الإثنين, 14-نوفمبر-2011
المؤتمر نت - الأستاذ محمد أنعم رئيس تحرير صحيفة الميثاق محمد أنعم -
تعز ونكبة لجنة التهدئة
الزيارة إلى مدينة تعز ضرورية لمعرفة جوهر الحراك الذي يحدث في أعماق المجتمع اليمني.. خصوصاً وسط زوابع التضليل التي استطاعت ان تجعل الحقيقة هي الاضعف تصديقاً..
كان آخر اصدار يتداول الناس الحديث عنه هذا العام في عاصمة اليمن الثقافية تعز ليس كتاباً جديداً أو انتاجاً ثقافياً متميزاً.. ولكن صار الحديث يتركز عن أنواع الأسلحة ومسمياتها.. أيضاً غادر شوارع المدينة الباعة المتجولون الذين كانوا يحملون آخر انتاج العقل البشري.. واصبح المسلحون يتموضعون بدلاً عنهم ويسعون لاغتيال العقل واستباحة مدنية هذه القلعة التي ظلت تشع نوراً مزق دياجير الظلام والظلاميين في كل ارجاء الوطن بسلاح الحرف وقوة الحجة والمنطق..

تعز اليوم تتعرض لأكبر مؤامرة.. يراد منها أن تستبدل عشق الحرف بالتعايش مع دوي اصوات القصف.. وان تكون مدينة مثل النعجة »دولي« يستنسخ فيها عصيمات وعلي محسن وقطاع طرق وقتلة ونهابة ايضاً.. وليس هذا فحسب ، بل لابد ان تُحرق فيها مدرسة الشعب ومستشفى الثورة لانها هدايا من بلاد الشيوعيين وأن تغلق مدرسة زيد الموشكي للفتيات وغيرها اسوة بطالبان افغانستان.. فتلك هي غايتهم في التغيير المزعوم..
وقد يغلق الهمج مصانع تعز بدعوى انها من بقايا النظام او الادعاء بعمل مصانع خاصة للنساء والفتوى لديهم جاهزة بتحريم هذه المصانع.. واستبدالها باستثمارات للنصب على طريقة شركة المنقذ ومصانع خلطة الحريو ومعاصر الحبة السوداء.. إن ملامح هذا التوجه يبدو واضحاً من استمرار تعرض باصات اولاد هائل سعيد أنعم للاختطاف بمن فيها من عمال وعدم اطلاقهم الا بعد دفع »حق ابن هادي«.. مثلهم مثل اصحاب (جمهورية بني ضبيان) المصطلح الذي اطلقه الشيخ سلطان البركاني ساخراً من استمرار جرائم الاختطاف من قبل عناصر من بني ضبيان دون أن يدري أن تعز ستعاني من الخاطفين وقطاع الطرق ..وستعجز الدولة عن دخول وادي القاضي وعصيفرة والمسبح والروضة ، مثلما عجزت عن دخول بني ضبيان وأوكار الحوثة بصعدة من قبل..

أبناء تعز ووسط هذه الفوضى والزحف الهمجي لم يستكينوا ولن يخضعوا لشريعة الظلاميين والانقلابيين ..تجدهم شامخين كالقاهرة وأكبر من صبر وجبل »الجرة« وهم يتبادلون التهاني العيدية بحرارة ويوزعون حلوى العيد على الجنود المرابطين في النقاط الأمنية .. عيدٌ صافٍ نقي كقلوب أبناء تعز الذين ان كرهوا شيئاً فهم اؤلئك »الدشمان« الذين تسللوا الى المدينة للانتقام منهم محاولين اطفاء جذوة روح العصر والمدنية التي يحملون مشاعلها منذ عقود..

إن محاولة اعادة تعز إلى القمقم وظلام كهوف الإنسان البدائي تسير على قدم وساق.. ولايهم أن تكون بنغازي يمنية أو تورا بورا.. المهم أن تكف الدولة عن القيام بدور الراهب الواعظ أمام قتلة يستبيحون مدينة ومن فيها من المواطنين العزل..
إن الانقلابيين قد وجدوا من الخوخة وغيرها منافذ لاستيراد أسلحة مختلفة واستقبال إرهابيين دوليين قدموا لتنفيذ مخطط مرعب يبدأ بالسيطرة على جزء من تعز ومن ثم ميناء المخا على طريق التحكم بباب المندب، وهذا مخطط أكبر من الاعتقاد أنه لابد من عمل هدنة وسحب الجيش والأمن والسماح لمليشيات الإصلاح أن تحكم نصف المدينة بتواطؤ مسؤولين يموتون حباً بلجان التهدئة وقد نكبوا صنعاء واليوم تعز..
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 11:04 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/94961.htm