المؤتمر نت -

الأربعاء, 01-سبتمبر-2010
أحمد غيلان -
القاعدة والحراك.. من يحتوي الآخر..؟
أكدت الأحداث الأخيرة التي شهدتها بعض المناطق في بعض المحافظات الجنوبية أن علاقة تنظيم القاعدة بعناصر ما يسمى بالحراك لم تعد مجرد علاقة تحالف، بل تجاوزت ذلك إلى ما يشبه الاندماج الكامل، الذي يتجسد في عمليات إرهابية مشتركة على الأرض تنفذها عناصر حراكية وقاعدية بتخطيط مشترك ويواكبها دفاع مستميت عن الحراك والقاعدة معاً عبر تصريحات لقيادات الحراك والإرهاب في الداخل والخارج.

ما شهدته لودر وزنجبار والوضيع وقبلها لحج والضالع وحبيل جبر والتواهي وغيرها من المناطق شواهد حاضرة تكشف على مسمع ومرأى أن المسألة لم تعد تقاطع مصالح أو توافق أحقاد أو تزامن نوازع لفرق التخريب وعناصر الإرهاب، بل عمل منظم ومخطط له وعمليات ذات قيادة مشتركة بلغت حالة من التوحد في صنع الشر وبث الرعب وتأجيج الحقد وصناعة الفوضى.

وعلى الرغم من أن العمليات الإرهابية والتخريبية على الأرض تكفي لتعزيز حقيقة اجتماع الحراكيين والقاعديين وإجماعهم على زعزعة الاستقرار وتوسيع رقعة الفوضى، إلا أن شواهد أخرى برزت على السطح السياسي منذرة بما هو أبعد من تحالف في ميدان الفوضى والإرهاب ولعل أخطر هذه الشواهد وأكثرها وخصوصاً خروج العطاس وعلي ناصر محمد والبيض للدفاع عن القاعدة عقب عمليات لودر الإرهابية.

فحين يخرج العطاس من المملكة العربية السعودية ويخرج ناصر من سوريا لمهاجمة النظام والدفاع عن القاعدة ومحاولة تبرئتها من جرائم تعترف عناصر القاعدة ذاتها أنها اقترفتها ،وتؤكد أنها تخوض مواجهة ضد الدولة ذات المواقع التي يتواجد فيها الحراكيون.
حين يخرج العطاس وناصر والبيض متطوعين للدفاع عن القاعدة في الداخل إنما يعزز حقيقة اندماج الشر الذي يبثه الحراكيون والقاعديون في أكثر من بؤرة وليس هذا وحسب بل إن هذا الاندماج للدفاع عن القاعدة من قبل البيض وناصر والعطاس يثير التساؤلات عما إذا كانت رسائل قيادات الخارج موجهة فقط للنظام في الداخل، أم أنها تجاوزت هذا السقف لتغدو رسائل شاملة للسعودية وسوريا أولاً، ثم لقيادات القاعدة في ا لمنطقة والعالم قبل أن تكون للنظام في الداخل..؟
وليس قفزاً على الواقع أن يصبح السؤال حول إمكانية أن يثمر هذا التحالف تحولات خطيرة تجعل من قادة الانفصال يتزعمون خلايا إرهابية في تنظيم القاعدة..؟
وإذا كانت تجارب الشخوص وأرصدتهم والتحولات التاريخية التي حدثت في حياتهم في المعطيات التي يمكن من خلالها وضع التصورات التي تقف خلف سلوكياتهم فإن الذين شهدت أيامهم ارتماءات في أحضان الشر دون حساب لمصدره لن يكونوا بمنأى عن ارتماء في حضن شر جديد يعتقدون أنه سيمنحهم حقاً وإمكانية تحقيق نوازعهم بأي ثمن.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 08:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/83828.htm