المؤتمر نت- هشام سعيد شمسان -
أدباء في معمعة السياسة
لأول مرة يدخل الأدباء، والكتاب اليمنيون، مرحلة الانتخابات الفرعية، لاتحاداتهم، -لا سيما اتحاد أدباء صنعاء- وهم يتكتلون عبر قوائم، أكثر ما يقال عنها، أنها تعبّر عن انتماءات حزبية؛ مما يظهر الأدباء، وكأنهم سيخوضون معركة؛ بل معارك تصفيات؛ بحيث يحاول كل تجمع – عبر قائمته المعدة سلفاً- أن يزيح أكبر قدر من الأسماء (الأخرى).
وظهر بعض الأدباء – لا سيما المستقلين، بانتماءاتهم – حيارى بين هؤلاء، وأولئك، بينما وجد البعض أنفسهم؛ مدفوعين – بغتةً- إلى تكتل حزبي، من خلال دعوته لبعض الاجتماعات التحضيرية والتنسيقية للانتخابات؛ ليفاجأ بأنه أضحى حزبياً خلال جلسةٍ، أو جلستين، وإذا ما حاول أن يبدو محايداً ، أو استماعياً فقط، زُجَّ به في قائمة المندوبين – مثلاً- ليصبح – عندئذ- استسلامياً، وانضوائياً تحت القائمة الحزبية المحددة.
ووصل الأمر – في بعض التكتلات – إلى التلويح- جهاراً- بالأغراء المالي، لشراء أصوات بعض الأدباء، وهو المؤشر الأخطر- باعتقادي- لا سيما وأن الفاعل والمفعول هما ممن يعول عليهما نهضة الكلمة، وتثقيف المجتمع.
لقد حكى لي أحد الأدباء الموثوق بهم – بأن تكتلاً أدبياً حزبياً- ذكره بالاسم – ظل يفتش بين الأسماء عن شاعر، كان أصيب – قبل أعوام – بحالةٍ نفسية، ترك على إثرها الأدب، وسكن أرصفة الشوارع. وعندما قيل: إنه يقطن رصيف إحدى الجولات، تم الاتفاق على أن يتم احضاره، وتلميع ملابسه، للتصويت يوم الاقتراع، وإعطائه مبلغاً يسد به رمقه، تشجيعاً له على الحضور والمشاركة.. و(لا تعليق!!)
وماذا بعدُ:
أتذكر – أثناء مشاركتي انتخابات الدورة السابعة قبل خمسة أعوام - بأن تلك الانتخابات جرت بعيداً عما يسمى بـ"القائمة". كان ا لمندوبون يرشحون أنفسهم من داخل القاعة، وكانت الأسماء المرشحة تُعلَّق على لوحة جدارية، ثم يبدأ التصويت، والاقتراع. وما كان يحدث هو أن الحاضرين يقومون بتكريس أسماء بعينها -بحكم موقعها، ومكانتها بين الأدباء -ودونما اعتبار إلى المسألة الحزبية، ودونما اعتبار -كذلك- إلى ضرورة التجديد في القيادات.
ومع توالي السنون، تعلمنا أن التحديث ضرورة ملحة، لا سيما وقد رأينا هذه الحاجة، تبدوا ضطرارية في ظل وضع مزرٍ للاتحاد الحالي؛ مما يجعل من هذا التحديث، وكأنه واجبُ على جميع الأعضاء، بغض النظر عن الطريقة التي من خلالها يأتي هذا التغيير. ولذا فإن تجربة القوائم يأتي نفعها من كونها تعمل على إبراز وجوه جديدة، وطموحة، تتحفز للعمل والتحديث، إلا أن ضررها الأكبر هو ما تحدثه من تقسيم بين الأدباء أنفسهم، حين يحدث التكاشف الانتخابي، وتتحول الانتخابات إلى أهواء سياسية، تجاه هذا الحزب، أو ذاك، فنفقد عندها كثيراً من البريق الأدبي، حين تخالطه السياسة.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 06:33 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/20778.htm