السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 04:15 ص - آخر تحديث: 04:17 ص (17: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
المؤتمر نت - هشام شمسان
المؤتمر نت -بقلم-هشام سعيد شمسان -
لعبة الأسماء في الكتابات الأدبية
كيف ينظر ( الكبار) إلى أدب (الصغار)؟ وما المعيارية التي يستعين بها هؤلاء لإصدار أحكامهم على كتابات الشباب؟
·هل هو العمر الأدبي ، أو العمر الزمني أو كلاهما؟ أو هو سطوة الاسم ، ومقدار حضوره؟ أو هو النص بأدبيته؟
· إن مثل هذه التساؤلات يجب الأخذ بها باعتبارية مموضعة كونها، تهم الجيل الأدبي الحديث في اليمن بصفة خاصة وكثيراً ما وجدت الشباب من الأدباء يثيرون نظير هذه المواضيع ، بأسئلتها الآنفة ويخرج الأكثرية منهم بعدم رضا عن الكثير من الأسماء الكبيرة في بلادنا تبعاً لنظرة أولئك –القاصرة- لجل المبدعين من الشباب، مما دعا البعض منهم إلى عملية تقييمية إلى أدب مثل هؤلاء الكبار وهل هم كبار بالفعل متوصلين إلى متلازمتين هامتين:
·أولاهما: حضور أسماء كثيرة تنتمي إلى العالم الأدبي في اليمن مع خلو جيوب الأكثرية من الإبداع الذي قد يتخذ الأديب الصغير منه الأسوة ، أو القدوة..
·ثانيها: وقوف الأكثرية –النسبية- من أدب الشباب موقفاً سلبياً (إلا من رحم ربي) والنظر إليه بدونية ، مع استهجان وازدراء عال لكل من يكتب عنهم –من الشباب- ناقداً بعض ما يكتبون ، وهو تعليل واضح للاعتقاد الذي يسيطر عليهم: بأن الصغير يجب أن يظل صغيراً ، ولا يجوز له الاقتراب من عالم الكبار –بالكتابة عنهم- ، وقد فسر أحدهم ذلك بأن أدباء من نحو الجيل الثمانيني – مثلاً - في اليمن- حاولوا وعن طريق شللية معينة أن يتفردوا بالأدب متجمعين في فرق أقرب إلى التحزب فحزب في جنوب الوطن ، وآخر في شماله مما جعلهم يحجرون على كل من يقترب منهم ما دام ليس من سلالتهم الإيدولوجية . وفي وقت ما . كان الأدب مقصوراً على فئة بعينها وإن كان معظمهم لا يملك سوى الاسم بدليل أننا لم نجد خلال العقدين الماضيين ( ) أديباً يستحق أن نومئ له برؤوسنا اقتداء أو اتِّباعا إلا بعض المرايا التي لا تشف عن الوجه إلا بصعوبة نحو فلان وفلان وإذا ما حاولنا أن نكون منصفين سنقول بأن ذلك لا يتجاوز الواحد أو الاثنين ممن يجب أن نومئ لهم برؤوسنا تأسياً بهم فأين هم البقية؟
ويجيء العقد التسعيني بنزعته الاستقلالية والطامحة ليزيح من أمامه حزبية الأدب ، وشللية التأدب وفوقية الأسماء أو استفاليتها بينما أكثريةُ ممن سبقه اختفى أو تشرنق في قوقعة الثبات ومنهم من بقى في موقف المتفرج دون أن يقترب من هذا الجيل أو يضع لنفسه إطاراً يتواءم به مع من بُده بهم أو يحاول الإبداع بطريقته الخاصة . ولهذا فلا عجب ونحن نجد من يسفه أو يزدري أديبا شابا لأنه يحاول أن يتناول كتاباته بالنقد والتصويب، ولا غرابة أن نجد فيهم من يمتنع عن الكتابة لصحيفة ما لأن المشرف الثقافي وضع قصيدته أو مقالته إلى جانب أحد الشباب بدعوى أن اسمه كبير وذاك صغير وقد يمتنع عن مراسلة إحدى الصحف؛ لأنها تحتفي بأدب الشباب . وكثيراً ما تنتقل عدوى الامتناع إلى محرري الصفحات الثقافية ومشرفيها الذين يكرسون أسماء دون أسماء من خلال عملية إزاحية مقصودة لبعض الأسماء الشابة المبدعة التي قد تمتلك مقوماتها الأدبية إلى حد كبير؛ مما يجعل من عملية الإزاحة –هذه- تكريسا للاسمية دون الأدبية ، ويضحى النص المكتوب مرهوناً باسم صاحبه وحسب وهو قتلٌ متعمد للأدب وما أكثر الأمثلة القديمة والحديثة التي تساق كأدلة لما نقول: فهذا هو الشاعر السعودي غازي -القصيبي- مثلا يقول عندما حاولت أن أرسل لأول مرة بقصيدة إلى مجلة "المصور" المصرية التي كان يحرر ركن الشعر فيها "صالح جودت" ويستقبل من خلالها القصائد المرسلة من الشعراء في الوطن العربي – يقول أصبت بخيبة أمل عندما وجدت رداً في باب رسائل القراء ينصحني بالقراءة والتعمق في الشعر ، يقول: وعزمت على استعمال الحرب النفسية فكتبت قصيدة أخرى وإلى جانبها رسالة تقول: تقديرا لمكانة "صالح جودت" فأنني أخصه بقصيدة من شعرنا الذي لم ينشر بعد في أي من دواويننا المطبوعة . ثم وقَّع القصيدة والرسالة باسم "محمد العليني" (علما بأن الشاعر لم يكن قد أصدر آنذاك شيئا من الدواوين الشعرية وكان لا يزال طالبا في الثانوية)..
ويقول: وبعد أسبوعين رأيت القصيدة تحتل مكاناً أنيقاً من "المصور" وفي ا لزاوية التي يكتب بها كبار الشعراء(انظر"سيرة ذ اتية" ،لنفس الشاعر).
وهذا أدونيس -نفسه- يحكي بأنه كان يبعث بقصائده إلى المجلات الأدبية باسم "علي أحمد سعيد" فيصاب بالخيبة من عدم النشر وعندما كتب باسم ادونيس بدت عملية النشر لقصائده ترى النور( )
·وحدث ذات مرة أن تقدم بعض الشباب إلى مسابقة في القصة القصيرة- ولما كانت اللجنة المحكِّمة أعضاؤها هم من دول عربية أخرى : وجدَتْ أن أحد الشباب كان اسمه يوحي بأنه قريب الصلة بأديب مشهور. لهذا فقط فاز بالجائزة الأولى اعتقاداً بأن هذا الاسم هو ابن هذه الشخصية البارزة الكبيرة واكتشفوا بعدئذ زيف اعتقادهم علماً بأن ثمة من كان جديراً بالجائزة من هذا الشاب ولكنها الأسماء..قاتلها الله .؟
·وقبل أعوام تقريبا،وعندما أراد أحد الشباب في اليمن أن ينشر قصيدة في إحدى المجلات الخليجية المشهورة كان من ضمن التعريف المرفق بالقصيدة أنه يحضِّر الماجستير ، وله من الدواوين ثلاثة ومنظم إلى اتحاد أدباء العرب ولم يخب ظنه وسرعان ما نشرت قصيدته العصماء المباركة بالدعاية النفسية لاسمه الموثق بها( ) .
· وعن بعض الأسماء الكبيرة في بلادنا يحكي أحد المحررين الثقافيين بأنه كثيراً ما يصطدم بأحدهم وقد امتلأ نصه المكتوب بالأخطاء الإملائية والنحوية فيظل يعدل الأخطاء كلما جاءته من هذا الكبير الذي ظهر اسمه منذ أكثر من ثلاثين عاماً..
ويقول آخر: أخجل أحياناً من نشر قصيدة لأحد الكبار ، وأنا أقارنها بأخرى لآخر مازال شاباً ، ولكنني أضطر مع ذلك إلى أن أجعل قصيدته في مكان بارز مع سحق القصيدة الأخرى وحشرها في زاوية لا يراها إلا صاحبها خوفاً من استياء الكبير الذي قد ينسحب من الصحيفة إذا جعلت قصيدة الآخر أعلى منه ؛ ولذلك لا نعجب كثيراً من أشخاص يكتبون –أحيانا- تحت أسماء مشهورة( ).. لتظل لعبة الأسماء عقبة كأداء أمام الكثير من الموهوبين وغيرهم ، مما جعل أمثال هؤلاء ينادون إلى التحرر من ربقة (الاسم) والدعوة إلى تأسيس رؤية إبداعية قائمة على إلغاء الأسماء والاكتفاء بما يقوله النص وحسب مما يجعلنا نستجيب بالفعل إلى مقولة: "لا كبير إلا النص.." ولا سلطة إلا سلطة النص..
الهوامش

(1)- عقد الثمانينات ، والسبعينات
2 مقابلة له منشورة في مجلة "أصوات" العدد الثاني 1994 م..
3) أحتفظ باسم صديقنا هذا حفاظاً على مشاعره .
4 عندما رفضت صحيفة " الشورى" – مثلاً- نشر مساهمات أحدهم قام بالكتابة باسم " عبدالكريم الرازحي" وكادت الخدعة تنطلي على صاحب الصحيفة لولا انكشاف الأمر سريعاً..








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024