يختتمون اليوم أهازيجهم بعاصمة الثقافة

المؤتمر نت- جميل الجعدبي -
أبناء (معين) ينقشون ما تيسر من حضارتهم على محراب (أزال)
علي ضفتي وادي (جوف ) الواقعة على بعد ( 170كم) شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء قامت حضارة الدولة المعينية، ووصل أهلها إلى درجة عالية من العلم والإبداع في فنون العمارة ونقش أعمدة المعابد.
وعلى خشبة المركز الثقافي بعاصمة الثقافة العربية صنعاء 2004م استهل أبناء الجوف يومهم الثقافي الثاني بصباحية شعرية شارك فيها عدد من شعراء المحافظة المميزين حيث قدموا خلالها مجموعة من قصائدهم الإبداعية، ضمن أيامهم الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة والسياحة في إطار الاحتفاء بعاصمة الثقافة العربية .
ومثلما إمتد نفوذ أجدادهم ( قديما) إلى بعض المناطق في شمال الجزيرة العربية وخارجها، وتحدثت عن مآثرهم النقوش اليمنية القديمة التي عثر عليها في "العلا" بأعالي الحجاز، والنقوش الفرعونية التي تم العثور عليها في أرض الكنانة على قبر تاجر معيني كان يقوم بإمداد المعابد المصرية القديمة بالسلع المقدسة في القرن الثالث قبل الميلاد، يمتد اليوم أيضا الق إبداعات أحفاد " المعينيين" وصدى أهازيجهم، وأثير زواملهم الشعبية، ليصلون صباح صنعاء بمسائها عبر لوحة كلاسيكية ساحرة أحكمت فقراتها بأوتار ربابة تحدت قيظ الصحراء في الجوف ويعجز متابعها في صنعاء من أن يلتقط أنفاسه بين الفقرة والأخرى.. خلال سهرة فنية يختتم بها أبنا الجوف مشاركتهم في الاحتفاء بصنعاء 2004م مساء اليوم بالمركز الثقافي بعدد من أغاني التراث وألوان الرقص الشعبي، وباقات مختارة من الأهازيج والزوامل الشعبية التي ما تلبث أن تسيطر على مشاعر سامعيها قاصدةً قلوبهم، مثلما سيطر أجدادهم المعينيون بمعاهداتهم التجارية على موانئ البحر العربي والبحر الأحمر، فكانت مراكز حضاراتهم مقصدا للمستشرقين العرب والأجانب منذ القرن الـ 19 الميلادي.
ورغم أن أبناء الجوف قدموا خلال أيامهم الثقافية التي أفتتحها أمس / خالد الرويشان وزير الثقافة والسياحة صورة مصُغرة حاولوا تضمينها كافة معالم حياتهم البدوية، وما شهدته مدينتهم من تطور عمراني، وما تزخر به محافظتهم من معالم سياحية وثقافية وحضارية، إلا أن تفاصيل حياتهم اليومية وتقاليدهم ومواسمهم وأعرافهم لاتزال تخفي الكثير من الفنون والثقافات والموروثات، مثلما لايزال" جوف" المعينيين هو الأخر يخفي تحت الخرائب والأنقاض الأثرية أسرارا كثيرة لحضارة عظيمة لا يمكن التعرف عليها إلا من خلال استكمال أعمال التنقيب الأثري الشامل لمواقعها القديمة.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 04-مايو-2025 الساعة: 03:43 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/17366.htm