الخميس, 30-ديسمبر-2010
المؤتمر نت - يحيى علي نوري يحيى علي نوري -
أخيراً سيدي الرئيس
سيدي الرئيس عندما منح الشعب اليمني برنامجك الانتخابي ثقته الغالية كان ينتظر منك البدء من اليوم الأول لتوليك مهام ومسئوليات دورة رئاسية جديدة أن تبدأ في تنفيذ كافة المحددات والمضامين والمنطلقات التي اشتمل عليها برنامجك الانتخابي خاصة فيما يتعلق برؤيتك الثاقبة لمتطلبات الإصلاح للنظام السياسي وجعله قائماً على أسس ومداميك دستورية قوية وراسخة تبنى عليها الدولة اليمنية الحديثة .

سيدي الرئيس: ولأن رؤيتك دائماً ثاقبة ولكونك قائد تاريخي حكيم تنتصر دوماً للإرادة الشعبية وتؤمن بأهمية التشخيص الواقعي والموضوعي لمتطلبات بناء اليمن الجديد الديمقراطي الموحد فإننا قد وجدناك تفضل إرجاء تنفيذ رؤيتك هذه وتفضل عوضاً عنها إجراء حوار وطني شامل حول كافة القضايا والموضوعات المعنية ببناء الدولة اليمنية الحديثة ولكون حرصك هذا قد أخذ منك وقتاً كبيراً وطويلاً من أجل تحقيقه وبلورته للواقع قد انتهى إلى طريق مسدود طريقاً شكلته أحزاب المشترك من خلال مواقفها المتشنجة ضد رؤيتك وضد حرصك على تعزيز مشاركتها في الحياة السياسية اليمنية.

سيدي الرئيس إن دعوتك مؤخراً أو بالأحرى دعوة المؤتمر الشعبي العام وطلبه من نواب الشعب الوقوف أمام التعديلات الدستورية التي تضمنها برنامجك الانتخابي ذات العلاقة بالإصلاحات الدستورية قد مثلت خطوة رائدة ومهمة بل ومحورية انتظرها الشعب الذي منحك ثقته كثيراً بل واستبشر ولم يفاجئ بها لكونه يدرك تماماً أنكم القائد التاريخي باني اليمن الجديد الأكثر حرصاً على الانتصار لقضاياه وتطلعاته والأكثر حرصاً على الإيفاء بما وعد به .

وقد وعدتم الشعب في الانتخابات الرئاسية الماضية بالسير قدماً بإتجاه المستقبل الأفضل سواء كان ذلك على صعيد مهام بناء الدولة اليمنية الحديثة أو على صعيد مختلف الجوانب الحياتية.
إذا سيدي الرئيس حرصكم هذا الذي استهدف إشراك الجميع في إجراء حوار شامل في صياغة الحاضر والمستقبل اليمني لم يمنى بالفشل كما قد تصورته أطرافاً متشنجة في أحزاب المشترك و لكنه تصور حقق أهدافه الإستراتيجية وقدم الحقيقة الناصعة والكاملة لأعظم صور الالتزام بالمسئولية الوطنية التي تتحلون بها كقائد تاريخي يحرص دوماً على الدفع بكل ما من شأنه أن يجعل من المشاركة الشعبية مدماكاً قوياً لبناء اليمن الجديد، بل ورؤية جعلت من برنامجك الانتخابي واحدة من الأهداف ولم تجعله هدف إستراتيجي وحيد .

وفي ذلك سيدي الرئيس أسلوباً حضارياً وديمقراطياً استطعتم بجدارة أن تسجلونه في المشهد السياسي اليمني وينظر له كل المراقبون والمهتمون باهتمام بالغ، كما سجلتم من خلاله دروساً تفاد منها الأجيال القادمة فتعلموا منها قيم الالتزام بمثل وقيم الوطنية بل و المسئولية التاريخية، بالرغم من أن هذا الالتزام كما أشرنا لم يحظى بالتفاعل الإيجابي من أحزاب المشترك التي فضلت السير بإتجاه إفراغ الحياة اليمنية من مختلف قيمها الديمقراطية ومن كافة الجوانب المكونة للعملية الديمقراطية بل وللتجربة اليمنية عموماًَ.

سيدي أخيراًَ وبعد أن قدمتم الكثير من التنازلات في سبيل إنجاح الحوار وتعزيز كل إشراقه يمنية يشهدها الوطن رحب الشعب بخطوة المؤتمر الشعبي العام وبالذات كتلته البرلمانية التي تقدمت إلى مجلس النواب أخيراً باعتماد مصفوفة التعديلات الدستورية التي اشتمل عليها برنامجكم الانتخابي خطوة يتفهم الشعب اليمني اليوم عظمتها بل وأهميتها الملحة للحاضر اليمني واثقاً بها بلا حدود خاصة وأنها جاءت في إطار برنامجكم الذي منحه في الأمس القريب ثقته الغالية وأعطاكم الضوء الأخير في السير بإتجاه المستقبل الأفضل الذي وعدتم به من خلال أهدافاً ومنطلقات ومحددات حفل بها برنامجكم الانتخابي بثقة عالية لا توازيها أي ثقة .

سيدي الرئيس إن من يروجون اليوم بإنكم قد التففتم على إرادة الشعب وذهبتم بعيداً عن مشروعه وعن مضامين الأهداف والمنطلقات التي حددتموها للولوج به إلى المستقبل الأفضل هم واهمون، بل إنهم أكثر من يدركون حقيقة توهمهم هذا، ولذا فإنهم ومن خلال هذه الخطوة التاريخية نحو السير بإتجاه بلورة برنامجكم الانتخابي سيظلون يعارضون توجهاتكم سواءً كانت قد فضلت السير بإتجاه الحوار معهم أو السير بإتجاه بلورة أهداف ومضامين برنامجك الانتخابي .

سيدي إن لسان حال الشعب اليوم يقول لك صراحة سِر أبا أحمد نحو الأهداف الإستراتيجية التي أملتها عليكم مسئوليتكم الوطنية، بل والحيثيات التي تعلمها المعارضة قبل غيرها والمتمثلة في كونكم قائداً تاريخياً لا هم له سوى أن يسجل المزيد من الإشراقات الحضارية لوطنه.

سيدي الرئيس لقد انزعجنا كثيراً من عدم سيركم مبكراً بإتجاه تحقيق برنامجكم لكننا اليوم نشعر بالسعادة الغامرة وبالثقة اللامتناهية من أنكم الرجل الديمقراطي الأول الذي يعي ويدرك أهمية المرحلة التي يمر بها شعبنا وما يشوبها من تحديات عريضة وجسيمة، ثقة لاتجعلنا إلا أن نسير في الميدان في سبيل أهدافكم لكونها تمثل الضمانة الحقيقية ليمن جديد مستقر ومفعم بكل جوانب الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي والتنمية الشاملة والمستدامة وتحقيق الانتعاش الاقتصادي .

سيدي كل الشعب اليوم بانتظار مرحلة جديدة تبدأ فعالياتها بعنفوان شعبي كبير في السابع والعشرين من أبريل القادم يوم الملحمة الوطنية العظيمة المنتصرة لخيار الشعب في الديمقراطية والممارسة المسئولة المنتصرة لأهدافه وتطلعاته العظيمة .
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 14-أكتوبر-2024 الساعة: 01:29 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/87294.htm