المؤتمر نت -

المؤتمرنت -
المشي لدقيقتين بعد الأكل يخفض السكر
تشير دراسات حديثة إلى أن المشي لمدّة دقيقتين فقط بعد تناول الطعام يمكن أن يترك تأثيرًا مباشرًا وملموسًا على مستويات السكر في الدم.

ورغم أن الفكرة تبدو بسيطة لدرجة يصعب تصديقها، فإن الأبحاث العلمية توضّح أن الجسم يستجيب بسرعة لأي حركة خفيفة بعد الوجبة، وأن هذه الدقيقتين القصيرتين يمكن أن تُحدث فرقًا أكبر مما يتوقعه الكثيرون. الفكرة الأساسية وراء هذا التأثير ترتبط بطريقة تعامل الجسم مع الجلوكوز.

فبعد تناول الطعام، يرتفع مستوى السكر في الدم بشكل طبيعي، ويُفترض أن يقوم الجسم بإفراز الإنسولين لنقل هذا السكر إلى الخلايا. لكن في حال الجلوس مباشرة بعد الأكل، يبقى الجلوكوز في الدم لفترة أطول، ما قد يسبب تراكمًا أو تقلبات غير صحية، خصوصًا عند الأشخاص المعرضين لارتفاع السكر أو أولئك الذين يقضون ساعات طويلة جالسين.

على عكس ما يعتقده البعض، ليست التمارين المرهقة أو الجري السريع هي التي تصنع الفارق دائمًا. الحركة البسيطة والمنخفضة الشدة تُعد كافية لتحفيز العضلات على امتصاص الجلوكوز واستخدامه كطاقة. عندما تتحرك العضلات—even بشكل بسيط مثل المشي البطيء—تبدأ في استهلاك السكر المتوفر في الدم، ما يؤدي إلى خفض مستواه بشكل طبيعي ومن دون أي جهد كبير. ومن هنا جاءت توصية العلماء بأن المشي بعد الوجبات، ولو لدقائق قليلة، يمكن أن يكون استراتيجية يومية فعّالة لتحسين الصحة.

اللافت أن الأبحاث لم تكتفِ بقياس مستويات السكر فحسب، بل لاحظت أيضًا تحسنًا في الهضم كأثر جانبي إيجابي لهذا النشاط القصير. فالمشي يحفّز حركة الأمعاء وينشط الدورة الدموية، ما يساعد الجسم على معالجة الطعام بكفاءة أعلى. كما أنّ هذه الدقائق تمنع الشعور بالخمول الذي يواجهه الكثيرون بعد وجبة دسمة. وبالإضافة إلى ذلك، يعتبر هذا النوع من النشاط مناسبًا للأشخاص من مختلف الأعمار ومختلف مستويات اللياقة، لأنه لا يتطلب مجهودًا ولا معدات، ويمكن القيام به حتى داخل المنزل إن لزم الأمر.

ومن المثير للاهتمام أن بعض الأبحاث الحديثة قارنت بين الجلوس التام بعد الأكل، والمشي لدقيقتين، والوقوف فقط، ووجدت أن الوقوف وحده يحسّن مستويات السكر مقارنة بالجلوس، لكن المشي—even لوقت قصير—كان الأكثر فعالية بفارق واضح. وهذا يشير إلى أن الجسم مصمم للاستفادة من الحركة وأن الخمول بعد الطعام هو ما يسبب تدهورًا في تعامل الجسم مع الجلوكوز على المدى الطويل.

أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مقدمات السكري أو لديهم تاريخ عائلي مع ارتفاع السكر، فقد اعتبر الباحثون أن هذه الدقيقتين قد تكون جزءًا من خطة الوقاية اليومية. فهي لا تُعد بديلًا للأدوية ولا للإرشادات الطبية، لكنها خطوة بسيطة وفعّالة يمكن دمجها بسهولة في الروتين. ويمكن تكرارها ثلاث مرات يوميًا بعد الوجبات الرئيسية، ما يعزز التحكم في مستويات السكر ويخفف الضغط على البنكرياس.

في النهاية، يُظهر هذا الاكتشاف أن تحسين الصحة لا يحتاج دائمًا إلى تغييرات جذرية أو ساعات من التمارين. أحيانًا، خطوات قليلة حرفيًا تكفي لإحداث فرق. المشي لدقيقتين بعد الأكل ليس مجرد نصيحة عابرة، بل عادة صغيرة يمكن أن تحمي الجسم وتدعمه، وتثبت أن العناية بالصحة تبدأ من التفاصيل البسيطة التي يسهل الالتزام بها كل يوم.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 07-ديسمبر-2025 الساعة: 12:06 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/183721.htm