المؤتمر نت -
يحيى‮ ‬علي‮ ‬نوري -
حتى‮ ‬لا‮ ‬يتسع‮ ‬جهل‮ ‬الأجيال‮ ‬بأيامنا‮ ‬الوطنية
مخاطبة الأجيال وتوعيتهم بالثورة اليمنية وبأهدافها ومنطلقاتها الوطنية اضحت في ظل التداعيات الخطيرة التي يحفل بها المشهد اليمني مهمة صعبة ومعقدة في الوقت الذي تزدحم به البلاد بالعديد من المسميات للأطر الفكرية والثقافية والاعلامية وتعدد وسائل الاتصال والتواصل .. الخ من جوانب المعرفة حيث يعاني الجميع من حالة الفراغ في المناشط والفعاليات وباتت الاهتمامات تصب بعيداً عن هذه القضية الجوهرية وذات الاهمية البالغة للحاضر والمستقبل اليمني وضبط ايقاعاته وتوجهاته..
مشكلة تتفاقم من يوم لآخر خاصة مع اتساع جهل الاجيال بمدلولات ايامنا الوطنية فلم يقتصر ذلك على الثورة اليمنية (سبتمبر واكتوبر) فحسب وانما عهود مابعدها من تحولات كبرى شهدتها بلادنا وعلى رأسها الوحدة اليمنية في الـ 22 من مايو1990م، حيث يصطدم الراصد لوعي الجيل‮ ‬الجديد‮ ‬عن‮ ‬عهد‮ ‬ماقبل‮ ‬الوحدة‮ ‬بنتيجة‮ ‬صاعقة‮ ‬ومؤلمة‮ ‬مفادها‮ ‬جهل‮ ‬هذا‮ ‬الجيل‮ ‬بيوم‮ ‬الوحدة‮ ‬الذي‮ ‬صار‮ ‬يوماً‮ ‬وطنياً‮ ‬لجمهوريتنا،‮ ‬ونتائج‮ ‬ذلك‮ ‬لاتقل‮ ‬مأساويةً‮ ‬عن‮ ‬نتيجة‮ ‬الجهل‮ ‬بعهود‮ ‬ماقبل‮ ‬الثورة‮..‬
وفي ذلك لاريب مؤشر جديد على ان حالة الجهل في تزايد والى حدود اننا سنجد اجيالاً غريبة عن وطنها وآماله وتطلعاته تغرد خارج سربه الوطني وتصبح بالتالي رهينة لأفكار ورؤى لاعلاقة لها بمنطلقاتهم الوطنية التي تمدهم بالزخم والتفاعل مع كل مايتعلق بوطنهم ويعزز ارتباطهم‮ ‬بقيمه‮ ‬الوطنية‮ ‬والثورية‮..‬
وتلك مشكلة لابد على الجميع إزاءها ان يعترفوا اليوم بتقصيرهم وعدم قيامهم بدورهم التوعوي والارشادي وان يسارعوا للاعتذار للأجيال جراء ما أصابهم من جهل بمنطلقاتهم الوطنية بل ومن تجهيل استهدف تشويشهم بمآثر آبائهم وافراغ عقولهم وذاكرتهم من كل ماله علاقة بمراحل‮ ‬نضالات‮ ‬وتضحيات‮ ‬الآباء‮ ‬والاجداد‮ ‬والاستهانة‮ ‬بكل‮ ‬ذلك‮ ‬والى‮ ‬حدود‮ ‬أنه‮ ‬بات‮ ‬يمثل‮ ‬خطراً‮ ‬فادحاً‮ ‬على‮ ‬الوطن‮ ‬وأمنه‮ ‬القومي‮..‬
وأستذكر هنا الاشارة الكاشفة للشيخ صادق بن امين ابوراس -رئيس المؤتمر الشعبي العام- في احد خطاباته التاريخية بأعياد التورة وذلك عندما اكد ان الاحتفالات بهذه المناسبات الوطنية ليس للبهرجة والافتخار بقدر ما يعني التعامل المسئول معها وجعلها محطات مهمة للمراجعة‮ ‬والتقييم‮ ‬لمسار‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮.. ‬
وهى مراجعة -قطعاً- لاتخلو من التوعية للاجيال بمدلولات ومعاني الايام الوطنية وجعلها اكثر ارتباطاً بتاريخها النضالي العظيم وبما يضمن جعلها تعيش سلوكاً ثورياً يمثل طاقات جديدة لمسيرة الثورة وتعزيز خُطاها باتجاه السير صوب آفاق المستقبل الافضل لليمن وشعبها..
وهذا يعني اننا اليوم -كوطن وشعب يواجه الكثير من سيناريوهات التآمر والاقتتال تحت راية عدوان سافر- في امسّ الحاجة للعودة الى ينابيع منطلقاتنا الوطنية والثورية باعتبار ذلك الوسيلة الوحيدة والناجعة لتحصين اجيالنا من حالة الفراغ الفكري في ذاكرتهم الوطنية ولضمان يمن آمن ومستقر يسهم وعي ابنائه في ترسيخ وتجذير حضارته الجديدة على هدى ثورته وكل ذلك يتطلب استراتيجية وطنية واضحة في اهدافها وخططها الآنية والمستقبلية تشارك مختلف الفعاليات الوطنية في الاعداد لها، وتلك ابرز مهمة وطنية تقع على عاتق الجميع وتمثل احدى الضمانات‮ ‬ليمن‮ ‬جديد‮ ‬ديمقراطي‮ ‬مزدهر‮ ‬يوصل‮ ‬حاضره‮ ‬بماضيه‮ ‬التليد‮ ‬وبروح‮ ‬ثورية‮ ‬متقدة‮ ‬وبقوة‮ ‬وعنفوان‮ ‬صوب‮ ‬طموحات‮ ‬بلا‮ ‬حدود‮.‬

رئيس تحرير صحيفة الميثاق
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 10:44 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/153657.htm