يكشفها (المؤتمر نت) لأول مرة:

المؤتمر نت -
مقبرة لملوك الدولة الطاهرية وأمراء وعلماء وطفلين
كشفت دراسة تاريخية حديثة النقاب عن المقبرة الملكية الخاصة بأسرة بني طاهر التي حكمت اليمن للفترة (858- 924هـ) والتي ظلت مجهولة طوال الحقب السابقة، وجرى الاعتقاد بأن المكان الذي تم اكتشافه في مديرية جبن محافظة الضالع، ليس إلا مرقداً لأحد الأولياء الصالحين ممن تؤمُّه عامة الناس في الأعياد، وتحفّه بالأهازيج "الزوامل" والأدعية.
ووصف الكاتب والباحث العراقي نزار حضير العبادي لـ "المؤتمر نت" المقبرة التي تناولها في دراسته بأنها: "غرفة مربعة الشكل، تعلوها أربع قباب مرفوعة بعمود حجري ضخم يتوسط ساحة المبنى)، وأضاف: ( تصطف القبور داخل المبنى بخطين متوازيين، وعددها اثنا عشر قبراً متساوية جميعها بالمساحات، ويضاف لها قبران لطفلين، أحدهما يواجه المدخل الجنوبي مباشرة، والثاني يواجهه تماماً من الطرف الآخر).
وأشار العبادي إلى أن (هناك أربعة قبور فقط مغطاة بأقفاص خشبية مزخرفة ومنقوشة بآية الكرسي من جميع جهاتها. ويعلو مقدمة كل قبر منها لوح خشبي كُتب عليه تعريف بصاحب القبر، وتاريخ وفاته. وتلك كانت القبور الوحيدة التي تم التعرف على هوية أصحابها).
كما أفصح عن كون: (أول قبر من جهة اليمين يعود للعلامة شمس الدين أبو بكر المقري – وهو أشهر علماء تلك الفترة، وأقربهم للأسرة الحاكمة، وإلى جانبه قبر الشيخ عبدالملك بن داود بن طاهر- أحد أمراء الطاهريين الذين تداولوا الحكم، وأكبرهم سناً، وأحكمهم رأياً. أما القبر الرابع من نفس الجهة فهو للملك المنصور عبدالوهاب بن داود بن طاهر – الذي أعقب سابقه المجاهد علي).
ويعتقد الباحث أن الأسباب الكامنة وراء تواري حقيقة المقبرة الملكية طوال الفترات السابقة هو ( أن الباحثين ظلوا يعتقدون أن "المقرانة" هي عاصمة الدولة الطاهرية في الوقت الذي أثبتت بحوثنا أن "المقرانة" كانت عاصمة آخر ملوك الطاهريين عامر بن عبدالوهاب، وأن "جُبَن" التي تبعد عنها بنحو (10) كم. جنوباً هي مسقط رؤوس الطاهريين وعاصمة دولتهم الأولى. الأمر الذي جعل الباحثين يركزون اهتمامهم على "المقرانة" ويغفلون "جُبَن" التي عثرنا فيها على المقبرة الملكية).
ويؤكد أن أهالي مدينة جُبَن توارثوا عبر الأجيال الاعتقاد بأن ذلك المبنى الصغير الذي يتوسط مقبرة المدينة، والذي لم يسبق لهم فتح بابه الحديدي ما هو إلا قبر أحد الأولياء الصالحين الذين يحملون بركات الرب، فاعتادت النسوة على زيارته، والتبّرك به بمسح جدرانه بالحناء.
أما الرجال فكانوا يقصدون "الضريح" بعد صلاة العيد، مرددين زاملاً يقول: ( يا مرحبا جينا نزورك يا ولي، يابن الولي، ويا ساكن الحَمّة يحيى بن علي).
كما نوّه نزار العبادي في تصريحه لـ "المؤتمر نت" بأن المقبرة الملكية لبني طاهر تعرضت في فترة سابقة إلى السطو من قبل بعض الأهالي، ونهب عددٍ من الاقفاص الخشبية التي كانت تحيط ببقية القبور، واستخدامها كحطب، مما أضاع فرصة التعرف على هوية القبور العشرة المجردة من الاقفاص.. مبدياً استغراباً كثيرا ً من إهمال الجهات المختصة للمقبرة،وعدم اكتراثها بتأمين أي قدر بسيط من النظافة، أو الحماية لملامح ما وصفه بـ "معلم تاريخي وحضاري يمني هام، يستحق أن يكون قبلة يؤمها المتعطشين للصفحات النادرة من التاريخ".
هذا ويؤكد العبادي أن الدراسة التي أجراها عن الدولة الطاهرية، ويتوقع نشرها خلال الأشهر القليلة القادمة، ستكشف النقاب عن الكثير من الحقائق والأسرار الجديدة الخاصة بالحكم الطاهري، وستصحح عدداً من المفاهيم المغلوطة المتداولة في دراسات سابقة.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 10:51 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/10275.htm