المؤتمر نت - كشف باحث يمني عن مدى تأثير الانفلات الأمني الحاصل حالياً في اليمن على عمل تنظيم القاعدة (الإرهابي) وصلة فرع التنظيم في شبه الجزيرة العربية بالتنظيمات الإسلامية في إفريقيا .

المؤتمرنت -
باحث: الانفلات الأمني باليمن يساهم بتنامي ظاهرة الإرهاب دولياً
كشف باحث يمني عن مدى تأثير الانفلات الأمني الحاصل حالياً في اليمن على عمل تنظيم القاعدة (الإرهابي) وصلة فرع التنظيم في شبه الجزيرة العربية بالتنظيمات الإسلامية في إفريقيا .

وأشار الباحث والمختص في الشؤون الافريقية علي حسن الخولاني في ورقة العمل المعنونه "اليمن والفضاء الإفريقي-الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي وتأثيره على اليمن"، أن ذلك يأتي في الوقت الذي كثرت فيه العمليات الإرهابية التي تبناها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والذي بدوره سيطر على مدن يمنية قبل استرجاعها منه مع قدرة التنظيم على خوض معارك طاحنه مع قوات الأمن والجيش اليمني.

وذكر عضو مجلس أمناء مركز منارات أن اغلب دول الساحل الافريقي تعتبر فاشلة عدا الجزائر التي تتحمل عبئ أمني كبير فوق عاتقها سيما أن هذه الدول غير قادرة على مراقبة حدودها وضبط الأمن على كافة أراضيها نتيجة للاضطرابات والتمردات والانقلابات بالإضافة إلى غياب الإمكانيات الفنية والتكنولوجية المتطورة الخاصة بالمراقبة، الأمر الذي يوفر المناخ الملائم لتنظيم القاعدة.. وتمتد الدول الفاشلة على حزام صحراوي يبدأ من موريتانيا والسودان في شرق افريقيا.

وتحدث الخولاني عن معلومات إستخباراتية مؤكدة تفيد بأن الأسلحة الليبية الفائقة التجهيز وقعت في أيدي الإرهابيين، مضيفاً: أصبحت قاعدة المغرب الإسلامي تشكل تحدياً وخطراً حقيقياً على دول منطقة الساحل الصحراوي الأفريقي.. مشيراً للزيارات العديدة التي يقوم بها المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون والمباحثات الجارية في هذا الخصوص منها الزيارة التي قام بها العميد "كارتر هام" القائد الأعلى للقوات الأمريكية لإفريقيا على خطورة الارهاب في دول الساحل الافريقي.

واستعرض الخولاني التسابق الدولي على هذه الدول وأماكن تواجد التنظيمات الإسلامية المتشددة بدول منطقة الساحل الإفريقي، مضيفاً: أن الحرب على قاعدة المغرب الإسلامي في الساحل الصحراوي الإفريقي لا تقل ضراوة عن ما هو قائم من حرب على التنظيمات الإسلامية في القرن الإفريقي وشرق أفريقيا بصفة عامة، خصوصا الصومال الذي تعد الحاضن الرئيس لهذه التنظيمات أو الفصائل الإسلامية ، كالمحاكم الشرعية، وحركة شباب المجاهدين، والحزب الإسلامي الصومالي وغيرها.

ورأى الباحث أن هذه التنظيمات سواء كانت متفقة أو مختلفة، متحالفة أو متصارعة غير مرغوب بها من قبل الداخل الصومالي وكذا من قبل البيئة الإقليمية أو الدولية، نتيجة لتطرفها وقربها من تنظيم القاعدة، وأضاف: وفي إطار التعاون العسكري والأمني مع دول القرن الإفريقي، اعتمدت الولايات المتحدة في عهد الرئيس بوش الابن على "القوات العسكرية المشتركة للقرن الإفريقي" في الحرب ضد تنظيم القاعدة والتنظيمات الإسلاماوية المتحالفة أو القريبة منها والمتواجدة في الصومال والقرن الإفريقي بصفة عامة.

وأكد الباحث أن القوات المتواجدة في قاعدة عسكرية في جيبوتي تشرف على [الصومال، أثيوبيا، أريتيريا، جيبوتي، كينيا، اليمن] كما تعتمد على قرابة 2000 جندي من القوات الأمريكية الخاصة بالتعاون مع القوات الإفريقية الإقليمية وبالتنسيق مع الحلفاء من الدول الأوروبية، لتحقيق أهدافها.

وأفصح الباحث عن تعاطف المتطرفين الصوماليين الذين أكدوا أكثر من مرة عن تعاطفهم مع تنظيم القاعدة، ودعوا أكثر من مرة الجهاديين في العالم للمجيء إلى الصومال لمحاربة الحكومة الانتقالية الصومالية حينها برئاسة " شيخ شريف شيخ أحمد " والتي يعتبرونها من وجهة نظرهم عميلة لإثيوبيا وكينيا وكذا للغرب بشكل عام.

وتناولت الورقة حيثيات العداء الامريكي مع المتطرفين في الصومال وملامح تعاون الاخير مع تنظيم القاعدة مستشهداً بتهديد حركة الشباب المجاهدين في جانفي ببعث مقاتلين إلى اليمن وذلك بعد توجيه القوات اليمنية ضربات موجعة للقاعدة في وسط وجنوب اليمن خاصة في محافظة "أبين"، حيث أعلن "مختار روبو أبو منصور" الرجل الثاني في "الشباب المجاهدين" أمام عرض عسكري لمقاتلي الحركة ( قلنا لإخواننا المسلمين في اليمن إننا سنعبر البحر ونصل إليهم لمساعدتهم على محاربة أعداء الله).

واستعرض الخولاني سلسلة هجمات تنظيم القاعدة على أهداف أمريكية في اليمن منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي منها استهداف القوات الأمريكية في "عدن" وذلك بتفجير فنادق عدن عام 1992، والتي كانت تستخدمها القوات الأمريكية المقاتلة في الصومال بداية التسعينيات من القرن الماضي، وتفجير المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" في خليج عدن في أكتوبر من العام 2000، واستهداف السفارة الأمريكية في 17 سبتمبر من العام 2008، والكشف عن شاب نيجيري تدرب في اليمن وحاول تفجير طائرة فوق الولايات المتحدة وذلك في ديسمبر2009م

وتحدثت الورقة عن استفادة تنظيم القاعدة من تدهور أوضاع اليمن الامنية وانتقال العناصر الجهادية من السعودية ليكونوا مطلع العام 2009م مايسمى بتنظيم شبه الجزيرة العربية الذي خاضت ضده القوات اليمنية حرباً ضروس في الاعوام الاخيرة حد قوله.

ورصدت الورقة أهم العمليات التي شنتها القوات الامريكية مستهدفة قيادات التنظيم في اليمن، منوهة الى التخوف الامريكي الغربي من توعد الحركات الاسلامية بالانتقام لمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ومن ضمنها تنظيم "قاعدة شبه الجزيرة العربية" الذي يتزعمه "ناصر الوحيشي" والذي هدد الولايات المتحدة بأن الأسوأ قادم بعد مقتل "بن لادن".

وأوضحت الورقة أن انهيار الدولة في اليمن أو استمرار بقائها في خانة الدول الفاشلة؛ سيكون لصالح سيناريوهين تمثلا في التدخل العسكري الأجنبي بحجة محاربة الإرهاب مستشهدة بتواجد القوات الدولية وتصريحات المسؤولين الامريكيين والاوربيين والتي تفيد بأن المعركة القادمة على الارهاب ستكون في اليمن، وتضيف الورقة: ويتكون السيناريو الآخر من عدة زوايا أهمها القاعدة، الإسلاماويين وأمراء الحرب والذين سيساعدهم فشل الدولة أو انهيارها حيث سيؤدي ذلك إلى استيلاء "قاعدة شبه الجزيرة العربية" على معدات عسكرية ثقيلة ومتطورة تابعة للجيش اليمني، وفي هذا خطر على العربية السعودية ودول الخليج العربي بشكل عام، وسيزداد هذا الأمر سوءً مع استيلاء "قاعدة المغرب الإسلامي" على السلاح الليبي المتطور.

وتوقع الخولاني حدوث تحالف بين القاعدة أو الإسلاماويين في اليمن، الصومال، شرق إفريقيا والساحل الصحراوي الإفريقي بصفة عامة، مستفيدين في ذلك من كبر المساحة وطول الحدود وفشل الدولة في الساحل الصحراوي الإفريقي وغيرها من الدول والتي من ضمنها اليمن.

ونوه الى القرب الجغرافي الحاصل بين اليمن والقرن الإفريقي وملاصقة الأخير للساحل الصحراوي الأفريقي والذي يسهل تنقل أعضاء تنظيم القاعدة بين الدول الأنفة الذكر وتهريب الأسلحة من ليبيا واليمن وتجارة المخدرات، متوقعا إقامة إتحاد يضم " قاعدة المغرب الإسلامي" مع "قاعدة شبه الجزيرة العربية" والتي توحدت بداية العام 2009 بعد أن كانت مجزأة بين اليمن والسعودية.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 02:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/114851.htm