المؤتمر نت - عبدربه منصور هادي‮ - ‬نائب رئيس الجمهورية

الأربعاء, 01-ديسمبر-2010
بقلم الفريق الركن‮/ ‬عبدربه منصور هادي‮ - ‬نائب رئيس الجمهورية -
في‮ ‬ذكرى الاستقلال الوطني
يحتفل شعبنا اليمني‮ ‬هذه الأيام بذكرى الاستقلال الوطني‮ ‬الناجز الذي‮ ‬تحقق في‮ ‬30‮ ‬نوفمبر‮ ‬1967‮ ‬بعد تضحيات وكفاح طويل قدمها هذا الشعب العظيم في‮ ‬سبيل الانعتاق من قبضة استعمارية دامت أكثر من‮ ‬129‮ ‬عاماً،‮ ‬وبهذه المناسبة نهنئ أبناء شعبنا وقيادتنا السياسية ممثلة في‮ ‬فخامة الأخ الرئيس علي‮ ‬عبدالله صالح رئيس الجمهورية وهي‮ ‬مناسبة تأتي‮ ‬هذه المرة متزامنة مع تحقيق كثير من الإنجازات السارة‮.‬

وأجد في‮ ‬هذه المناسبة أن من واجبنا جميعاً‮ ‬أن نقف وقفة احترام وإجلال لليمنيين العظماء،‮ ‬الشهداء منهم والأحياء،‮ ‬الذين قدموا أرواحهم ودماءهم وطاقاتهم بسخاء في‮ ‬سبيل الحرية ونيل السيادة الوطنية ووضعوا شعبهم وجهاً‮ ‬لوجه أمام المستقبل والحياة الكريمة،‮ ‬وفي‮ ‬هذا السياق أود التذكير أن فضيلة الإنصاف والأمانة تقتضي‮ ‬عدم إقصاء أحد أو نكران فضله مهما كان قدره وتأثيره ضئيلاً‮ ‬في‮ ‬حركة التحرر الوطني‮ ‬خاصة،‮ ‬والحركة الوطنية عموماً،‮ ‬فحقائق التاريخ تثبت بجلاء أن الذين نشروا الوعي‮ ‬الوطني‮ ‬والتوق إلى الحرية وصنعوا تلك الأحداث الكبرى التي‮ ‬أنجزت الاستقلال الوطني‮ ‬هم طلائع من مختلف التيارات الفكرية والسياسية والاجتماعية ويجب الوفاء بحقهم والاعتراف بفضلهم مقاتلين ومفكرين وشعراء وفنانين وعمالاً،‮ ‬رجالاً‮ ‬ونساء،‮ ‬كما أن إنجاز الاستقلال الوطني‮ ‬كان خاتمة حلقات مترابطة بدأت بمقاومة طلائع المحتلين الذين قادهم المحتل ستافورد هنز مروراً‮ ‬بتلاحم ثورتي‮ ‬26‮ ‬سبتمبر و14‮ ‬أكتوبر التي‮ ‬شاركت فيها الحركة الوطنية اليمنية على اختلاف مشاربها‮.‬

إن تلاحم الصفوف ووحدة الحركة الوطنية وتضافر الجبهة الداخلية للمجتمع كانت وستظل من أهم العوامل الأساسية التي‮ ‬جعلت اليمنيين‮ ‬يقدمون أفضل ما لديهم ويحققون أهم منجزاتهم،‮ ‬فعلى سبيل المثال حاول الاستعمار البريطاني‮ ‬اللجوء إلى شتى الوسائل والمناورات والمؤامرات وأساليب البطش من أجل الحفاظ على مصالحه ومصالح عملائه للإبقاء على ديمومته،‮ ‬وقد أدركت الحركة التحررية خطورة تلك المحاولات على الثورة،‮ ‬فقاوموا معاً‮ ‬أساليب الاحتواء واسقطوا تلك المحاولات والمؤامرات واضعين أمام أعينهم تضحيات الشعب وتوقه للحرية والاستقلال وامتلاك القرار الوطني،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فقد كانوا جاهزين للمعركة الفاصلة وتمكنوا من السيطرة على كل الميادين في‮ ‬مواجهة قوة استعمارية‮ ‬غاشمة مزودة بمختلف الإمكانيات المادية والأسلحة والتجهيزات العسكرية وشبكة إعلامية واسعة‮.‬

لقد أعلنت بريطانيا في‮ ‬1967م القبول بالجلاء وحددت لذلك موعداً‮ ‬هو السابع من‮ ‬يناير‮ ‬1968،‮ ‬ولكن التراب الوطني‮ ‬كان‮ ‬يتحرك تحت أقدامها والشعب اليمني‮ ‬في‮ ‬جنوب البلاد‮ ‬يغلي‮ ‬منتفضاً‮ ‬وثائراً‮ ‬رافضاً‮ ‬بقاء الاستعمار،‮ ‬فبدأت قلاع الاستعمار تتهاوى ابتداء من الضالع ولحج وأبين وحضرموت،‮ ‬وانتهاء بعدن التي‮ ‬انسحبت منها معظم القوات الاستعمارية في‮ ‬26‮ ‬نوفمبر‮ ‬1967م‮.‬

لقد كانت تلك الانتصارات على أرض الجنوب هي‮ ‬أقوى سند للمفاوض اليمني‮ ‬في‮ ‬جنيف الذي‮ ‬فرض على الاستعمار الاعتراف بالاستقلال وإقامة دولة ذات سيادة في‮ ‬30‮ ‬نوفمبر‮ ‬1967م،‮ ‬وفي‮ ‬الوقت نفسه كان ذلك الانتصار أقوى سند للثورة والنظام الجمهوري‮ ‬في‮ ‬شمال اليمن في‮ ‬مواجهة القوى الإمامية التي‮ ‬كانت تحاصر صنعاء،‮ ‬وكان الاستعمار هو أحد الداعمين لتلك القوى وهو الأمر الذي‮ ‬يؤكد واحدية الثورة اليمنية،‮ ‬وانتماءها إلى أرض وشعب واحد،‮ ‬فحركة التحرر الوطني‮ ‬في‮ ‬جنوب اليمن لم تكن حينها تعمل في‮ ‬جزيرة منفصلة معزولة عن التأثر والتأثير بمحيطها الوطني‮ ‬والإقليمي،‮ ‬فالمؤامرة على الثورة اليمنية‮ »‬سبتمبر وأكتوبر‮« ‬والنظام الجمهوري‮ ‬في‮ ‬الشمال من قبل قوى التخلف المدعومة من قوى استعمارية حليفة لها،‮ ‬دفعت حركة التحرر الوطني‮ ‬في‮ ‬الجنوب للرد على تلك المؤامرات والانتكاسات فضربت أهم حلقاتها بمزيد من التلاحم الوطني‮ ‬ورفع وتيرة العمل الثوري‮ ‬الذي‮ ‬تلازم فيه الوعي‮ ‬الثوري‮ ‬الوطني‮ ‬مع الممارسة العملية وذلك ما قهرالاستعمار وقاد إلى امتلاك القرار الوطني‮ ‬فالاستقلال الذي‮ ‬نحتفل بذكراه الثالثة والأربعين‮.‬

لقد جسد اليمنيون في‮ ‬سلوكهم وفي‮ ‬وعيهم الوطني‮ ‬طوال مرحلة التحرر قضية الوحدة الوطنية والانتماء الوطني‮ ‬ورعاية مصالح الشعب ونشر الحرية في‮ ‬كل مكان والإيمان بالديمقراطية والثقة بالذات الأمر الذي‮ ‬يوجب علينا أن نكون أمناء لإرثهم الوطني‮ ‬وأن نستلهم ما هو حي‮ ‬وأصيل من هذا الإرث‮.

‬فالقضية الصادقة صادقة بالنسبة لجميع أبناء هذا الشعب وبالخصوص نخبه السياسية‮. ‬فالولاء الوطني‮ ‬قضية مشتركة لأن مصدره الروح الوطنية العامة لهذه الأمة‮.‬

ولا‮ ‬يكفي‮ ‬أن‮ ‬يظل السياسيون‮ ‬يؤكدون من خلال أقوالهم الالتزام بهذه القضية والتزامهم بالديمقراطية والحوار،‮ ‬فالأقوال التي‮ ‬لا تسندها الممارسة تظل مجرد حرارة من‮ ‬غير ضوء،‮ ‬ولذلك فإن كل هذه القضايا‮ ‬يجب أن تسند بالسلوك الأمين‮.‬

وهنا نود أن نؤكد تمسكنا بالحوار،‮ ‬وحرصنا الشديد على احترام الدستور والخيارات الوطنية والديمقراطية،‮ ‬علماً‮ ‬أنه لا ديمقراطية دون انتخابات‮.‬

وفي‮ ‬ختام هذه الكلمة لا أنسى الإشارة إلى ما‮ ‬يضاعف بهجتنا بهذه المناسبة في‮ ‬هذه المرة،‮ ‬وهو وجود أشقائنا من مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعراق،‮ ‬فوجودهم بيننا للمشاركة في‮ ‬خليجي‮ ‬عشرين قد أضفى على فرحتنا فرحة مضاعفة،‮ ‬ونحن سعداء بوجودهم،‮ ‬ونشكرهم على مشاركتهم التي‮ ‬بددت كل الشائعات التي‮ ‬ظل كثيرون‮ ‬يرددونها ويروجونها تشكيكاً‮ ‬بقدرة اليمن على استضافة مثل هذه البطولة الرياضية الكبيرة‮.. ‬

إن نجاح اليمن في‮ ‬استضافة هذه البطولة وجذب الأشقاء نحوها كان أمراً‮ ‬محسوماً‮ ‬منذ البداية،‮ ‬وها هي‮ ‬اليمن تثبت قدرتها على القيام بواجبها في‮ ‬توفير شروط نجاح خليجي‮ ‬عشرين‮.

‬وليمت بغيظهم كل الذين سعوا إلى عرقلة الاستضافة من الكارهين والمناطقيين والمنحازين للتعصب والإرهابيين‮..

‬وتهنئة أخرى للقيادة السياسية،‮ ‬والشعب اليمني‮ ‬بهذه الذكرى،‮ ‬وبهذه النجاحات‮..
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 14-أكتوبر-2024 الساعة: 01:24 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/86361.htm