![]() المنظمات الخيرية وشبهات الإرهاب أوضحت وثائق مشروع "المنتدى الإنساني العالمي" -المزمع إنشاؤه- أن نحو (30) منظمة غير حكومية إسلامية وعربية وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية في اللائحة السوداء، لشكوك؛ بكونها واجهة لمنظمات إرهابية، وذلك عقب أحداث سبتمبر؛ حيث أعلنت العديد من المؤسسات الخيرية الإسلامية أنها أصبحت تعمل في جو من الخوف والشك مترافقين مع الاضطهاد والمضايقة. وأشارت وثائق المنتدى –التي حصل "المؤتمرنت" على نسخة منها- إلى أن إغلاق بعض المنظمات والجمعيات الخيرية الإسلامية الغير حكومية، جاء في وقت كانت فيه هذه المنظمات أنشط ما تكون في مناطق محتاجة للعمل الإنساني، وخاصة في مناطق إسلامية مثل أفغانستان" وبنغلادش، والمناطق المتضررة من التسونامي في أندونيسيا. إشكالية أخرى تواجه المنظمات الإسلامية والعربية تتمثل في ضعف القدرة الاستيعابية المؤسسية وانعدام الشفافية، مما يؤدي إلى فقدان الثقة من قبل المؤسسات أو من المتبرعين، هذا غير أن شعوراً متزايداً من أن المجال الإنساني بدأ يضيق في الدول التي تم غزوها من قبل قوات التحالف. كما أن ربط المنظمات غير الحكومية الإسلامية والعربية بدعم الإرهاب- من قبل مجموعات معينة أدى إلى التمييز والشك ضد المنظمات ذات النية الصالحة، وهو ما يهدد قدرة المجتمع المسلم على إعادة توزيع الثروة لصالح الفقراء باستخدام الطرق القانونية، ويزيد أيضاً في الوصول غير القانوني للمال إلى جهات غير مسئولة، مما يؤدي لإساءة استخدامه. كل تلك المشاكل والعوائق والشبهات التي تطارد العمل الخيري الإسلامي والعربي منذ أحداث 11 سبتمبر أوجدت حاجة مبررة لمشروع يبحث ويلقي الضوء على هذه المشاكل والقضايا، مستنداً على دلائل واقعية، ويعد تغذية راجعة من المؤسسين ويساعد في تحليل ووضع استراتيجيات حول الحلول والخطط لتجاوز هذه الإشكالية. وأمام المخاوف والتهم التي تواجه المنظمات الإسلامية والعربية الخيرية قامت منظمة الإغاثة الإسلامية بمبادرة "المنتدى الإنساني العالمي" الذي شارك في اجتماعه الأول نحو (116) شخصية عن مؤسسات من مختلف أنحاء العالم في 22 يونيو العام الجاري بلندن، وذلك بهدف مساعدة المنظمات غير الحكومية الإسلامية والعربية التي استهدفت بالشكوك القائمة ولتكوين جهة جديدة هدفها مساعدة مؤسسات العون الإسلامية والعربية لتصبح أكثر حرفية ولجعل حساباتها أكثر شفافية. وتعد مبادرة الإغاثة الإسلامية حول العالم أول مبادرة تقدمها منظمة غربية مسلمة إلى المسرح الدولي مع بقية المنظمات الإسلامية والعربية والمجتمع الدولي من أجل الحوار حول مشاكل المنظمات والجمعيات الخيرية. |