المؤتمرنت - ريام مخشف -
شح الموارد المالية السبب المباشر لهبوط وحدة صنعاء
حمل مشوار الدوري اليمني لكرة القدم هذا الموسم لأول مرة في تاريخ المسابقة
الرسمية الأولى بالبلاد حدث هبوط أحد أشهر الأندية اليمنية إلى الدرجة الثانية،
هو فريق وحدة صنعاء.
وأثار هبوط وحدة صنعاء جدلاً واسعاً، لا سيما أن الفريق نزل إلى الدرجة
الثانية لأول مرة في تاريخه العريق المليء بالإنجازات والبطولات المحلية
والمشاركات الخارجية، ومثل دائماً أحد أهم العلامات البارزة في تاريخ الكرة
اليمنية ؛ فمنذ قيام الوحدة اليمنية العام 1990 حمل لقب الدوري أربع مرات
واحتفظ بالدرع للأبد، كما انه رفد المنتخبات بعدد من النجوم.
كان حال “الصقور” كما يحلو لجمهوره العريض تسميته، في مشوار منافسات الدوري المنصرم، محيراً، وظهر بعيداً عن مستواه المعهود لأول مرة في تاريخه منذ انطلاق المسابقة قبل 15 عاماً، وتجرع الفريق الهزائم تلو الأخرى، وخرج الفريق العريق مكسور الجناح هذا الموسم، بعد أن كان صقراً في العلالي، فاجعة لم
يعرف الوحدويون من أي الأبواب ولجت إلى عشهم العنيد بعد تفردهم في مواسم
عديدة بالصدارة والمنافسة على أقراص الذهب وبقائهم منافسين على الفضة والبرونز في اضعف الأحوال.
في هذا الصدد حمل كثير من محبي الفريق الوحداوي إدارة النادي مسؤولية هبوط
الفريق، كونها السبب الرئيس في ذلك، فقد كانت غائبة منذ أول مباراة خاضها
في الدوري، حتى حين تجدد أمل الفريق بالبقاء في دوري الأضواء في الجولتين
الأخيرتين وتجاوزه فريقين عريقين وكبيرين هما أهلي صنعاء وحامل اللقب التلال
العدني، لم يجد لاعبو الفريق الحافز المادي والمعنوي، حيث لم تصرف لهم مكافآتهم
على الفوزين الثمينين، ما انعكس بالسلب على مستوى وأداء الفريق في مباراته
الحاسمة مع جاره اليرموك لتحديد الهابط إلى دوري المظاليم، ودخل لاعبو الفريق
ومعنوياتهم محبطة فكانت النتيجة مريرة التي تعد الأقسى على مر تاريخ النادي
العريق.
وقال لـ (( المؤتمر نت )) رئيس اتحاد الكرة السابق، نائب رئيس نادي الوحدة علي الصباحي : نادي الوحدة عريق وفيه أكثر من ثلاثين ألف عضو ويعتبر ثاني ناد
في اليمن من ناحية العراقة والجمهور والبطولات، لكن هذا هو حال الكرة.
وأرجع الصباحي السبب الرئيسي في الهبوط الى عدم توافر المال اللازم لتسيير
نشاط النادي ككل وليس فريق كرة القدم، إضافة إلى أن الإدارة المستقيلة تحملت
تراكمات وأخطاء الإدارة السابقة، خاصة انه مع بداية انطلاق الدور الثاني
في الموسم الماضي حصلت إشكاليات مع الإدارة السابقة نتيجة ظروف مادية بحتة
تطورت إلى خلافات في الهيئة الإدارية ثم أغلق النادي ومنها شكلت إدارة إنقاذ،
وبقيت الأمور كما هي عليها، وبعدها جاءت انتخابات الأندية، فانتخبنا، لكن
نتيجة عدم توافر الموارد المالية أعاق إدارة النادي على عمل شيء، مما انعكس
بالسلب على الفريق الكروي.
النجم الدولي ناصر غازي قال ل “المؤتمر نت ”: “الكل يشعر بحزن عميق على
تاريخ هذا النادي، فالوحدة معروف بتاريخه وإنجازاته وبطولاته، لكن ماذا نفعل
هذا هو حال الكرة؟”.
وفيما يتعلق بأسباب الهبوط أشار غازي إلى أن إعداد الفريق كان ضعيفاً جداً،
خاصة أن الفريق جلس بدون جرعات تدريبية قرابة سبعة أشهر بعد قرار إلغاء إدارة
النادي، وعندما اقترب الدوري لم تكن هناك أي استعدادات، ولهذا دخل الفريق
منافسات البطولة وهو غير جاهز فتراكمت عليه الخسائر وازداد الضغط النفسي
والعصبي على اللاعبين وكانت النهاية الهبوط المحزن.
من جهته أوضح مدرب الفريق الذي قاده في المراحل الست الحاسمة للهبوط محمد
الفقيه إنه من الظلم هبوط كبير مثل الوحدة، وأشار إلى أنه “لوحظ أن نتائج
الفريق في ست مباريات الأخيرة جيدة، ويقدم مستوى راقياً جدا، لكن الجميع
تحسر على رؤية هذا الفريق العريق يهبط إلى دوري المظاليم”.
وأكد الفقيه على ضرورة ان يعترف الجميع أن لاعبي الوحدة كانوا يعانون من
إصابات مختلفة، وكلنا نتحمل مسؤولية الهبوط من جهاز فني ولاعبين وإدارة،
ولفت إلى انه يجب على إدارة الوحدة إعادة حساباتها لترتيب الفريق من جديد
بشكل صحيح وسليم، من خلال بناء فريق جيد والاهتمام بالشباب وحل جميع المشاكل التي يعاني منها، خاصة الأمور المالية، بما يسهم في تجاوز هذه الأزمة والدخول بقوة في منافسات الدرجة الثانية والعودة مجدداً لدوري الأضواء.
يرى الكثير من المتابعين أن واقع النادي العريق بحاجة إلى وقفة جادة من مسؤولي
النادي والرياضة اليمنية بشكل عام، فهبوط فريق الكرة كان حصيلة تراكمات عدة
قادته إلى الهبوط، ومنها الوضع المادي وعدم الاستقرار إداريا ؛ فالمشروع
الاستثماري لبناء المقر الجديد للنادي الواقع في أحد أرقى أحياء العاصمة
صنعاء “منطقة حدة”، لا يعدوا كونه أطلالاً شأنه في ذلك شأن الفريق الذي لم
يتبق منه سوى القليل جدا، إلى جانب إيلاء أهمية كبيرة في بناء صالات رياضية،
وإيجاد ملاعب صالحة للعب، وليس من اجل خلق مزيد من الإصابات للاعبين، الأمر الذي اثر بشكل سلبي ووصلت حالة الفريق العريق إلى ما هو عليه، بالأمس القريب كان يحتفل بالألقاب والبطولات، واليوم يهبط إلى دوري المظاليم.

إنجازات الفريق
لوحدة صنعاء تاريخ ناصع البياض في مسيرة كرة القدم اليمنية، وتحديداً منذ
تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو/ أيار ،1990 حيث انه عانق درع الدوري 4
مرات، وكان أول ناد يمني يحصل على الدرع ثلاث مرات متتالية ويمتلكه للأبد
من عام 94 إلى 97
تمت طباعة الخبر في: السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 08:46 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/23957.htm