المؤتمر نت -

الخميس, 17-ديسمبر-2009
د. محمد أحمد الكامل -
استسمحك العذر يا وطني
وطني يا أغلى من نفسي وبنيَّ... يا من جدت عليَ وآبائي وأبنائي وجميع بنيك بأجمل ما عندك، أستسمحك العذر لجفائي.. لتقصيري في حقك ... في حق ترابك الطاهر مصدر إنباتي ... في حق هوائك الصافي مصدر أنفاسي وبهائي ... في حق مياهك العذبة مصدر إروائي وبقائي .... في حق كل خيراتك مصدر إحيائي... في حق تاريخك و حضارتك ومجدك ... مصدر عزتي وهويتي وكياني ... في حق خيرة أبنائك الذين بادلوك وفاء بوفاء، وقدموا أرواحهم ودماءهم رخيصة في سبيل صون ذرات ترابك... في سبيل إزالة رجس الظلم والكهنوت واستعباد أبنائك.... في سبيل توحيد ترابك وأرضك الطاهرة ؛ كي تحيا أجيالك حياة تليق بمقامك ومقامها ... حياة الحرية... حياة العزة والكرامة ... حياة الإنسانية كما أرادها الله للإنسان حين خلقه وكرمه ونفخ فيه من روحه وسواه وعدله وفي أحسن صورة ركبه.
كيف لا أحبك وأعتذر إليك وأنت اليمن بمجدك وحضارتك وتاريخك ؟؟!!! ... بل وإن لم تكن فيك أي صفة من ذلك فيكفي أنك وطني، وحب الوطن جانب فطري يولد مع ولادة الإنسان، وقد قال الشاعر:

وتستعذب الأرض التي لا هوى بها ولا ماؤها عذب ولكنها وطن

يا وطني ياهبة المولى ... لسان حالي عاجزة ومشاعري مشتتة وأفكاري جامدة متبلدة ، من هول قوم يدعون أنهم من أبنائك..وأعمالهم لا تدل على ذلك ، بدلوا الحسن والجميل نحوك بالإساءة.. أبوا إلا العصيان والتمرد ... أبوا إلا أن يكونوا مع الأراذل من الخونة والمرتزقة والسفهاء ومن طبع الله على قلوبهم وعقولهم وختم على أفئدتهم وجعل على أبصارهم غشاوة بعلمه - جل شأنه - أنهم إلى الغواية أقرب من الهداية والى الشر هم أقرب من الخير.. فصار الكره سمتهم والدم شهيتهم... والجبن طبعهم ... والحقد هو ما تعبر عنه أعمالهم الدنيئة . أساؤوا إليك ياوطني وأساءوا إلى كل جميل فيك... أرادوا تمزيق أوصالك ووحدتك. أرادوا أن يعيدوا عهد ماض بغيض كريه مظلم يستعبدون فيه الناس وينهبون وحدهم خيرات أرضه ومقدرات شعبه.

لكن هيهات هيهات أن يكون لهم شيء من أمرهم ذلك، أبعد نور الحرية يرضا المرأ أن يعود عبدا ، وبعد دفئ الوحدة وأمنها يرغب أن يعود إلى عهد الفرقة والشتات والخوف... ؟؟!! كلا ...ثم كلا وألف كلا ... فلا الخالق بمثل ذلك يرضا ... ولا الإنسان بطبعه وفطرته يقبل.. ولم نعهد التاريخ يرجع الى الوراء ، إذن فمصيرهم ياوطني بات وشيكا وإلى زوال .. إلى جهنم وبئس المصير مع أسيادهم وإخوانهم من الشياطين والمارقين والفاسقين والمفسدين في الأرض.

يا وطني ... لا أعتذر لك عن أعمالهم... فأعمالهم من القبح ومن الجبن ما لا يعتذر عنها أو يغتفر ... إنما اعتذر إليك تقصيري وقلة حيلتي... لكنني أشهد الله أني أحبك ولن أبخل عليك بما استطيع وأملك فأنا لك فداء وديني يأمرني بذلك .. عشت يا موطني واحدا موحدا آمنا سالماً .

تمت طباعة الخبر في: السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 10:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/76483.htm