المؤتمر نت -
عسكريين فرنسيين شاركوا في إحراق مسجدين
أثار ضلوع عناصر الجيش الفرنسي باعتداءات عنصرية ضد المسلمين صدمة في الأوساط العسكرية والسياسية الفرنسية. فبعد 11 شهرا من الاعتداء على مسجدين في منطقة "هوت سافوا" في جبال الألب الفرنسية، تمكن رجال الشرطة القضائية من اعتقال 8 من المشتبه بهم، 4 منهم من عناصر الفوج السابع والعشرين التابع لخيّالة جبال الألب في الجيش الفرنسي بينهم ضابط صف. وكان مسجدا "سينو" و"آنسي" تعرّضا ليلة الخامس من شهر مارس من العام الماضي لحريق أتى على معظم محتويات المسجد الأول، فيما تمكن رجال الإطفاء من تقليص حجم الأضرار في المسجد الثاني.
وحرص وزير الداخلية في حينه نيقولا ساركوزي على زيارة المسجدين و أعطى أوامره للمخابرات العامة الفرنسية بتنظيم عملية اختراق للأوساط اليمينية المتطرفة وإلقاء القبض على المجرمين. وبالفعل بدأت عملية اختراق أوساط النازيين الجدد المنتشرة في المناطق الشرقية في فرنسا منذ 10 أشهر. حيث تسلّل بضعة عناصر من المخابرات العامة الفرنسية إلى أوساط النازيين الجدد وحليقي الرؤوس وكذلك المقربون من الجبهة القومية اليمينية المتطرفة التابعة لجان ماري لوبان. وبدأت الشكوك تدور حول مجموعة تابعة للفوج 27 من خيالة جبال الألب في مدينة آنسي وأربعة مدنيين بينهم عنصر سابق في الفرقة نفسها وحارس ليلي وزوجته.
وبفضل معلومات دقيقة أدلى بها عناصر جهاز المخابرات العامة، شنت الشرطة القضائية في الثامنة من صباح الثلاثاء الماضي،عمليتي دهم متوازيتين في ثكنة آنسي العسكرية وفي منازل المتهمين. إلا أن عدم العثور على دلائل تثبت ضلوع ضابط الصف أدى إلى إطلاق سراحه وشخصين آخرين مؤقتا. ويراهن المحققون على اعترافات المتهمين الأخريين من أجل إعادة اعتقال العسكريين الضالعين بالعمليتين. وقد أقر المعتقلون الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 23 و29 عاما بانتمائهم إلى اليمين المتطرف العنصري وضلوعهم بعمليات ضد العرب والمسلمين. وتفيد اعترافات الموقوفين أن المجموعة خططت للاعتداءين على مسجدي "سينو" و"آنسي" بشكل متواز وشكّلت فرقتين شنّت كل منهما هجومها على طريقة العمليات العسكرية. ووقع الهجوم الأول على مسجد "سينو" في الساعة الثانية فجرا. وقام المعتدون بخلع باب المسجد الموجود في أحد الأحياء الشعبية من مدينة "آنسي" قبل أن يشعلوا النار بداخله و تركوا شعار التنظيمات العنصرية على الجدران. وشنت الفرقة الثانية هجومها على مسجد "آنسي" الذي كان تعرّض لاعتداءين سابقين عام 1991 و1996، بعد ثلاث ساعات. إلا أن رجال الإطفاء تمكّنوا من إخماد الحريق قبل أن يأتي على المسجد.
وأفادت مصادر الشرطة في المنطقة، أنها لم تتمكن بعد من تحديد التنظيم الذي ينتمي إليه المشتبهون لتعدد هذه المجموعات على شكل فرق صغيرة في المنطقة. وكان وزير الداخلية دومينيك دو فيلبان، أعلن الأسبوع الماضي عزمه على حل تنظيمات النازيين الجدد واليمين المتطرف بعد تصاعد الاعتداءات العنصرية العام الماضي.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 11:25 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/19169.htm