الخميس, 02-فبراير-2012
المؤتمر نت -   إبتسام اّل سعد -
رمال متحركة.. أيها اليمنيون.. اعشقوها !
رحل الرئيس.. حمل حصانته الكاملة وغادر.. وقبل أن يستهل رحلته العلاجية إلى الولايات المتحدة الأميركية قال كلمته التي يجب أن يتدارسها الشعب ومن أراد له أن يتنحى عن حكمه (سأغادر هادئاً ولذا على من يفكر بمصلحة هذا الوطن أن يعيد له هدوئه أيضاً.. علي عبدالله صالح سيعيش في نهاية الأمر ممتناً لكل من وقف إلى شرعيته كرئيس ومواطن يمني لكن الخوف كل الخوف على هذا الوطن الذي لا تزال بعض أحيائه تحت صخب وضجيج من عليهم أن يعودوا إلى منازلهم ويبنوا بلادهم كما أرادوا ولا يزيدوها خراباً فوق الخراب).. ربما أجهض الرئيس علي صالح أطماع وأحلام الكثيرين ممن كانوا يودون له نهاية غير التي خرج بها متنعماً بحصانة كاملة من أية ملاحقات قضائية وبإقرار كامل من مجلس النواب وبحسب أيضاً ما تضمنته المبادرة الخليجية التي وقع عليها الطرفان من الحكومة والمعارضة، فمن المؤكد إن البعض جاهر بأنه ينتظر أن تتم محاكمة (صالح) أو أن ينتهي به المطاف تحت أسنة الثوار كما كانت النهاية المحزنة والمخزية (لبهلوان) العرب معمر القذافي رحمه الله باختلاف صغير هو أن الليبيين كانوا يحملون شعار (الثورة) والآن تسيطر عليهم (ثوارة) الأطماع الشخصية في الاستيلاء على بعض الإرث السائب الذي يظنون بأن لا صاحب له بعد الانفلات الأمني والحكومي على بعض المقاطعات بينما في المقابل ما حدث في ساحة التغرير اليمنية هو (هيصة) غير مقننة انتهت إلى اعتبار أن الجاري هو مجرد خلاف قديم يتوقد مع كل صيحة مستنكرة بين الحكومة والمعارضة وعليه ولدت المبادرة الخليجية وتوقعت وخرجت حكومة الوفاق الوطني وأصبح عبد ربه منصور رئيساً مؤقتاً شرعياً وبات باسندوه رئيساً للوزراء مع بقاء علي صالح رئيساً شرعياً حتى أواخر شهر فبراير القادم لكنه فضل المغادرة قبيل إجراء الانتخابات في نهايات الشهر المقبل ونأى بنفسه وبإسمه في الدخول إلى معترك حقل ألغام شائك تمثله الانتخابات وليفعل اليمنيون ما أرادوا أن يفعلوه و.. يهدئوا.. نعم عليهم أن يخرسوا الأصوات الداعية حتى الآن إلى قلقلة أمن البلاد والعباد ومن تستهويهم مظاهر الانفلات الأمني والعبث بالطرقات وبأرزاق الناس في عيشهم وأمنهم.. اليمن اليوم ليست يمن علي صالح ليستمر هؤلاء في غيهم وعبثهم كما إنها ليست يمن سنة كاملة من الصراخ والعويل والافتراءات وأيام جمع طغت عليها مظاهر تخدم كل طرف وتسعى لتحقيق أهدافه.
عليهم أن يتطلعوا اليوم إلى يمن جديد متوهج بسواعد أبنائه السمراء دون أن يقف طامع في الوسط يفرض على الجميع ما يريده لنفسه كأبناء الأحمر الذين يجب أن يستأصل اليمنيون أنياب سمهم نتيجة اللعب على جميع الأطراف ودورهم الذي تقلص كثيراً أمام قرار الحصانة الكاملة التي تمتع بها الرئيس اليمني في هزيمة معنوية كبيرة ألحقها الأخير بأعدائه!..

انهضوا بالوطن إن كانت بالفعل ما أسميتموها ب (الثورة) تهدف في الواقع إلى بناء يمن حديث بشعبه قبل حكومته.. فالذي يتتبع حال الشعب يرى إنه بجامعاته العريقة يستطيع إخراج أجيال تؤمن بأن للإنسان اليمني قيمة ليصبح للريال اليمني قيمة هو الآخر لأن الفرد هو من يصنع للمال مركزه وليس العكس..لهذا كان أول تحد للمواطن اليوم أن يعدل من قيمته ويزيد من أسهمه كشخص يجب أن يساهم في بناء أرض باتت اليوم بأمس الحاجة إلى أبنائها المخلصين ممن يجب أن تنصب أطماعهم لها وليس عليها!.

أما (علي) فله رب يحميه وهو القادر فعلاً على أن يصل باليمن إلى بر خالٍ من أوبئة الأطماع المتربصة به إذا ما انتصر هذا الشعب على نفسه أولاً ولذا كل ما على شعب اليمن فعله حقيقة هو أن يروا وطنهم بعين أخرى غير التي كانوا يوجهونها إلى القصر الرئاسي وأن يتذكروا أن علي صالح يحمل الجنسية اليمنية إن غادر فإنه حتماً سيعود ولا يستطيع أحد أن يسحب هويته منه التي أسس جُلَّها في تحقيق مشاريع وطرق ضخمة فجرت بطون الجبال الراسية وهو إن كان قد أخطأ في حق الكثيرين ولم يسامحوه فإن الملايين قد أخطأوا في حقه وهو قد سامح !.


فاصلة أخيرة:

هذا رأيي ومن حق الآخرين أن يقولوا ما يريدون.. كنتُ مع الشرعية الدستورية لليمن ولازلت مصممة إن ما نجح في مصر وتونس وليبيا وفشل مؤخراً للأسف نتيجة الملحقات التخريبية التي تجري الآن لم يكن لينجح في اليمن الذي انتهى به المطاف إلى حوار وتوقيع الذي أتى متأخراً رغم مناشدتنا له في وقت مبكر!.. أيها اليمنيون اعشقوا يمنكم ولا تسلموها لذمة الله!

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 03:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/96542.htm