الخميس, 17-يونيو-2010
المؤتمر نت -  فيصل الصوفي -
يحيى علاو..
شغلني شاغل عن حضور جنازة الفقيد يحيى علاو ، ولما رأيت تلك الجموع المشيعة قلت لنفسي ما كنت سأضيف لو حضرت ، وذلك هو عزائي ، إذ لم يسبق أن حظي مشهور بمثل ذلك التشييع ، وهذا ليس غريباً عندما يتعلق الأمر بعلاو .. فقد سبق موته مأساة إنسانية ظل يقاومها في الداخل ومرض خبيث لم تجد معه أفضل الخبرات الطبية في صنعاء والأردن والسعودية .. ففتك بالشاب قبل الأوان وحسب الحزانى والمفجوعين من أبناء الفقيد وزملائه ومحبيه من حياته وموته أن يكونوا مثله صدقاً ونبلاً وثقافة وقرباً من الناس واهتماماً بقضاياهم وصبراً على المكاره والكارهين وأعداء النجاح الأنانيين.

* كان الفقيد يولي اللغة العربية احتراماً وكذلك العلم والمعرفة.. وفي برامجه مثل (عالم عجيب) و(قاموس المعرفة) زود الجمهور بمعارف علمية في شتى المجالات .. أما برامجه الإعلامية مثل (فرسان الميدان) و(أسواق شعبية) فقد أقترب بها عمداً إلى الناس وحاورهم وساعدهم ، وعرفهم بكل منطقة صغيرة أو كبيرة في وطنهم وأطلعهم على الأمكنة والشواهد التاريخية وتاريخها وقصصها . لم يسبق أحد علاو في كثرة الاطلاع والزيارات لمناطق اليمن حضراً وريفاً .. طولاً وعرضاً .. ولا حتى أكثر رؤساء الوزراء حنكة ومثابرة .. ولم تكن تلك هواية وحباً في الأسفار، بل رسالة إعلامية هادفة .. ومن يعيد تقييم برامج علاو سيجد أنها جميعاً صممت بقصد لخدمة الجمهور معرفياً وثقافياً واجتماعياً وإنسانياَ .. ولذلك لا غرابة أن يشيع كما يشيع أبرز الرجال العظام الذين خدموا شعوبهم ، وأزعم أنه لو تأجل موعد التشييع يوماً أو يومين لجاء من المدن والأرياف من محبي علاو أضعاف من رأيناهم في جنازة أمس الثلاثاء بصنعاء.

* الذين يستغلون الموت لصب غضبهم على الحكومة يتعين أن لا يتاجروا بهذه المأساة وأحزان وعواطف الناس.. فالحكومة لم تقصر بحق علاو .. ومعروف أن شفاءه من المرض الخبيث استعصى على أكبر المشافي السعودية .. ليس هذا ما يريده علاو .. فدعوه يرقد بسلام والتفتوا إلى ما يفيد .. فالرجل ترك عائلة كبيرة من بينها سبع بنات وثلاثة أبناء .. والواجب على الحكومة أولاً وعلى الحزب الذي انتمى إليه علاو ، وكذلك نقابة الصحافيين ومحبي علاو .. أن يضمنوا لأسرة الفقيد حياة كريمة .. من باب رد الجميل لرجل أمضى أكثر من نصف سني حياته في خدمة وطنه ومواطنيه.
*عن 14 اكتوبر
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 06-مايو-2024 الساعة: 01:03 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/81622.htm