البيان

المؤتمر نت -
المقاومة لن تدع شارون ينسحب منتصراً
تحولت شوارع مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة الى ما يشبه ساحة حرب مع انتشار مئات المقاومين من كل الاجنحة العسكرية في الازقة والشوارع وخصوصا الى الشرق من المخيم حيث يحاول الجيش الاسرائيلي التقدم في إطار اختبار قوة بين ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي يريد الانسحاب من القطاع دون أن يبدو الأمر هزيمة وبين المقاومة خصوصاً حماس التي تحرص على أن الانسحاب لم يكن ليتم بدون ضغط عملياتها.
وتقول اسرائيل انها تشن هذه العملية لمنع المقاتلين الفلسطينيين من اطلاق صواريخ قسام على اسرائيل. ويكمن عدد من القناصة الاسرائيليين على اسطح بنايات عالية حيث يرصدون المسلحين وكل من يتحرك خصوصا في سوق المخيم في منطقة بلوك 4 وبلوك 2 الى الشرق من المخيم. ويسمع صوت اطلاق النار بين وقت واخر مستهدفا الناشطين والمدنيين.
ويجول في المخيم مسلحون فلسطينيون يحملون اسلحة خفيفة من بنادق كلاشنيكوف وقذائف ار بي جي. وقد زرعت الغام ارضية عند مدخل المخيم. واستخدم الجيش الاسرائيلي قذائف الدبابات بكثافة وقد ادى سقوط احدى هذه القذائف الى استشهاد سبعة فلسطينيين عند مدخل المخيم. وقال مصدر طبي اسرائيلي ان القذيفة المستخدمة «مسمارية». وافادت مصادر طبية ان عددا من الضحايا نقل الى المستشفى وقد فقد اجزاء من جمسه مثل الرأس جراء الاصابة بهذه القذائف.
ويسمع دوي انفجارات قوية بين الفينة والاخرى وتبادل مستمر لاطلاق النار بين القوات الاسرائيلية والمقاومين الفلسطينيين. وامتلأ براد مستشفى كمال عدوان في جباليا بجثث الفلسطينيين مما اضطر المستشفى الى نقل عدد من الجثث الى مستشفى الشفاء في غزة. وتقوم الجرافات الاسرائيلية بهدم وتدمير كل شيء يصادفها وتفتح شوارع بديلة تحسبا لوجود الغام في الشوارع الموجودة وبتجريف المزارع والاراضي الزراعية في منطقة شرق جباليا.
وافاد شهود ان الجيش الاسرائيلي هدم واحرق سبعة منازل فلسطينية على الاقل كما هدم اسوار عدد من المنازل ومدرسة تابعة لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا). وهذا اضخم هجوم يشهده المخيم الذي يسكنه اكثر من مئة الف فلسطيني منذ اندلاع الانتفاضة الحالية.
وقد دخل شارون في اختبار قوة مع حركة حماس يتركز حول تصميم الاول على الانسحاب من قطاع غزة من دون ان يبدو الامر تراجعا أمام ضربات عسكرية فلسطينية، وحرص الحركة على التأكد ان الانسحاب يتم تحت ضغط اعمالها العسكرية.
ولا يخفي المسئولون الاسرائيليون عزمهم على ضرب حماس حتى في الخارج. ومنذ يوم الاحد، كشف شارون انه امر الجيش بتكثيف عملياته ضد المجموعات الفلسطينية المسلحة «من دون اي تسويات». واعتبر بازنر ان «المنظمات الارهابية تقوم بكل ما في وسعها للتشويش على اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة»، مشيرا الى «تصاعد الارهاب» في هذه المنطقة.
وقد قرر شارون الانسحاب من المستوطنات اليهودية ال 21 في قطاع غزة بحلول سبتمبر 2005، ومن اربع مستوطنات صغيرة معزولة في شمال الضفة الغربية. من جهتها، توعدت كتائب عز الدين القسام، الجناج العسكري في حركة حماس، أمس في بيان «بزرع الموت والدمار بين جنود العدو في كل شارع وفي كل ممر».
واضاف البيان «لن نسمح لجنود العدو بالتقدم الا على جثثنا، ونحن قادرون على صدهم وقتلهم»، مكررين تأكيدات سابقة ان الضربات التي يوجهونها الى اسرائيل هي التي تدفع حكومة شارون الى الانسحاب من قطاع غزة. ونقلت الاذاعة العامة عن مصادر عسكرية قولها ان القوات الاسرائيلية قد تتلقى الامر قريبا بالتوغل في عمق قطاع غزة ونشر مزيد من عملاء الاستخبارات واقامة مزيد من نقاط المراقبة حول القطاع الساخن واستعمال مزيد من الطائرات بلا طيار.
ولا يستبعد العسكريون ان يستدعوا الاحتياط لنشرهم في مناطق من شأنها منع اطلاق الصواريخ على سديروت وجنوب اسرائيل. وعلى رغم حجم الوسائل المستخدمة، يعرف المسئولون الاسرائيليون على ما يبدو حدود الرد العسكري في منطقة تتميز بكثافتها السكانية العالية حيث تكفي حديقة لاخفاء قاذفات الصواريخ التي تستهدف الاراضي الاسرائيلية.
واعتبر الوزير بلا حقيبة جدعون عزرا ان العمليات الاسرائيلية تستهدف ايضا ممارسة الضغط على الفلسطينيين في قطاع غزة لحمل حماس على وقف عملياتها ضد اسرائيل.



تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 09-مايو-2025 الساعة: 12:51 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/15261.htm