الإثنين, 26-أبريل-2004
إننا الآن أمام معيار هام لقياس أي الأحزاب في ساحة المعارضة أهمية وعطاء. ولا شك أن الأنظار ستتجه صوب التجمع اليمني للإصلاح بكونه الحزب الأثقل بين نظرائه في تحالف المشترك لو لا أن الحديث عن الرصيد الوطني في حسابات الوحدة.. ففي ثنايا إرهاصات الثاني والعشرين من مايو العظيم كان شيوخ (الإخوان المسلمين) ومتطرفيه الذين تأطروا فيما بعد بحزب الإصلاح، يفغرون أفواههم حتى نهاياتها بالرفض المطلق للوحدة واعتبارها حرباً على الله ودينه وعباده.
وبالصرف الكامل للنظر عن الاعتبارات الدولية في مطلع تسعينيات القرن الماضي والمتمثلة في تفكيك المنظومة الاشتراكية، فإن الحزب الاشتراكي يعد شريكاً أساسياً للمؤتمر الشعبي العام في إعادة تحقيق الوحدة، وكان من الممكن أن يواصل الحزب دوره في مسيرة البناء الوطني بفعالية لو لم يكن مصاباً ببعض عناصر في قياداته أو في أطره الأخرى تعاني من العمى السياسي وعشق النظر إلى ما دون أقدامها فقط! مع النظر للأشياء بنظار سوداء قاتمة، ولسنا بصدد الانكار أن هنالك شرفاء في صفوف الحزب كانت لهم مواقف وطنية وبعضها انسلخ من صفوف الحزب استنكاراً على بعض المواقف المتطرفة لبعض قياداتهم سواء كان ذلك عند أحداث 13 يناير 86م أو خلال حرب صيف 94م.
وفي لحظة ما، من التأمل في وضع الحزب الاشتراكي وما يلحق به من تقهقر متسارع فإنه لا يزال عصياً على الفهم ما الذي يغري الاشتراكي المريض على الاحتفاظ بعلله؟
الآن تدل كل المعطيات على أن الأوان لم يفت بعد، فما يزال بمستطاع الحزب الجاثي على قدميه أن ينهض من كبوته نحو دور فاعل وحال أفضل مما هو عليه الآن. إن ذلك سيتطلب البدء في عملية جراحية جريئة للتخلص من العناصر التي كانت سبباً أساسياً في انتكاسته والتي لا تزال سبباً في استمرار هذه الانتكاسة، وإصابته بالهزال السياسي والوطني، فضلاً عن إساءتها لدوره في تحقيق الوحدة، عبر ما تنفث من رذاذ تفوح منه روائح مناطقية وشطرية تصيب قبل أهدافها سمعة الحزب التي ليست في أفضل أحوالها أصلاً بسبب تصرفات (المرضى) في صفوفه.
أنه تساؤل، ملح بكل تأكيد، محفوفاً بأمنية أن يبادر الحزب لإنقاذ ما بقي منه، والشروع بخطوة شجاعة تتمثل في عملية إصلاح اكثرشجاعة داخل صفوفه لتشييع العناصر الضارة إلى خارجه، وبذلك سيتخلص من عبئ كبير ظل مصدر تكبيله بقيود التصرفات غير المسؤولة، كما أن تلك العناصر، ظلت الحاجز الذي يحجب إمكانية استفادته من دروس الماضي. لو أنه يفعل سيكون حاله أفضل ودوره أكثر فاعلية.
//عبـدالله الحضــرمــي//
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 10:22 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/9519.htm