الإثنين, 24-أكتوبر-2011
المؤتمر نت -         احمد غيلان -
بأقــدام الشعب تــُـداس رؤوس الأفـاعـي ..
لم يكونوا حجة على الشعب حين نهبوا ثرواته و ممتلكاته .. و أفسدوا في سلطاته و مؤسساته .. ومثــَّـلوا به وبنظامه حينما كانوا يمثلونه في مختلف مواقع القيادة ومراكز القرار .. ولن يكونوا حجَّةً له و لا عليه اليوم وهم ينهشون لحمه و لحم اليمن .. يتنكرون لخيرات البلد .. ويتطاولون على سيادة الوطن الذي اتسع لصبيانيتهم .. ويعضون اليد التي امتدت إليهم من غير سوء ... لتنتشلهم من أقبية التطرف و الشمولية و الإقصاء التي أثقلتهم بالعقد .. وزرعت في أعماقهم بذور الأنانية و فسائل الفجور ..

يعلم الشعب – و ربما تعلم القيادة السياسية – أنهم ارتموا في أحضان السلطة و الحزب الحاكم بنهم للسلطة وشبق للتسلق وهوس للإثراء المشروع و غير المشروع .. و يعلم الشعب أن القيادة السياسية كانت تأمل صلاحهم وإصلاحهم ، والإفادة من القدرات الإبداعية والقيم النبيلة التي كانوا يتلفعونها زوراً .. لكن الشعب يعلم أيضاً أن القيادة السياسية أفرطت في تدليلهم وأعطتهم ما لا يستحقون من مكانة و إمكانيات و فرص .. عجزوا عن إثبات استحقاقها ومقاومة مغرياتها .. أو تجسيد أبسط قيم العفاف و الطهارة التي كانوا يدعونها من قبل .. و عادوا يتنطعون بها من بعد ..

يعلم الشعب أن هؤلاء الذين نهبوا قوته .. و أفسدوا حياته .. و أحبطوا كثيراً من آماله و تطلعاته في البناء و التنمية و الإصلاح و إرساء قيم العدالة والمساواة و الحداثة و المدنية .. أثروا على حساب جوعه .. و تملكوا الدور و القصور و العقارات و المزارع و الشركات و الثروات الطائلة على حساب فقره .. تسلقوا المناصب والمراتب على حساب كفاءاته ومبدعيه .. وحشدوا قراباتهم وأخلاّءهم وربائبهم وتلامذة مدارسهم .. ليستحوذوا على الوظائف والمصالح و المناصب في مؤسسات الدولة التي أغرقها هؤلاء بذوي الحظوة .. وأقصوا منها و منعوا عنها و همشوا فيها ألو الاستحقاق و الكفاءة والأهلية ..

حين كان الوطن بخير كانوا في صدارة من يستنزف خيره و خيراته .. و في مقدمة من يتسبب في منغصاته .. وحين كان النظام بخير كانوا أهم صناع كبواته و مشرعني زلاته و مسوغي أخطائه و هفواته .. وحين هبت العاصفة على الوطن وعلى النظام ارتعشوا وانقشعت عن جلودهم ووجوههم صبغات الولاء و ألوان النقاء و جلابيب الطهر و أقنعة البراءة .. فانكشفت الأدران و ظهر القبح و تجلى الفجور .. أشكالاً آدمية تجلد نفسها قبل الوطن .. و تنفش مسامل هلعها كالقنافذ .. وتنفث سموم عدوانيتها كالأفاعي ..


نعلم و يعلم الشعب اليمني و تعلم القيادة السياسية أن هؤلاء أدركوا – قبل غيرهم و أكثر من غيرهم - حجم العاصفة و خطورة المؤامرة - ليس لأن لديهم قدرات خارقة على قراءة المؤشرات - بل لأنهم ربائب كواليس التآمر .. و لديهم خبرات و دراية وعلاقات مباشرة بمطابخ الكيد .. لكنهم لم يدركوا فداحة جرمهم .. و قبح فضيحتهم .. وسوداوية الصور التي ظهروا بها .. وهم يهربون من صف الشعب و الوطن و النظام والشرعية الدستورية إلى صف العاصفة و خندق التآمر .. و يركبون موجة الزيف التي آمنوا بقدرتها على اقتلاع ما أمامها ، وتناسوا قدرة الله التي لا راد لها ، و كفروا بإرادة الشعب التي هي من إرادة الله ..

أصبح الشعب يعلم - كما تعلم القيادة السياسية وكما يعلم الشباب الأنقياء - كل هذا عنهم .. وإذا كان لهذه الأزمة من إيجابية فهي أنها كشفتهم وعرَّتهم .. وجعلت العامة و الخاصة يتداولون أسماءهم باشمئزاز أحياناً ، وبسخرية و تندر أحايين .. من أركان حرب الخيانة و التمرد ( علي محسن ) إلى مشائخ الانقلاب ( حسين وهاشم و صادق الأحمر ) .. و من ثعبان التنظير ( نصر طه ) ، إلى دهاقنة التطرف ( عبدالملك منصور و حمود الهتاروابو لحوم) .. و من حملة مباخر العمالة والارتزاق ( محمد قباطي ودكتور الألف ساعة فيد ) ، إلى طابور المتقاعدين ومخلفات عصور الشمولية الذين لفظتهم كل الأزمنة .. ومن قاضي الفساد في مجلس تضامن ( الروفلة) ، إلى مراهقي البرلمان الذين أعاقوا دوره الرقابي وتاجروا بالفساد دهراً .. وسابقوا الجميع إلى منصات البهتان و حوائط الزور ليغتسلوا من دنس الصفقات و أدران المصالح الأنانية التي شبُّوا و تربُّوا عليها .. إلى و إلى و إلى قائمة طويلة من الانتهازيين و تجار المراحل و المصالح و المواقف ..


نعم أصبح الشعب يعرف هؤلاء وأمثالهم و أتباعهم و من هم على شاكلتهم بسيماهم و أسمائهم وصفاتهم .. ومثلما لم يكونوا رقما صحيحاً ثابتاً في أية خانة من الخانات التي دلفوها و تنقلوا بينها و ظهروا من خلالها بألوان وأشكال وجلابيب و أردية مختلفة .. فإنهم ليسوا اليوم - ولن يكونوا غداً ولا بعد غد - إلاَّ كسوراً عبثية لا محل لها من أية معادلة صحيحة لا في الداخل و لا في الخارج .. بعد أن أعلنوا عن أنفسهم أفاعي راقصة و هوام تجيد التلون و التنقل بين الجحور ..

و إن كان ثمة وزن أو حضور أو أثر لهم في العاصفة المدلهمَّة والموجة الصاخبة و الحرائق المشتعلة ، فليس سوى ذلك الغبار المتطاير .. والفقاعات المتلاشية .. والدخان الذي يعلن عن نفسه - حين يتصاعد - بأنه إحدى مخلفات مادة احترقت وانتهت .. وقد انتهى هؤلاء .. و مثلهم ستنتهي الأزمة و تنقشع الغمة وتندحر المؤامرة بإذن الله تعالى ، ثم بإرادة شعب عظيم يدوس بأقدامه الثابتة اليوم على رأس كل ثعبان .. و يلتف حول إرادته وسيادته و قيادته وشرعيته الدستورية ، غير آبهٍ بفحيح الأفاعي و نعيق الغربان و أبواق الدجل وسدنة التآمر وحفاري القبور و الخنادق وطهابيش الفوضى ..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 03:45 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/94560.htm