رئيس الوفد الأمني العماني لـ ( المؤتمر نت):

المؤتمر نت - البحرية العمانية
المؤتمر نت – حوار: نزار العبادي -
القوة لا تحل مشكلة الإرهاب، ودعمنا لليمن ( واجب أخ لأخيه)
أكد المقدم محمد ربيع حمد الهاشمي أهمية مبادرات عقد الندوات العلمية في تبادل الخبرات، وتوثيق علاقات الأشقاء، مشددا على ضرورة معالجة المشكلة الإرهابية من واقع منظومة متكاملة، ومشككاً في قدرة ( القوة ) على حل المشاكل، بقدر ما يمكن أن يتمخض عن دراسة الأسباب الرئيسية للمشكلة الإرهابية.
كما أشار إلى أن الإرهاب مشكلة لا عهد للعالم العربي بها من قبل، مؤكداً أن عمق علاقات بلاده مع اليمن، والتعاون والتنسيق المشترك، وتبادل المعلومات عبر ( خط ساخن ) مع الجانب اليمني دفع عن السلطنة خطر الإرهاب، داعياً إلى وجوب مساعدة ( الجار المقتدر) لجاره، والأخذ بيده لحل المشاكل التي تعترضه.
جاء ذلك في لقاء سريع أجراه ( المؤتمر نت) مع المقدم محمد ربيع الهاشمي رئيس الوفد الأمني العماني على هامش مشاركته في الندوة العلمية ( الإرهاب والقرصنة البحرية) التي تقيمها وزارة الداخلية اليمنية وجامعة نايف للعلوم الأمنية في العاصمة اليمنية صنعاء للفترة 13-15 سبتمبر الجاري.. وفيما يلي نص الحوار:

· أمن عمان من أمن اليمن، وساحلهما البحري واحد.. إلى أي مدى قد تساعدكم مثل هذه الندوات في بناء إستراتيجية أو رؤى محددة في مواجهة القرصنة البحرية ؟
- أولا أحب أن أشكر الحكومة اليمنية على استضافة هذه الندوة، وأيضا جامعة نايف على هذه المبادرة الطيبة التي تسهم في توثيق علاقات الأشقاء.
أما بالنسبة لفائدة هذه الندوات فإننا بلا شك سنستفيد منها كثيرا، لأنه كما ذكرت أساسا الشواطئ مشتركة بيننا وبين اليمن، وبالتالي فإن أمامنا فرصة لتبادل المعلومات، والإطلاع على الأشياء الجديدة الموجودة لدى هذا البلد أو ذاك، بالإضافة إلى التعرف على الأنظمة، والقوانين، والوسائل الحديثة المتبعة من قبل الآخرين في مواجهة الإرهاب أو القرصنة البحرية.
· ما هو حجم الخطر الذي تتوقعون مجيئه من البحر، وإلى أي مدى باتت القرصنة البحرية تشكل مشكلة لديكم ؟
- علينا توقع الخطر حتى في ظل عدم وجوده .. فالسلطنة تحظى بموقع استراتيجي مهم، وطول سواحلها تمتد إلى أكثر من 3600 كيلو متر، وهذا أمر يستحق دراسة أي خطر قد يحيق به.

· نحن نحمد الله أن لدينا الوسائل، والأنظمة، والأجهزة الأمنية والعسكرية التي تعمل بشكل منظومة متكاملة جعلتنا لا نعاني من هذا الشيء.. نحن لا نعاني في السلطنة من القرصنة لكن من الضروري وضع احتياطات للمستقبل، وفي الحقيقة أننا عندنا مشكلة بسيطة وهي التسلل، وهناك أجهزة تعمل حاليا على وضع المعالجات لها والحد منها.

· الدراسات الستراتيجية تؤكد ضرورة عمل اليمن وعمان ضمن صيغة موحدة للأمن الملاحي، فهل هناك أي برامج عمل بهذا الاتجاه ؟
- نعم هناك اتفاقيات ثنائية تنظم هذا الجانب، وفي مقدمتها اتفاقية الحدود، إلى جانب لقاءات مختلفة، وتعاون كبير جدا بين البلدين، وكلها تصب بهذا الاتجاه.


· غالبا ما تجري مناقشة الإرهاب في إطار عسكري أو أمني.. فهل معنى ذلك أنه تقديم لخيار القوة كأفضل خيارات مكافحة الإرهاب ؟
- القوة عمرها ما تحل مثل هذه المشاكل، ومن المفترض دراسة الأسباب الرئيسية لمشكلة الإرهاب ليصبح بالإمكان تحديد وسائل المعالجة.
فمن خلال ما تم طرحة لحد الآن في الندوة قدم المشاركون خيارات أخرى غير القوة، فعلى سبيل المثال تحدث الدكتور صالح الرميحي اليوم عن موضوع الفقر وسبل معالجته من خلال منظمات المجتمع المدني، كذلك تم التطرق إلى دور الإعلام في عملية التوعية، وأحد الأخوة السعوديين تحدث عن نقطة حساسة وهي مسألة الإيمان ومدى ارتباطه بالمشكلة.. وكل تلك الطروحات والمناقشات تتناول الخيارات الأخرى المتاحة في مكافحة الإرهاب.
إن الوسائل كثيرة، ونحن ندعو إلى أن تقوم الأجهزة الأمنية بتنسيق عملها مع منظمات المجتمع المدني، ومع الإعلام، والمؤسسات الأخرى، بحيث تشكل منظومة متكاملة لمواجهة المشكلة.

· هل أسهمت الحملة الدولية على الإرهاب في دفع البلدان العربية لتوثيق علاقاتها ببعضها ؟
- أحيانا الإعلام الغربي يؤثر علينا كدول عربية في اتخاذ القرار، أو في مواجهة مثل هذه المشكلة.. فمشكلة الإرهاب أصلا لم تكن موجودة عندنا في الدول العربية سابقا، ولكن بفعل ظروف معينة ظهرت على الساحة، لذلك فهي غير مرتبطة بعلاقاتنا العربية- العربية، لأن علاقاتنا قائمة على مبادئ، وأسس ثابتة، ودين، وعروبة، وغيرها، وعمرها ما كانت تتقارب بسبب هذه المشكلة، وأؤكد أن هناك تعاون وتكاتف، وتبادل علاقات حميمة من قَبْل مواجهة هذه المشكلة.

· تعرضت اليمن لهجمات إرهابية .. فإلي أي مدى كنتم قلقون من انتقال الإرهاب إلى السلطنة بحكم جوارها الجغرافي ؟
- الحمد لله، بفضل التعاون والتنسيق القائم مع الأجهزة الأمنية في اليمن لم نواجه المشكلة ذاتها، فقد كان عندنا خط مباشر ساخن مع اليمن، وكنا نتبادل المعلومات بشكل سريع جدا مع الجانب اليمني من خلال الأجهزة الأمنية ، وتلك الصيغة من التعاون جنَّبت السلطنة خطر الإرهاب.
الحقيقة أن التعاون كبير جدا، وقائم من قبل أحداث سبتمبر، والأخوان في اليمن متعاونين معنا كثيرا، فكان أن انعكست هذه العلاقة على المشكلة نفسها وبحكم النخوة والجوار والعلاقات الممتازة لم تتأثر السلطنة بشيء.

· تقدم سلطنة عمان دعما متواصلا لليمن موجها لمشاريع التنمية فهل يدخل ذلك في إطار جهود مكافحة أسباب الإرهاب بالمنطقة ؟
- هذا واجب أخ لأخيه، ونؤكد أن علاقتنا في اليمن لم تقم على مصالح مجردة ، لأننا نعتبر أنفسنا أهل، وأخوة، وجماعة، وعندنا في السلطنة أسس ثابتة ومبادئ أخلاقية وإنسانية تنظم علاقاتنا مع الجميع، كما نرى أن من الواجب على الجميع متى ما كان الجار مقتدرا يجب عليه أن يساعد جاره الآخر، وأن يقدِّم لأخيه ما يستطع عليه.
من ناحية أخرى فإنه لو أراد الآخرون ربط ذلك بمكافحة أسباب الإرهاب فبالتأكيد إنك إذا حلَّيت مشكلة معينة عند جارك تكون قد " سدَّيت باب" وفعلت ما يجب عليك فعله.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 03:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/14740.htm