المؤتمر نت - في حين، يتسبب فيروس كورونا المستجد في الكثير من الأعراض كضيق التنفس والحرارة وفقدان حاسة الشم والإرهاق وغيرها، إلا أن السؤال يبقى ماهي الآثار الجانبية التي يتركها بعد الشفاء منه؟

المؤتمرنت -
ما هي الآثار النفسية التي يتركها فيروس كورونا؟
في حين، يتسبب فيروس كورونا المستجد في الكثير من الأعراض كضيق التنفس والحرارة وفقدان حاسة الشم والإرهاق وغيرها، إلا أن السؤال يبقى ماهي الآثار الجانبية التي يتركها بعد الشفاء منه؟

وفي هذا الشأن، أكد خبراء أن عددا كبيرا من الذين أصيبوا بكوفيد 19 يعانون من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب، قد تكون مرتبطة بالمرض نفسه.

كما أوضحت ماريون لوبواييه مديرة شبكة "فونداسيون فوندامنتال" للأبحاث حول الأمراض النفسية، لوكالة فرانس برس "بعد الإصابة بكوفيد، سواء أكانت الأعراض طفيفة أم خطيرة، تزداد مخاطر الإصابة بمجموعة من الأمراض النفسية".

حالات نادرة
ورغم أن الظاهرة تبقى نادرة على ما يبدو بالنسبة لأعراض مثل نوبات الذهان التي أفيد عن حالات منها في الولايات المتحدة بصورة خاصة، فهي شائعة أكثر بالنسبة لأمراض عقلية أخرى.

وتتباين نسب الإصابات من دراسة لأخرى. ونشرت آخر دراسة في 8 كانون الثاني/يناير في مجلة "ذي لانست" الطبية، وشملت 1700 مريض في ووهان، البؤرة الأولى للوباء في الصين، فأظهرت أنه بعد ستة أشهر على دخولهم المستشفى، كان 75% من المرضى ما زالوا يعانون واحداً على الأقل من أعراض المرض، فشكا معظمهم من تعب أو ضعف في العضلات، لكن حوالي ربعهم أفاد عن نوم مضطرب أو قلق أو اكتئاب.

كما أظهرت دراسة إنجليزية نشرت في تشرين الثاني/نوفمبر في المجلة ذاتها أنه من أصل 62 ألف مريض أميركي تم تحليل حالاتهم، تبين أن 18% منهم يعانون من اضطرابات نفسية خلال الأشهر الثلاثة التالية لإصابتهم بكوفيد-19، ويبنهم 5,8% لم تكن لديهم أي سوابق. وأوضح الباحثون أن هذه النسبة تفوق بـ1,6 إلى 2,2 مرة النسبة بين الذين أدخلوا المستشفى لأمراض معدية أخرى مثل الإنفلونزا أو الحصى في الكلى أو كسر في العظم أو سواها.

عارض نفسي
وفي آب/أغسطس، خلصت دراسة إيطالية صدرت في مجلة "براين بيهايفيور أند إيميونيتي" أنه ضمن مجموعة من 400 مريض، أصيب أكثر من النصف (55%) بعارض نفسي بعد شهر على دخولهم المستشفى.

في حين، قالت ماريون لوبواييه ملخصة الأمر "نقدّر أن حوالي شخص من أصل اثنين أصيبا بكوفيد سيعاني من أعراض نفسية أو عقلية"، مشيرة إلى احتمال 30% بالإصابة بالاكتئاب، و20% باضطرابات الكرب، وحوالي 15% باضطرابات النوم، إنما كذلك عدد "كبير" من أعراض إجهاد ما بعد الصدمة.

ولا يفاجئ ذلك الاختصاصيين، بعدما أظهرت دراسات في الماضي ارتفاع الإصابات بهذه الاضطرابات بعد أوبئة إيبولا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرز) والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارز).

حالة اكتئاب
لكن مسؤولة قسم الطب النفسي ومعالجة الإدمان في مستشفى هنري موندور الجامعي لفتت إلى أن "التعرف إلى حالة اكتئاب" بعد عدة أشهر أحيانا من إصابة بمرض معدٍ "لم تدخل ضمن العادات الشائعة في فرنسا".

ويعمل فرع من الأبحاث يعرف بالطب النفسي المناعي على إظهار هذا الرابط بين المرض والالتهاب والاضطرابات النفسية.

وأوضحت الطبيبة النفسية "نعرف الآن أن الجهاز العصبي المركزي يمكن، بحسب الأفراد، أن يتأثر سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالمرض". وفيروس كورونا المستجد يمكن أن يصيب الدماغ "وخصوصا من خلال الشم، وهو ما يفسر ربما فقدان حاسة الشم" لدى المصابين.

هل يمكن علاجها؟
كما أن رد فعل الالتهاب الذي يثيره الجسد لمكافحة الإصابة يترك آثارا يمكن أن تشكل العامل المسبّب للأمراض العقلية.

إلى ذلك، شددت لوبواييه على أهمية إطلاق "حملة توعية واسعة" للمرضى وعناصر الفرق الطبية، مشددة على أن هذه الأعراض هي "أمراض كسواها ويمكن معالجتها".
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 01:57 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/155614.htm