السبت, 05-فبراير-2011
المؤتمر نت -  د . خالد الحريري* -
اتقوا نار الفتنة!
الأحداث التي مرت وتمر بها بعض الدول العربية اليوم تستدعي منا جميعا أفراد وجماعات , أحزاب ومنظمات في الحكم او المعارضة , نعيش فوق ثرى هذا الوطن الغالي أن نقرأ هذه الأحداث وتداعياتها بتمعن وحكمة ومن زاوية حبنا جميعا لهذا الوطن وحرصنا على وحدته وأمنه واستقراره . فنحن ولله الحمد شعب شهد له رسول الإنسانية الأعظم بالإيمان والحكمة وعلينا أن درك جميعا خصوصية وتركيبة مجتمعنا ووضعنا في اليمن ومدى الأثر الذي يمكن أن تحدثه أي فتنة يترتب عليها تخريب ونهب للممتلكات على مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى بلادنا .

إن نار الفتنة إذا ما اشتعلت في بلادنا لا قدر الله ووجدت من يذكيها ويساعد على انتشارها من الداخل او الخارج فإنها بلا شك ستحرق الأخضر واليابس وسيكتوي بلهيبها الجميع ولا يتصور احد بأنه سيكون بمأمن ومنأى عن تأثيرها أو قادر على التحكم فيها وإخمادها متى شاء وكيفما يشاء . وعلى الرغم مما شهدته بلادنا عبر تاريخها الطويل من فتن كقطع الليل المظلم إلا أن من يقلب صفحات الماضي القريب والبعيد سوف يرى أن اليمن لا تكاد تمر بفترات هادئة ومستقرة إلا حينما يكون ما حولها غارق في جحيم العنف والتطرف والإرهاب، وبالتالي فإن واقع المنطقة اليوم يدعونا للتذكير بالقول المأثور:\"إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن \" وسواء صح هذا القول أو لم يصح فإن الواجب الوطني يفرض على الجميع التعاون الجاد للحفاظ على أمن هذا البلد واستقراره وعدم الركون إلى الاسترخاء والنوم على مخدة القول المأثور في زمن يستدعي اليقظة والإستنفار، لاسيما وقد بدأ الحريق يلتهم السجادة القومية من أطرافها بل من أوساطها.

وإذا كانت منهجية الحوار عندنا قد حققت النجاح مع بعض القوى والفئات في السابق فلا بد من أن يتواصل العمل بتلك المنهجية الصائبة والذكية بحيث تشمل كافة الأطراف المعنية في اليمن من أجل تعميق وتوسيع ثقافة الحوار على كل الأصعدة وعلى كافة المستويات مهما كانت التباينات والاختلافات ! فالوطن ووحدته وأمنه واستقراره أكبر من كل الخلافات والتباينات في الرؤى و الأطروحات والبرامج والأهداف والمواقف السياسية لجميع الأحزاب والتنظيمات والقوى السياسية على الساحة الوطنية، ومن هذا المنطلق يتوجب على جميع هذه الأحزاب والقوى السياسية أن تعود اليوم إلى طاولة الحوار من أجل الوطن لمناقشة وتحليل كافة المخاطر والتحديات التي تواجه الوطن ووضع الحلول والمعالجات اللازمة والخروج برؤية مشتركة وأفكار واضحة وأهداف واستراتيجيات فعالة من شأنها دفع عجلة التقدم والنمو بهذا الوطن نحو الأمام والحفاظ على وحدته الغالية وأمنه واستقراره.. يجب أن نجعل الحوار مسارنا الذي به نتطلع نحو المستقبل الأفضل , فعلى طاولة الحوار يمكن طرح كافة الموضوعات مهما كانت تعقيدات اشكالياتها، فكل شيء قابل للنقاش مهما كان الاختلاف والتباين فيه ، عدا كل ثابت وطني ليس محل خلاف وما عدا ذلك فيجب التعاطي معه بوعي وروح منفتحة نابعة من شعور صادق بالمسؤولية تجاه الوطن وأبنائه في الحاضر والمستقبل .

وختاما أقول لجميع القوى والأحزاب السياسية اليمنية فى الحكم او المعارضة اتقوا الله في هذا الوطن واحذروا من نار الفتنة وجسدوا الحكمة اليمانية التي عرفكم العالم بها قديما وحديثا في تحاوركم ومعالجاتكم وتناولكم لقضايا الوطن وتعاملكم معها . وتأكدوا إننا جميعا نبحرعلى ظهر سفينة واحدة هي سفينة الوطن ومسؤوليتنا أمام الله والتاريخ والأجيال القادمة أن نوصلها إلى بر الأمان، لأنه إذا ما عصفت بها أعاصير الفتن والتحديات والأخطار التي نجابهها اليوم فستغرق في بحر الفرقة والتمزق والصراعات والفوضى التي ليس لها قرار . فاحرصوا على أن تصلوا بسفينة الوطن إلى بر الأمان وشاطئ النهوض والتقدم والاستقرار , والله يوفق الجميع لما فيه خير اليمن وتقدمها وأمنها واستقرارها.
*أستاذ التسويق المساعد / جامعة تعز
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 05:45 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/88471.htm