المؤتمر نت - غلاف الكتاب
المؤتمر نت - هشام سعيد شمسان -
المذحجي وسيرورة الحلم والوطن
في أول دواوينه الشعرية ينفتح الشاعر عبدالملك إسماعيل المذحجي- (1949 ) - بشساعة على سيرورة العلاقة بين الإنسان، والوطن؛ بحيث يبدو مستحضراً لكثير من الطاقة الانفعالية عبر متلفظات شعرية تقف حدودها ما بين الفصيح والدارج من الكلام، محاولاً من خلال ذلك أن يطور بنيته الدلالية عبر لغة عفوية، غايتها استشفاف المعاني القريبة، من الحاسة الخيالية، التي جعلهاالشاعر نواةً للكشف عن فضاءات منجزه الشعري الأول؛ بعيداً عن دُوار البحر، وملح النحو وقريباً-جداً- من إيقاع التفعيلة الصافية:
ماذا تعني بالثورة يأبتي
تسأل أزهارْ..
غضب الشعب
زلزل أركان العرش. هز المستعمر، والسلطانْ
غضب الجوع، والحرمانْ
صارت مارد يتحدى ظلم الطغيان
ثورة أيلول كانت واجب.. كانت ردفان
أيلول عهد للتأسيس
صحة.. تعليم.. كانت بنيان.
......................................................
وفي ديوان الشاعر الذي عنونه بـ"أيلول، والأحفاد" يجمع الشاعر ما بين ماهو ثوري، ونفسي، وعاطفي.. فيتغنى بـ"الثورة" وبالوحدة،والطفولة، والأمومة، والعروبة المنكسرة، والأحلام الضائعة، إلا أن معظم الإحالات الشعرية تفضي جميعها إلى بنية واحدة هي "الوطن" –الحلم- وعبره يؤلف الشاعر روابط جديد’ تتغنى بالتاريخ والعروبة وبالحضارة اليمنية، وانتصارات الأجداد، والأحفاد سعياً وراء إقامة الأمل لهذه الأمة الواعدة:
وبدت في أديم الأرض ومضة
تتلألأ في ضياء الكون تستدعي الشفق
فجر مايو قد أضاء شمعة للعرب
تبدو من ركام القمر تزْد َن ألق
تستعيد عبق التاريخ
من مأرب تحكي عن رجال
قهروا القهر أعادوا لروابينا الألق
............................................................
لقد تحرر الكلام في قصائد الشاعر المذحجي من صبوة "البلاغي" إلا أن رقعة النسيج الإيحائي ظلت تصوغ فضاء نصوصه، راصدةً حياة شعرية تعتمد على حاسة وقع الشيء في الشعور: كيف يكون.. وأين؟ ومتى؟
يا صغيري:
لو أردت الحلم يبقى كالحقيقة.
أو حقيقة
لا تنم..
.......................
الديوان صادرعن دار عبادي للدراسات والنشر/ طـ1، 2005م..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 07:18 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/23958.htm