمقراطية اليمنية الصاعدة وبالمصلحة الوطنية العليا.. إن المصلحة الوطنية العليا هي المرتكز الأساسي لهذه الدعوة الرئاسية ولكل الدعوات التي سبقتها وكانت من ثمارها التوصل إلى اتفاق فبراير 2009م الذي أفضى إلى الاتفاق على إجراء التعديلات الدستورية والسياسية ـ قبل أن تنقلب عليه أحزاب اللقاء المشترك ـ وتمديد عمل البرلمان الحالي سنتين اضافيتين والإسهام في تعزيز المناخ الديمقراطي وحمايته من كل الآراء الضيقة والمتعصبة التي تصر على مواقفها دون اعتبار للآخر وللمواقف الوطنية عامة..

إن التعصب في المواقف والإصرار على فرضها على الآخر تؤدي بالتأكيد إلى فشل أي حوار..، وبالتالي الذهاب إلى تبادل الاتهامات والعودة إلى نقطة اللاشيء والسعي نحو تعطيل الحياة السياسية والمدنية..، والإساءة دون إدراك إلى الوطن وإلى الديمقراطية وإلى أبناء الشعب جميعاً.. إن منطق العقل والحكمة يدعو كافة القوى الوطنية اليوم إلى تغليب المصلحة الوطنية على أية مصالح أخرى.. يدعو إلى النظر بمسؤولية لمجمل التحديات التي تواجه الوطن بدءاً بعناصر الارهاب والتمرد والتخريب الحوثية ومروراً بالعناصر الخارجة عن القانون المنضوية في ما يسمى بـ «الحراك» وانتهاء بالعناصر الارهابية المنتمية لتنظيم القاعدة والذين شكلوا جميعاً حلفاً شيطانياً يستهدف النيل من الأمن والسكينة المجتمعية والإضرار بالوحدة اليمنية..

إن مجمل هذه التحديات تستوجب من كافة أبناء الوطن وفي مقدمتهم قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني النظر إليها بعين المسؤولية، دونها من مسميات أخرى، من منطلق أن الوطن وطن الجميع وأن أي مؤامرات تستهدف أمنه ووحدته واستقراره تهم جميع أبناء الوطن وليس فئة أو جماعة أو حزب بعينه.. > وهنا نؤكد أن على قيادات أحزاب اللقاء المشترك التي تدعي أن الحوار دعوتها وهو الوسيلة المثلى لوضع الحلول والمعالجات لمجمل القضايا الوطنية ـ أن تنظر إلى هذه الدعوة الرئاسية بمنظار وطني وليس حزبي أو شخصي.. عليها أن تدرك أن باب الحوار مفتوح ولم يغلق بتاتاً وأن يد الحوار ممدودة في كل وقت شريطة أن يكون تحت سقف الدستور وملتزماً بالثوابت الوطنية.. عليها أن تدرك أن مصلحة الوطن وما يتعرض له اليوم من مؤامرات وتحديات تستوجب من الجميع التوجه نحو اصطفاف وطني بدلاً من الذهاب بعيداً والتخندق خلف المواقف الأحادية والرؤى الذاتية التي لا تنظر للوطن وقضاياه إلا وفقاً لمصالحها واستناداً لرؤى ضيقة وقاصرة في الغالب الأعم.. لتطرح كل الآراء الهادفة إلى إنهاء كل الاشكالات التي تواجه الوطن على طاولة الحوار بمسئولية..، ولتتحرر كل المواقف من نزوعات الهيمنة ومن العصبية أياً كان شكلها أو لونها إن كانت كل القوى السياسية والفعاليات المدنية يهمها الوطن وإن كان الجميع فعلاً وحقاً يتجهون نحو تعزيز الأمن والاستقرار المجتمعي والحفاظ على مكتسبات الثورة والجمهورية والوحدة من العبث..، وحمايتها من كل أيادي التآمر البغيضة.
*افتتاحية صحيفة تعز
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 09:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/76422.htm