- محمد القيداني -
حمل الحلم الفرنسي ورحل به أبعد ما يمكن أن يتصوره أكثر المتفائلين.. زيدان أو"زيزو" كما يحب عشاقه الفرنسيين مخاطبته أوفى بوعد قطعه على نفسه ورحل بالديك إلى نهائي التاسع من يوليو بالعاصمة الألمانية برلين ولم يعد أمام ساحر القلوب إلا المشهد الأخير في سهرة الأحداث ليعلن الفارس العربي الأصل الترجل وإراحة البدن من عذاب الكر والفر في مستطيلات الساحرة الخضراء.
باريس بدأت التهيؤ وإعداد نفسها للتزين لعريسها آسر نبض فؤادها.. الأطفال يسألون أمهاتهم أين يرحل زيزو؟ لمن يترك كتيبة الديك.. النساء يضعن أياديهن على قلوبهن لفراق من داعب الساحرة حتى عشقته هي نفسها.
أعود بذاكرتكم إلى الوراء قليلا أبريل المنصرم، كاد أن يتحول الى عصيان مدني في الشانزلزيه أغرورقت عيون الفاتناتوالساسة على السواء.. هل جاء نبأ بركان خامد يقضي على أجمل عواصم الدنيا.. يا إلهي ما، إنه بركان الساحر زيدان أعلن الرحيل والترجل.. جاك شيراك هزه النبأ تابعه على الشاشة البلورية من الإلزيه، شيراك يطلب الخط الساخن يهاتف ابن فرنسا الغالي.. نحن نحترمك.. نحبك لكن لا تدعنا وحدنا.. أرحل بفرنسا لنهائي مونديال ألمانيا.. وبعدها لك القرار.. زيدان أدرك حجم الفاجعة.. أعلن التراجع.. عاد انتشل المنتخب الفرنسي من قعر مجموعته وقطع فيزا السفر لألمانيا في التاسع من يونيو 2006م.
أخذ على عاتقه الوعد.. مضى فيه بطريقته وأسلوبه.. قرأ عرافوا المونديال.. فرنسا على عتبات كارثة لا تطاق.. فرنسا تخط برنامجاً لإعادة سيناريو مونديال 2002م.. ، فرنسا تتأهب بأجمعها لملابس الحداد السوداء.. لكن كان لكتبة المقاتلين في تشكيلية ريمون دومينيك رأي آخر.. نحن هنا.
زيدان ينتوض في الدور الثاني ومعه يتحول المنتخب الفرنسي الى مردة لا ترحم.. لزيدان لم يترك لرفيق دربه في الرويال لم يدع لقديس الأسبان الحارس كما سيس لحظة لالتقاط الأنفاس هز عرش القديس.. ورمى بالماتدور الأسباني في قائمة ضحاياه من أجل عيون عشاق الأزرق.
فرنسا تقابل البرازيل.. ملحمة كروية وفريدان يبحث عن البربوعدة حتى وإن كان الضحية القادمة ساحروا السامبا ورفاق دربه في الرويال زيزو يأكل الأخضر واليابس حول رونالدوا ورونالدينيو وكارلوس والقائمة تطول الى أشباح.. التهم مربعات أستاد طولا وعرضا أرسل قاذفات اللهب.. ترجم مفكرة دومنييك الفنية أذاق الجميع بطش الجوكر.. الدموع تتساقط في سواحل ريودي جانيرو البرازيل تدخل قائمة ضحايا الإعصار زيزو.
جاء الدور على رفيق جديد البرتغالي لويس فيجو حاول أن يخرج من قائمة ضحايا زيدان.. قرأ أبنا البرتغال تعاويذهم ودعوا بأن يرحمهم التاريخ.. لكن زيدان لم يهملهم ومن علاقة الجزاء
تبادل مع ريكاردوا النظرات وعلى طريقة الكاوبوي أرسل رصاصاته لكنها لم تقض على ريكاردو وحده بل قضت على أحلام البرتغاليين جميعهم لتبكي لشبونه حتى الصباح.
زيدان قاهر الكبار ذهب بالمنتخب الفرنسي لنهائي المونديال.. أُبر وعدا وأعاد للأذهان فرنسا ثمانية وتسعين عندما بلغ الفرنسيون النهائي للمرة الأولى في تاريخهم بقيادة.. ايمي جاكيه وزيدان كان الفارس هذه المرة..
ماذا تبقى لك يا زيدان.. فرنسا لا حديث لها إلا الرحيل ترك الجميع بلوغ النهائي وبدأ حديث ترجل آخر الرجال المحترمين امتداد بيليه وماردونا.. باريس من الإليزيه والشانزلزيه مرورا بتولوز ومرسيليا مسقط رأسه.. تبحث عن إقناعه بالبقاء. وزيدان يبحث عن إهدائهم الذهب ليقول لهم أكملت المهمة فكيف سيكون الحال ما بعد المونديال..