( بوح القلم)

بقلم إسماعيل الوريث -
( الضحك)
يقول برجسون إنه لامضحك الا فيما هو أنساني فنحن لانضحك من الحيوان إلا إذا أما شاهدناه يقلد إنسانا أو نراه بعيدا عن الإنسان وقد عرف الفلانسه الإنسان بأنه حيوان يضحك.
وفي الشعر العربي تتناثر الإشارات إلى المضحك في قصائد الشعراء.. وكلما خرج الإنسان عن وضعه الطبيعي فتصرف تصرفا خارجا عن الطبيعية اصبح وضعة الطبيعي مضحكا وقد وصف أحد الشعراء بخيلا بقوله:
يقتر عيسى على نفسه وليس بباق ولا خالد
فلو يستطيع لتقتيره تنفس من منخر واحد
وحدثت المجاعة فشملت الجنود والخيل في أحد الجيوش الفاتحة وكان أمير هذا الجيش ذا لحية طويلة تمتد إلى ماتحت السرقة فقال أحد الشعراء:
الا ليت اللحي كانت حشيشا بدابق اذ قيل العدو قريب
ورأي شاعر قائدا ضخم الجسم جبانا تسبب في هزيمة جنده فقال:
لقد قلدوك أمورهم بدابق إذ قيل العدو قريب
رأوا رجلا ضخما فقالوا محارب ولم يعلموا أن الفؤاد نخيب
ولعل ابن الرومي من اشهر شعراء العربية سخرية رغم حياته الباكية فهو يقول في أحدب:
قصرت خادعة وطال قذالة فكانه مرتبص أن يصفعها
وكأنما ضفعت قفاه مرة وأحسس ثانية لها فتجمعا
ووصف مغنية قبيحة الصوت كأنما حل الجماد.. في صوتها قائلاً
وإذا أرفقته بالجهد منها خلت في صوتها شعيرا يجش
وعودة إلى برجسون الذي يقول: أن المجتمع كلما تقدم أوجد في أعضائه مرونة في التلاؤم ما تزال تزداد وازداد توازنه في الأعماق وطرد إلى سطحه شيأ فشيأ هذه الاضطرابات التي لابد منها في مثل هذه الكتله الضخمة ورأينا الضحك يقوم بوظيفة نافعة إذ نشير إلى شكل التموجات.
أن الضحك يشبه الزبد الذي تخلفه الموجه العاتية ويتحول في لخطة إلى قطرات من الماء والقليل من الناس من يعرف أن في الضحك الكثير من المرارة والبكاء ولذا قال المتنبي:
وكم ذا بمصر من المضحكات
ولكنه ضحك كالبكاء
وليس المضحكات في مصر وحدها
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 06:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/2029.htm