|
بن مبارك: مخرجات الحوار ستمثل الأساس للعقد الإجتماعي الجديد قال أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل أحمد عوض بن مبارك- في افتتاح أعمال الجلسة العامة الثالثة لمؤتمر الحوار الوطني: "نلتئم اليوم مرة أخرى في هذه القاعة التي باتت رمزاً للقاء كلما تحقق إنجاز جديد على درب التغيير، وهنا افتتحنا قبل ستة أشهر مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ولم يكن الجميع ساعتها على يقين تام بأننا سنجتمع مرة أخرى. وأضاف: "البعض اعتبر الحوار مشروعاً مثالياً وحالماً سيتكسر سريعاً على صخرة الواقع اليمني الذي نعرف جميعا تعقيداته، لكننا عاودنا اللقاء في شهر يونيو الماضي في موعد جديد مع الانجاز وأطلقنا حينها فعاليات الجلسة العامة النصفية لمؤتمر الحوار واحتفينا، تحت أنظار اليمنيين والعالم بأولى مخرجات التوافق، وبالأرضية المشتركة الصلبة التي بتنا جميعا نقف عليها بفضل نهج الحوار". وتابع قائلاً :" نلتقي مجدداً في موعد حاسم، موعد آمن به الكثيرون، وعملوا من أجل الوصول إليه، وشكك فيه البعض، ووقفوا على مسافة منه متفرجين مترقبين، وصد عنه قلة، وعملوا للأسف على إلغائه من رزنامة اليمنيين، لكن هيهات!" وأكد بن مبارك أن الاجتماع اليوم، يؤكد انتصار الإرادات الخيرة في هذا البلد، وأن عجلة التغيير عندما دارت، إنما دارت لتسير قدماً، وليس لكي تتراجع للخلف، مشيراً إلى أن الاجتماع اليوم هو تجسيد للاصطفاف الجديد الذي نشأ في اليمن بعد انطلاق الحوار في 18 مارس الماضي. وقال :" أن الساحة اليمنية اليوم لم تعد مستقطبة بين معسكرين أو فصيلين أو تكتلين على أساس فرز سياسي، بل أصبح الفرز وطنيا خالصا يفرق بين من يركب سفينة الوطن بغض النظر عن انتمائه الحزبي، وبين من يريد أن يحدث ثقوبا في هيكلها، بين من يؤمن باليمن ويعمل لخير أبنائه وأجياله القادمة، وبين من لم يتخلص من ذاتيته ولم يتبين حقيقة التحول الساطعة". وأضاف :" أن الفضل يعود في هذا الاصطفاف الجديد إلى كل اليمنيين الوطنيين الذين تعالوا عن انتماءاتهم الحزبية والمناطقية وعن اختلافاتهم ليصنعوا لحظة يمنية فريدة عنوانها التوافق، إضافة إلى الأدوار التاريخية للقوى السياسية الحية، ولكن أيضاً وبشكل أساسي لقوى المجتمع الجديدة، قوى التغيير التي مثلها الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني، والتي كان لها إسهام متميز وغير مسبوق في العملية السياسية، وبتلك الإرادات، بات اليوم في متناولنا حلم الدولة اليمنية الحديثة القائمة على الشراكة الحقيقية والمواطنة المتساوية والكرامة للجميع". وأشاد بن مبارك بالأدوار الرائدة للمرأة اليمنية فيما حققته .. مؤكداً أن حرائر اليمن صنعت واقعاً جديداً بفضل تضحيات جسام قدمنها في معترك المطالبة بالتغيير وبالمساواة وبمستقبل أفضل لأولادنا، فضلاً عن دورهن في صنع الفرق في مؤتمر الحوار من خلال مساهمتهن الفاعلة، إلى جانب إخوانهن من المشاركين، في صياغة مخرجات اليمن الجديد. وقال: "الاجتماع اليوم يمثل مناسبة عظيمة للوقوف على قلب رجل واحد، مجددين ما عاهدنا الله واليمنيين وأنفسنا عليه قبل ستة أشهر، ألا وهو الخروج بيمن الإيمان والحكمة إلى بر الأمان والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وافتكاكه من أسر الماضي ووضعه على طريق المسقبل". وجدد أمين عام مؤتمر الحوار الوطني التأكيد أن الطريق نحو المستقبل لم ولن يكن أبداً معبداً.. وقال: "لا أعتقد أنه سيخلو يوماً من العقبات والمطبات، فنحن جميعاً نعرف الصعاب التي مررنا بها، وخبرنا كلنا لحظات شك ثقيلة، وتجرعنا خيبات أمل مرة بين الفينة والأخرى، لكننا نعرف أيضا عنادنا في الحق وثباتنا عليه، ونؤمن بعزيمتنا التي لا تلين، ونثق بقدراتنا على تحقيق الأفضل لبلادنا والأجيال التي ستلينا". وأضاف :" وما كان لتلك الصعاب والعقبات أن تذلل لولا الإشراف الحثيث والمتابعة اليومية من قبل الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وسيسجل له التاريخ واليمنيون بعرفان قيادته الحكيمة لهذه المرحلة". وتابع الدكتور أحمد عوض بن مبارك قائلاً :" كما كان لرفيق درب الحوار الدكتور جمال بنعمر فضل لا تفيه الكلمات حقه، في تسهيل الصعب وتقريب وجهات النظر، أما أشقاؤنا في دول الخليج العربية، فقد كانوا نعم الدعم ونعم السند كما عهدناهم دوماً، إلى جانب الأصدقاء ونحن مدينون لهم جميعاً ولجهودهم الطيبة بالشكر والثناء والامتنان". ومضى :" ويحق لنا اليوم الحديث بكل فخر بما تم إنجازه ليس من فراغ، وإنما بناءً على ما أقره مؤتمر الحوار في شهور قليلة ستشكل دون شك قطيعة مع ماضي التفرد بالقرار والسلطة والثروة، وذلك من خلال ما تضمنته تقارير فرق العمل من موجهات دستورية، وقانونية، وتوصيات، والتي تؤكد حجم الإنجاز في وقت قصير وفي أجواء لم تكن دوما مواتية". وأكد بن مبارك أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل توافق اليوم على 1600 مخرجاً تنقسم إلى عشرات الموجهات الدستورية ومئات الموجهات القانونية والتوصيات، وسيكون التحدي القادم إخراجها إلى الواقع ووضعها حيز التنفيذ. وقال :" إن هذه المخرجات ستشكل الأساس للعـقد الاجتماعي الجديد الذي يطمح له اليمنيون، وهي فعلا كالعـِـقد، عـِـقد من تسع جواهر، اكتمل بعضها ولمع، والباقي بين أياد أمينة قيد الصياغة، وننتظر اليوم بفارغ الصبر أن يرصع هذا العقد صدر اليمن بعد اكتمال كافة تقارير الفرق التسع ". وأضاف :" لقد اختار اليمنيون أن تكون القضية الجنوبية واسطة العقد، وأفردوا لها معالجات لا تقل شأنا عن تلك المكانة".. مؤكداً أن الحل النهائي للقضية الجنوبية سيشكل منعطفاً حاسماً في تاريخ اليمن الحديث، وعندما نرى اليوم مستوى الإنجاز في الحوار، علينا أن نتذكر جنود الخفاء من شابات وشباب اليمن الذين واصلوا الليل بالنهار في صورة غير مسبوقة لنكران الذات وهم يحاولون توفير أسباب النجاح للحوار. واستعرض التسهيلات التي بذلتها الأمانة العامة والمهام التي وفرتها، وكذا الدعم المادي والمعنوي لأعضاء الحوار، ووضعت رهن إشارة فرق العمل أكثر من ثلاثمائة ورقة عمل، ونحو ثلاثمائة خبير يمني وأربعين خبيرا دولياً، بالإضافة إلى تمكين أكثر من ثلاثمائة من ممثلي المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية من دخول قاعات الحوار كمراقبين. وقال بن مبارك :" لقد أخذت الأمانة على عاتقها ألا يكون الحوار محصوراً بين أعضائه الـ 565 بل فعلت قدر المستطاع، في ظل شراكات أقامتها مع منظمات المجتمع المدني وبدعم عدد من الشركاء المحليين والدوليين، تم توفير عشرات النوافذ لتلقي مشاركات المواطنين واللقاء بهم مباشرة، حيث قامت الأمانة برفد فرق العمل بآلاف المساهمات المجتمعية من كافة أنحاء البلاد، وكانت تعبيراً صادقاً عن الالتفاف الشعبي حول مؤتمر الحوار وعن رغبة المواطنين في الإسهام في رسم ملامح اليمن الجديد". وأضاف :" أخذت الأمانة على عاتقها أن تضع اليمنيين في صورة ما يجري داخل أروقة المؤتمر بكل شفافية، وقد فعلت، وسجلت ووثقت أكثر من ثلاثة آلاف ساعة من اجتماعات فرق العمل وشاركتها مع كل وسائل الإعلام الوطنية بشكل يومي، وأنتجت أكثر من أربعة آلاف مقال عن الحوار باللغتين العربية والإنجليزية، أي بمعدل ثلاثين مادة صحافية كل يوم، وبات الموقع الألكتروني للأمانة مصدرا رئيسا لأخبار الحوار، وفي الأسبوعين الأخيرين فقط، زاره أكثر من نصف مليون متصفح، وتم فتح أبواب المؤتمر لنحو سبعمائة إعلامي تاركة لهم حرية نقل مشاهداتهم عن الحوار دون تدخل أو توجيه، ورصدت ما نقلوه عن المؤتمر فكانت الحصيلة أكثر من اثنين وثلاثين ألف مقالاً". وقال :" نتوق اليوم للقول: اللهم إنا قد أدينا الأمانة، اللهم فاشهد، لكننا نعرف ثقل الأمانة، وحجم التحديات الماثلة أمامنا وأهمية المسؤوليات الملقاة على عاتقنا، فلا نسرف في الاحتفاء بما أنجزنا، وننحني تواضعا أمام إنجازات المتحاورين، واحتراما لتضحيات الآخرين، وقبل هذا وذاك، تكريما لذكرى دماء الشهداء التي روت تراب هذا الوطن ليخرج نباتا حسنا نرى بعضا منه في هذه القاعة ونتمنى أن يزهر ويثمر لما فيه خير كل اليمنيين. وأضاف :" نحن تواقون لمواصلة خدمة اليمن إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، وكلنا إيمان بأن الله يريد بنا وبهذا الوطن خيرا. "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون". |