يحيى علي نوري -
ما وراء طرد اليمنيين من مناطق عسير وجيزان ونجران؟
يعبر قرار طرد اليمنيين من مناطق عسير ونجران وجيزان- والذي اتخذته سلطات آل سعود دون أن توضح أسبابه الحقيقية- يعبر عن تخوفها من هذا التواجد خاصة وأنه يمثل بيئة يمنية واحدة لا فروقات بين جميع سكانها وتذوب فيها كافة منغصات الحدود السياسية وبالتالي فإن اتساع هذا التواجد من وقت لآخر يتناقض تماما مع السياسات التي ظلت قيادة النظام السعودي تتبعها منذ احتلالها لهذا الاقليم ،وذهبت للعمل بكل السبل للقضاء على كل ما له صلة بالهوية اليمنية وقطع أي قنوات اتصال وتواصل مجتمعية بين هذا الاقليم مع بقية المناطق اليمنية بل وتعمدها الاقدام على تغيير أسماء العديد من المناطق .. علاوة على ما شهدته هذه المنطقة مؤخراً من تغييرات وأحداث بفعل العدوان الذي شنه آل سعود على اليمن حيث برزت مواقف رافضة لهذا العدوان وطريقة معالجة قيادته للأزمة باليمن ،ناهيكم عن تخوفات الرياض من حالة العلاقة بين جماعات دينية تتجاوز حدودها السياسية والتي قد تدفعها إلى اللجوء للعنف في مواجهة حالة التوغل الشديدة للوهابية.
وللأسف الشديد أن هذه التوجهات السعودية والتي تهدف كما أسلفنا إلى القضاء على التواجد اليمني بما تسميه بمنطقتها الجنوبية يتم دون أى ردود أفعال من قبل الكثير من الفعاليات اليمنية التي يبدو أنها عاجزة عن التعليق على ذلك كون هذا التعليق لا يتفق مع ما تقبضه من الرياض من أموال على حساب مواقفها من كل ما له علاقة بالشأن اليمني.
ومع ذلك فإن استمرار السعودية في سياساتها هذه لن يخدم من قريب أو بعيد متطلبات أمنها بل انه سيضيف احتقانات جديدة في البنية المجتمعية بهذه المناطق.
وكل ذلك يهيئ لوضع كارثي سيتحقق على المستوى الآني او المستقبلي.