قيادة حماس ترفض دعوة الظواهري انتهت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) من اعداد برنامج الحكومة الفلسطينية المقبلة التي ستشكلها قريبا، وذلك في ظل تكهنات وتضارب المعلومات حول اسماء وزراء الحكومة الجديدة التي يعكف اسماعيل هنية علي تشكيلها. وأكد الناطق البرلماني باسم كتلة حماس في المجلس التشريعي د. صلاح البردويل امس علي انتهاء حركته من إعداد البرنامج التوافقي للحكومة القادمة، والذي يتقاطع مع كثير من القضايا المشتركة بين الفصائل والقوي الفلسطينية علي حد قوله. واشار البردويل الي ان برنامج الحكومة تم الاتفاق عليه داخليا وخارجيا في الحركة، وقال حرصنا علي ان لا يحرج أحد من الفرق الفلسطينية أو أن تتنازل فيه الحركة عن أي من الثوابت الفلسطينية ، رافضاً الكشف عن ملامح البرنامج بشكلها النهائي. وجاء الاعلان عن انتهاء الحركة من اعداد برنامج الحكومة المقبلة مع خوضها جولة نهائية من الحوارات هذا الاسبوع مع كافة الفصائل الفلسطينية لتشكيل الحكومة في ظل تقديم الحركة صيغة توافقية تكون بمثابة برنامج لهذه الحكومة. وكشفت مصادر مقربة من حماس النقاب عن أن الحركة بدأت توزيع الحقائب الوزارية وأنه تجري مشاورات في إطار مؤسسات الحركة حول الاسماء المرشحة. وأشارت المصادر الي أن الحركة أعدت تصورا للحكومة بدون مشاركة حركة فتح في ظل الاشارات المتوالية من فتح بعدم نيتها المشاركة. وأضافت أنه لم يحسم بعد أمر مشاركة باقي الفصائل في الحكومة المقبلة مشيرة الي أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أقرب الفصائل للمشاركة في هذه الحكومة وربما تحصل علي حقيبة وزارية بالاضافة الي وكيل للوزارة. وقالت المصادر إنه جري ترشيح أكثر من اسم لكل وزارة علي أن تخضع مسألة الحسم خلال الاسبوع الجاري الي التصويت داخل مؤسسات الحركة. وبحسب المصادر فقد حسمت حماس أربع وزارات علي الاقل سوف تشغلها قيادات في الحركة منها وزارات الخارجية والداخلية والاعلام. ومن الاسماء القيادية في الحركة المرشحة لان تشغل مناصب وزارية القيادي سعيد صيام ومحمود الزهار والمحامي فرج الغول. وتوقعت مصادر فلسطينية تعيين الدكتور محمود الزهار وزيرا للخارجية وسعيد صيام للداخلية. وحسب المصادر ذاتها، فان تسمية الزهار تنبع من العلاقات الكبيرة التي يتمتع بها خاصة وأنه يعد أحد الاسماء المعروفة والبارزة في قيادة الحركة داخل الاراضي الفلسطينية. وتتجه الحركة لتعيين شخصية فلسطينية من خارج الاراضي المحتلة لوزارة المالية اذا رفض الوزير سلام فياض الاحتفاظ بالحقيبة. من جهة اخري رفضت حركة حماس الانتقادات التي وجهها لها الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري. وقال الظواهري مخاطبا حماس في شريط مصور بثته قناة الجزيرة مساء السبت يجب عدم الاعتراف باتفاقات الاستسلام التي وقعها علمانيو السلطة الفلسطينية والبديل الوحيد المتوافر لكم هو مواصلة الكفاح المسلح حتي تحرير فلسطين واقامة دولة اسلامية . وحض الظواهري مسؤولي حماس علي عدم الجلوس في المجلس التشريعي الفلسطيني مع علمانيين باعوا فلسطين . وقال اعلموا ان هؤلاء العلمانيين في السلطة الفلسطينية باعوا فلسطين ويعتبرهم الاسلام مجرمين . واضاف الظواهري ان السلطة ليست غاية في ذاتها. السلطة الحقيقية تقضي بتطبيق الشريعة الاسلامية علي الارض . واوضح ان الدخول في المجلس نفسه مثل العلمانيين والاعتراف بشرعيتهم وبالاتفاقات التي وقعوها مخالف للاسلام . وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إنه لا يعاب علي حماس عملها السياسي لأنها تمارسه استنادا الي المقاومة . وأضاف مشعل أن السياسة جزء من رسالة أي حركة، وأن حماس تمارس العمل السياسي باحترام، لأن في ممارستها ندية واحتراما للذات ورفضا للخضوع والضغوط الخارجية . كما رفض محمود الزهار القيادي في حركة حماس انتقادات الظواهري. وصرح احد قياديي حماس في موسكو امس الاحد ان الحركة تحترم كل الآراء لكن قيادتها وحدها تتخذ المواقف والقرارات . وقال القيادي في الحركة محمد نزال لوكالة فرانس برس ردا علي الدعوة التي وجهها الظواهري في شريط فيديو بثته قناة الجزيرة مساء السبت الي مواصلة الكفاح المسلح ان هذا رأيه . واضاف هذا حقه. لكننا حياديون. عندما تتخذ حماس قرارا او موقفا ستقوم قيادة الحركة وحدها بهذه الخطوة وستكون في مصلحة الشعب الفلسطيني. اننا حريصون علي مصلحة الفلسطينيين ، مشيرا الي اننا نحترم جميع الآراء سواء كنا معها او ضدها . وقال المحلل السياسي المصري ضياء رشوان ان الظواهري اراد ان يوجه رسالة الي حماس التي يعتبر انها تنحرف عن مبادئها الاساسية . واضاف رشوان الخبير في الشؤون الاسلامية انها المرة الاولي التي يسمي فيها الظواهري مباشرة حماس والنقد الذي بدا واضحا في رسالته يؤكد علي الاختلاف الكبير بين مدرسة حماس السياسية الاجتماعية ومدرسة القاعدة الدينية الجهادية . وتابع في رسالته الي حماس كما في رسالته السابقة الي الاخوان المسلمين في مصر، يؤكد علي عدم شرعية الدخول في انتخابات يعتبرها حراما ولن تحقق الاهداف |
