الأربعاء, 16-يوليو-2025 الساعة: 09:19 ص - آخر تحديث: 01:02 ص (02: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
بالوحدة تسقط كل الرهانات
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
لن تكُونَ عَدن والمُحافظاتُ الجنُوبية مِرتعاً للغزاة الأجانبِ مرَّةً أخرى! ! !
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الزواج المبكر.. أسبابه وأضراره وطرق الحد منه
د. جميل حسن شروف
آن أوان تحرير العقول
أحمد أحمد الجابر*
الوحدة امتداد طبيعي لهويتنا اليمنية الوحدوية
قاسم محمد لبوزة*
لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة
غازي أحمد علي محسن*
الوحدة.. الحدث العظيم
محمد حسين العيدروس*
مايو.. عيد العِزَّة والكرامة
عبيد بن ضبيع*
في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر
إياد فاضل*
الوحدة التي يخافونها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني
الوحدة اليمنية عهد لا ينكسر وأمل لا يموت
عبد السلام الدباء*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - د. علي محمد فخرو
د. علي محمد فخرو -
غوايات العقل السياسي العربي
للكاتب الفرنسي مارسيل بروست مقولة شهيرة: "مع مرور كل يوم تقلُّ ثقتي بالعقل". أما نحن فبمرور كل دقيقة تتضاءل ثقتنا بالعقل السياسي العربي، عقل الذين يقودون وعقل الذين يُقادون. دعونا نفحص كيف يتعامل ذلك العقل على المستويات الثلاثة الآتية.
أولاً- معرفة العدو: إن الكائنات الحية تستطيع بملكاتها العقلية الفطرية البسيطة أن تعرف أعداءها فتتجنّبهم أو تحاربهم، فلماذا لا يستطيع العقل السياسي العربي حسم موضوع التعامل مع أعداء أمته؟ إذا كانت دولة قد زَرَعَت وحمت وقوّت الوجود الصهيوني الاستيطاني في فلسطين العربية، وقامت باحتلال وتدمير ونهب وتقسيم وعزل العراق العربي ببربرية ولامبالاة، وقادت حملة جائرة دولية لتجويع الشعب العربي الفلسطيني، ووقفت موقف العداء السافر لكل حركات التحرر العربية، أينما كانت وضدّ أي كان، وأخذت الأمة الإسلامية وحضارتها ودينها بجريرة تجاوزات فئات صغيرة متطرفة وهامشية، فأعلنتها حرباً إعلامية وثقافية وسياسية وعلمية وتكنولوجية على عموم العرب والمسلمين لمنع وحدتهم ونهضتهم... إذا كانت دولة قد قامت بكل ذلك وأكثر، أليس من المنطق أن يتم التعامل معها في الاقتصاد والسياسة والأمن... كدولة عدوّة؟
لكن العكس يحدث، فالعلاقات السياسية معها هي الأفضل والأقوى، والصفقات الاقتصادية والتجارية والمالية هي الأكبر والأرسخ، والتعاون الأمني هو الأشد والأكثر حميمية. العقل السياسي العربي لا يهدي إلى الحرب ولا إلى الممانعة ولا إلى التجنب. إنه عقل الفراشة التي لا تستطيع إلاً أن تحترق برضى وطيب خاطر.
ثانياً- القدرة على الفرز: يقال إن القطط والثورات فقط هي من تأكل أولادها. لكن ربما توجّب أن نضيف إلى تلك القائمة الأمم المأزومة التائهة، ومنها أمتنا في اللحظة الحاضرة. منطقياً فإنّ أغلى أولاد الأمم هم أبطالها، وبالتالي يجب أن ترعى وهجهم وكرامتهم وذكريات أفعالهم. لكن العقل السياسي العربي لا يستطيع هنا أن يفرز الأعمال والإنجازات البطولية عن الضعف البشري لدى الأبطال. فمثلما وقع في الماضي معتوهون من أبناء الأمة في الخطأ الفاحش، إذ لم يستطيعوا التفريق بين جمال عبدالناصر البطل المحارب الفذّ وعبدالناصر الإنسان الذي له نقاط ضعفه ومحدودية بشريته، فإن بعضهم اليوم يفعلون الشيء ذاته مع آخرين قاوموا العدوان الصهيوني على لبنان وفلسطين، إذ لا يستطيعون فرز ذلك الدور البطولي عن ركام التعقيدات السياسية، اللبنانية والفلسطينية، المحليّة.
وكثيراً ما ينجح العقل السياسي العربي في حرمان الأمة من اختزان طاقة البطولة لتستفيد منها أجيال تلو أجيال. وعدم القدرة على فرز الوقائع والأحداث والتفريق بين الغثِّ والسمين، سمة توشك أن تملأ ذاكرتنا بما يثبِّط الهمم ويجعل الأمل مستحيلاً.
ثالثاً- التعامل مع الأولويات: وهنا أتساءل؛ هل الأولوية القصوى لدى العرب اليوم بالنسبة لما يجري في الخليج العربي، هي منع أميركا من إشعال حرب ثالثة تحرق بشر ومنجزات وخيرات وأموال هذه المنطقة وتعيدها إلى المربع الأول في مسار نهضتها الحديثة، أم أن الأولوية هي لإشعال فتيل عداوات التاريخ القديمة؟
إن نظرة واحدة على ما يكتب وما يقال، ستبرز جنون هذا العقل وما يقود إليه من نيران تحرق الأخضر واليابس، بينما يتفرّج الصهاينة واليمين الأصولي الأميركي، بلذة المنتصر وهم يعزفون على قيثاراتهم، كما فعل الإمبراطور نيرون مع روما وهي تحترق.
المشكلة أن المناعة العقلية والفكرية والعاطفية قد ضعفت عند مفكري وقادة وكتاب وإعلاميّي هذه الأمة، بحيث استطاعت الهجمة الإعلامية، الصهيونية الغربية، أن تغوي العقل السياسي الجمعي العربي، وتلك أقسى الفواجع!










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025