الأحد, 18-يوليو-2010
المؤتمر نت - احمد غراب احمد غراب -
هدية 17 يوليو
مثل الاتفاق بين الأطراف السياسية هدية رائعة بكل المقاييس أهداها الأخ الرئيس بحكمته في ذكرى توليه الحكم، ما يعكس أمرين تاريخيين هامين: الأول: أن صعود الأخ الرئيس إلى كرسي الحكم في 17 يوليو 1978 كان بمثابة عملية إنقاذ للبلاد في ذلك الوقت الذي كانت فيه على كف عفريت.

الأمر الثاني: أن إعلان الاتفاق بين الأحزاب في ذكرى تولي الرئيس للحكم يثبت فعلا أن التاريخ يعيد نفسه في أشد الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، والرئيس يتدخل بذات الحكمة والجرأة والشجاعة لإنجاز عملية توافق سياسية بين الأطراف السياسية لإنقاذ البلد من حمى الاختلاف والتشتت والمكايدات السياسية وتجميع القدرات وتوحيد الجهود لمعالجة كل الاختلالات الداخلية التي تؤثر على عملية البناء والتنمية.

تولي الرئيس علي عبد الله صالح للحكم في نهاية السبعينيات كان أكبر من كونه مغامرة باتجاه السلطة أو رقص فوق رؤوس الثعابين. كانت عملية إنقاذ وطني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؛ فشبح الحرب الأهلية كان يلوح، والبلد كان غارقا في دوامة من العنف والفوضى، زد على ذلك حالة الفراغ السياسي التي جاءت كمحصلة لاغتيالات سياسية دامية وحالة من العبثية وعدم الاستقرار الداخلية وضبابية في علاقات اليمن بالخارج.

لا أعتقد أنه حدث في تاريخ أي دولة في العالم أن مجلس الشعب توج رئيسا على كرسي الحكم وكأنه في مهمة انتحارية من أجل الشعب؛ ولهذا كان من الطبيعي أن يكون أول خطاب للرئيس وهو يتسلم الحكم بنكهة الوصية. واسمحوا لي أن أقتطف لكم من خطاب فخامته هذه العبارات: "كنت أشعر بصعوبة المهمة وأعرف أن فقداني لحياتي سيكون في أية لحظة؛ لكن التضحية في سبيل الوطن واجبة وسهلة(...) لقد اخترت كفني ولم أخش شيئاً عندما طلب مني تحمل المسؤولية(...) وما كنت أخشاه هو أن ينتكس الوطن".

نحتفل اليوم بذكرى توليه الحكم، ونحن نشهد التوقيع على وئام سياسي يمثل أول الغيث باتجاه الانفراج السياسي وخلق الاستقرار اللازم للنهوض الاقتصادي ومكافحة الفساد وتحسين المستوى المعيشي للمواطن.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 04:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/82598.htm