إسرائيل تدرس احتمالات الحرب مع سوريا عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت صباح أمس الجلسة السادسة في أقل من شهر ونصف للحكومة المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية لتدارس احتمالات الحرب مع سوريا، فيما اعتبرت مصادر إسرائيلية مختلفة أن الضفة الغربية وصواريخ «حيتس» الدفاعية هما الضمانتان الوحيدتان لإسرائيل للرد على هجوم صاروخي من الشمال أو الشرق. وفيما استشهد 3 فلسطينيين أثناء التصدي لتوغل إسرائيلي في حي الشجاعية شرق غزة، تحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) عقب مباحثاته مع الرئيس المصري حسني مبارك عن ضرورة التوصل إلى اتفاق إطار مع الإسرائيليين قابل للتطبيق قبل المؤتمر الدولي الذي دعا إلى عقده الرئيس الأميركي جورج بوش بالعاصمة الأميركية في الخريف. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، التي وصفت الاجتماع بأنه «بالغ الحساسية»، أن «أولمرت طلب من الوزراء إيداع أجهزتهم الهاتفية النقالة لدى سكرتارية رئيس الوزراء قبل دخولهم لغرفة الاجتماعات». وكانت الحكومة المصغرة الإسرائيلية عقدت خمس جلسات مؤخراً بحثت فيها الوضع على الجبهة مقابل سوريا وإعداد الجبهة الداخلية لاحتمال اندلاع مواجهات عسكرية مع دمشق لتدارس القضايا ذاتها وذلك في غضون شهر ونصف الشهر. وكرر أولمرت خلال الاجتماع أقواله بأن الاجتماع يهدف إلى «البحث في الاستعدادات الإسرائيلية لحالة حدوث سوء فهم في الجانب السوري لخطوات إسرائيلية، مثل المناورات العسكرية الواسعة النطاق وخصوصاً تلك التي تجري في هضبة الجولان المحتلة وليس بسبب وجود معلومات حول تغييرات في انتشار الجيش السوري وأنه لا توجد نية لدى إسرائيل بمهاجمة سوريا». وشارك في الاجتماع إضافة إلى أولمرت كل من وزراء الخارجية تسيبي ليفني والدفاع ايهود باراك والشؤون الاستراتيجية أفيغدور ليبرمان والأمن الداخلي أفي ديختر والمواصلات شاؤل موفاز والبنى التحتية بنيامين بن العيزر والعدل دانييل فريدمان والنائب الأول لرئيس الوزراء حاييم رامون ونائب رئيس الوزراء إيلي يشاي والوزير رافي ايتان. وحذر رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية العميد يوسي بايداتس مراراً من أن «لدى سوريا تخوفاً من هجوم تنفذه إسرائيل ضدها وانه طرأ تصعيد على نشاط القوات السورية التي تراقب التحركات العسكرية الإسرائيلية». وشدد على أن «سوريا تخشى حرباً وليست معنية بالمبادرة إليها وأنه لا يوجد تغيير في شكل انتشار القوات السورية في القسم غير المحتل في الجولان». وعلق المحلل العسكري في موقع «يديعوت أحرونوت» الالكتروني رون بن يشاي على الاجتماع بالقول إنه «لا يوجد لدى أجهزة المخابرات الإسرائيلية أي ضمان بأن سوريا لن تبادر إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل». وأوضح أن «عدداً ليس قليلاً من المحققين في شعبة الاستخبارات العسكرية وجهاز المخابرات الخارجية (الموساد) يشكون بأن سوريا بانتظار وقت مريح بالنسبة لها وهذا ليس في المستقبل البعيد». وأضاف أن «حرباً كهذه إذا ما اندلعت فإنها لن تكون من نوع الحروب المألوفة لنا في العام 1967 أو 1973 وإنما ستكون حرباً على غرار حزب الله، لكن بحجم كبير للغاية». وأشار إلى أن «الحكومة السورية تستكمل في هذه الأثناء وبشكل مكثف إقامة المنظومة الصاروخية الكبيرة لإطلاقها باتجاه إسرائيل، وتشمل صواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية تحمل الواحدة منها مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة تصل حتى نصف طن وقادرة على الوصول من الجولان وحتى تل أبيب». ولفت إلى أن صواريخ «حيتس» المضادة للصواريخ التي طورتها إسرائيل بتمويل أميركي من شأنها «اعتراض صواريخ (سكود). وقال إن «السوريين كثّفوا منذ نهاية العام الماضي تدريب جميع الفرق العسكرية النظامية والاحتياط». وأضاف أن «الجيش السوري يستعد لشن حرب استنزاف من دون تغيير الاستعدادات العسكرية من دفاعية إلى هجومية ما يعني أنه في حال قرر الرئيس السوري بشار الأسد شن حرب كهذه فإنه لن تكون هناك مؤشرات مسبقة وواضحة تدل على نواياه». على الصعيد السياسي أعلن عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، ان الرئيس المصري مبارك اتفق مع عباس على التوصل إلى اتفاق إطار مفصل قابل للتطبيق وليس مجرد إعلان مبادئ قبل مؤتمر الخريف». |