المؤتمر نت -
الخصائص الاقتصادية للحاسوب
طوال ربع قرن ظل ينظر لاجهزة الحاسوب كآلات غريبة لا يفهمها ولا يشغلها الا العباقرة، ولكن اجهزة الحاسوب تغيرت، وتغير كذلك الدور الذي تلعبه. ولم تعد حكرا على فئة الفنيين، وبدأت في تحقيق اغراضها كأجهزة تنظيم في عصر تخمة المعلومات.
وعلى أية حال، ينبغي الاخذ بعين الاعتبار التكاليف البيئية والانسانية الخاصة بانتاجها واستخدامها، والتكاليف التي تدفع من اجل حوسبة العالم تكاليف كبيرة. فقد اصبحت هذه الاجهزة المستهلك الرئيس للكهرباء في الدول الصناعية.
ان صناعة اجهزة الحاسوب التي تنامت على وجه السرعة بحيث غدت واحدة من اكبر الصناعات واقواها في العالم، لها آثارها البيئية. واذا كان لهذه الآلات ان تساعدنا على اقامة المجتمع المستديم، فانه ينبغي التصدي لجميع هذه المشكلات البيئية.
وأحد الأسباب التي أدت الى الاهتمام بآثار اجهزة الحاسوب وانتاجها هو ان كلا من تقنية الحاسوب والصناعة الحاسوبية قد تطورتا بمعدلات مذهلة. اذ تقدر قيمة الصناعة الحاسوبية بما في ذلك البرامج بـ360 بليون دولار في العالم في العام.
ويختلف قطاع الحاسوب بصورة مميزة عن الصناعات التقليدية لأن صغر حجم منتجاته وقيمتها العالية تجعل شحنها ارخص عند نقلها مسافات بعيدة، ولأن الاستعمال واسع الانتشار لاجهزة الحاسوب في الاتصالات الدولية اعطى الشركات المصنعة مرونة تحديد مواقع الانتاج.
ان الحاسوب هو مدفع تقني طليق، فهو جهاز له قدرات هائلة على تغيير الصحة البيئية والاقتصادية للأفضل او للأسوأ. ومن الملاحظ اننا لا نفهم سوى القليل عن الانظمة البيئية لكوكبنا او عن ملايين انواع الكائنات الحية التي تكون هذه الانظمة.
وفي الوقت الذي يقدم فيه الحاسوب قدرة هائلة على جمع المعلومات وتخزينها وتنظيمها والتي يمكن ان تساعدنا على فهم البيئة العالمية من خلال المراقبة والنموذجية.
الا ان انتاج الحواسيب بالنظافة التي توحي بها المواقف المخضرة اذ تستخدم الصناعة الالكترونية عددا كبيرا من المواد السامة او التي تعرض البيئة للخطر والتي يتسرب الكثير منها الى مواقع العمل والبيئة. كما لم تقم اجهزة الحاسوب بالحد من الآثار البيئية لأولئك الذين يستخدمونها، فهم يعانون من آثار جسمانية، والتهابات الرسغ ومشاكل في الرؤية.
وختاما اقول، منذ البداية، كان الانسان ولا يزال صانع ادوات وتكمن اهمية اي اداة لا في سحرها التقني، بل في كيفية استخدامها.
ومن ثم، فهل آن الاوان لتفعيل الحواسيب العلمية والتربوية.

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 02:08 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/19172.htm