الصفحة الرئيسية  |   مؤتمر الحوار الوطني  |   قائمة المؤتمر وحلفائه في مؤتمر الحوار
نحث أعضاءنا إلى الدفع بعملية الحوار بشكل جاد ومسئول كونه المخرج لإخراج البلاد من هذا المأزق الذي تعيشه وهذه الفوضى التي مر عليها أكثر من عامين والوطن يدفع الثمن
مؤتمر الحوار الوطني هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة السياسية والظروف الاستثنائية الطارئة وإلى صياغة معالم جديدة لمستقبل وطن يتشكل بنبض أحلامنا وطموحاتنا
قضايا وآراء
الإثنين, 15-مارس-2010
المؤتمر نت -   فيصل الشبيبي -
عمرُ الأنانية ما بَنَتْ وطناً !!
عندما يضع السياسيون الوطنَ نصبَ أعينهم ويكون بناؤه هو الهمّ الأول الذي يحملونه والمقصد الرئيس من وراء خوضهم غمار اللعبة السياسية ، فإن جميع الخلافات في الرؤى حول الآليات التي تُدارُ بها مؤسساتُ الدولة تكون الاستثناءَ الذي لا يؤثرُ على المكونات البنيوية للبلد ، وهنا لا خوف من أن ينزلق أيُّ جزء من الوطن إلى أتون أي صراع. أما عندما تهيمن الأنانية على السياسيين كما أفرز ذلك المشهدُ السياسي في بلادنا خلال السنوات الأخيرة فإن الأمور تصبح أكثرَ تعقيداً ، والمسافاتُ أكثر بُعداً ، لأنهم يعتمدون في نهجهم على آليات مختلفة عن تلك المؤطرة ضمن الإطار الجمعي ويمرون عبر مسالك تقود نحو التشرذم والتمزق ونشر الفوضى .
فلو لم تكن أحزاب اللقاء المشترك أنانيةً ما اختارت أسلوب لي الذراع وانحازت إلى صف رافعي السلاح بوجه الدولة ، ولسمَّتِ الأشياءَ بمسمياتها ، وعارضت ما يستحق المعارضة ، وساندت ما يستحق الإسناد ..
ولو لم يكن من يسمّون أنفسهم بالحراكيين أنانيين لما أشاعوا ثقافة الكراهية ونصبوا مفارز الموت والعداء وأخافوا السبيل ورفعوا أعلام التشطير تحت مسمى « الحراك السلمي » ولما فكّروا بأنفسهم ومصالحهم الشخصية على حساب السلم الاجتماعي والأمن والاستقرار ، وما غلّبوا ثقافة الموت على الحوار والتسامح .
فأين السلم ممن يقترف تلك الجرائم والأعمال الوحشية ؟ وهل لمن يطالب حقوقاً أن يدعو إلى الفرقة ويُحرّضُ على العنف ويقتل على الهوية ؟
ولو لم يكن بعضُ المسؤولين أنانيين ، ما حنثوا باليمين الدستورية والقانونية التي أقسموها ، وجعلوا من مناصبهم غنيمة للتلاعب بأموال الناس وحقوقهم ، وفكروا فقط بأنفسهم وأولادهم ونسوا أو تناسوا أن المسؤولية مغرمٌ وليست مغنماً ..
السياسيون الحقيقيون ــ سواءً كانوا في السلطة أو المعارضة ــ هم أولئك الذين لا همَّ لهم سوى بناء الوطن والحفاظ على نسيجه الاجتماعي متماسكاً ، هم من يتوحدون بوجه أي خطر خارجي يتهدد وطنهم ويعملون على إفشاله ولا يسمحون بالتدخل في شؤونه .
السياسيون الحقيقيون هم من يُسخِّرون جُلَّ جهودهم لخدمة شعبهم ويعملون ليلاً ونهاراً على توفير العيش الكريم لأبنائه والنهوض به، لا من يضيفون إلى همومه هموماً تثقل كاهله وتؤرّق منامه وتكدّرُ حياته ، هم من يحاصرون كل الدعوات الخارجة عن الدستور والقانون لما لها من انعكاسات سلبية على المستقبل ، فعمر الأنانيين ما بنوا وطناً ولا صنعوا تاريخاً ، لأنهم لا يرون إلاّ أنفسهم ومصالحهم، ومن كان كذلك فلن يجني غير الفشل ، ولنعلم جميعاً أن التاريخ لن يرحم أو يجامل أحداً ، وسيحدد من سيدخله من أوسع أبوابه وكذلك من سيرميهم في مزبلته ، فعمرُ الأنانية ما بَنَتْ وطناً لو كانوا يعقلون.

[email protected]



أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025