الإثنين, 28-فبراير-2011
المؤتمر نت -  -
القوات المسلحة والأمن .. لن تكون ورقة للمزايدة السياسية والإعلامية
تابع مراقبون خلال الآونة الأخيرة تلك الكتابات والتقارير الصحفية التي نشرتها بعض المواقع الإخبارية , وتناولت المؤسسة الدفاعية والأمنية في اليمن، وعلى نحو يدعو للتساؤل لأكثر من سبب أهمها الإفراط في تلك الكتابات والإسهاب الممل في تحليلات هي أقرب إلى الخيالات وإلى اجتزاء متعمد للحقائق وجهل مفرط بتاريخ ومكانة ودور القوات المسلحة والأمن في التاريخ الوطني والنضالي لهذه المؤسسة التي ظلت دوما مواكبة لكل الآمال والطموحات الوطنية للشعب اليمني قاطبة، وكانت الرائدة في الدفاع عن وحدة الوطن وترسيخ أمنه واستقراره واستوعبت خلال عقدين من الزمن تفاعلات المشهد السياسي بموقف حيادي مسؤول وملتزم باحترافها العسكري ومهامها الدستورية .. في الحفاظ على التجربة الديمقراطية والتعددية السياسية ولم تنحاز في أي لحظة لأي طرف سياسي كان.. بل بقيت مؤسسة وطنية تحظى باحترام وتقدير مختلف شرائح المجتمع اليمني.

لكن المؤسف أن " البعض" لا يريد أن يستوعب ويتفهم هذا الدور الوطني الريادي والمسئولية التاريخية لهذه المؤسسة الدفاعية ، ويحاول أن يكيف المعطيات الراهنة حسب أهوائه ورؤاه الذاتية ليوظفها عن سوء قصد ونية مبيتة للزج بها إلى معتركات المشهد السياسي الذي يمر بمتغيرات وتفاعلات من شركاء العمل السياسي في اليمن, ويبتدع سيناريوهات موهومة بعيدة عن الواقع ومعطياته الحقيقية.

إن ذلك التدافع المتسرع لدى البعض للكتابة عن القوات المسلحة والأمن .. أو تناولها بتصريحات صحفية ، أتى على نحو مسيء يعكس مطامع سياسية موجهة ورؤية ضيقة آنية، تتقاطع كلياً مع حقيقة أن هذه المؤسسة الدفاعية تدرك جيداً مهامها الدستورية ويمتلك منتسبوها وعياً كاملاً بطبيعة مهامهم العسكرية وواجباتهم الدستورية في حماية الوطن وأمنه واستقراره.. وفي الدفاع عن الشرعية الدستورية والسلام الاجتماعي للشعب.. كما أن منتسبي القوات المسلحة والأمن يدركون جيدا في ذات الوقت أن مثل تلك الكتابات والتصريحات الصحفية التي لا تحترم الدستور، ولا تراعي القوانين, قد خولت لنفسها حق إطلاق الأحكام المسبقة وإفلات العنان لتقولاتها واجتهاداتها الذاتية التي لاهدف ولا رؤية وطنية لها، ولا تعدو أن تكون مجرد خيالات وأماني مشوشة تحاول أن تثير زوابع صغيرة في سعي محموم لإحداث إرباك لجوانب الانضباط العسكري، ونقل صورة ضبابية للآخرين عن مؤسسة وطنية دفاعية وأمنية هي في الأصل مؤسسة متماسكة ويصطف منتسبوها لأداء دورهم وتنفيذ واجباتهم العسكرية والأمنية للحفاظ على المناخات الآمنة التي توفر لكل هؤلاء الذين يعيشون أجواء التعددية والحريات العامة.. التي قلما أن توجد بهذه المساحة الواسعة في بلدان أخرى.

وفي مجمل الأمر فإن "أولئك المجتهدين" و" المنظرين " لو أعادوا النظر فيما يكتبون ويصرحون به ـ رجما بالغيب ـ عن هذه المؤسسة الدفاعية والأمنية , لتبين لهم حجم الخطأ الكبير الذي يقعون فيه، ولوقفوا وقفة إجلال وإكبار لكل منتسبي القوات المسلحة والأمن الذين يسهرون ويرابطون في مواقع الشرف والبطولة لينعم الجميع بالأمن والسكينة العامة وفي المقدمة أولئك الذين لايتورعون عن التطاول على هذه المؤسسة الوطنية الرائدة.. ويستهينون بالتضحيات الجسيمة لأبناء القوات المسلحة والأمن الذين يبذلون الغالي والرخيص ليبقى الوطن عزيزاً مهاباً وآمناً مستقراً.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 03:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/89028.htm