المؤتمر نت - .
BBC -
صربيا تعرقل دفن ميلوسيفيتش
اعلن ماركو ميلوسيفيتش نجل الرئيس اليوغوسلافي الراحل سلوبودان ميلوسيفيتش ان السلطات الصربية "تعرقل" دفن والده في صربيا مطالبا بأن تجري اجراءات الدفن في موسكو.
وتخالف هذه التصريحات ما سبق ان اعلنه الرئيس الصربي بوري تاديتش من أن حكومته لن تعارض إعادة جثمان ميلوسيفيتش إلى بلاده لدفنه فيها.
وقال تاديتش في حديث لبي بي سي إن الأمر متروك لأسرة ميلوسيفيتش لتقرير مكان دفنه.
وتواجه أرملة ميلوسيفيتش احتمال اعتقالها بتهمة النصب إذا ماعادت إلى صربيا. وقد طلبت إلغاء أمر الاعتقال الصادر بحقها.
وقال الرئيس الصربي لبي بي سي إن سلطة رفع أمر الاعتقال عن ميريانا ماركوفيتش المعروفة باسم ميرا رهن بالمحاكم.
وأضاف: "لو لوطلبت أسرة ميلوسيفيتش تبرئة ذمة (من التهم الموجهة إلى أرملتة ماريانا ماركوفيتش) فلن أمنحها ذلك، بسبب دور عائلته في الماضي القريب وما كانت مسؤولة عنه.
وكان ميلوسيفتش قد توفي قبل يومين في سجن محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي حيث كان يحاكم بارتكاب جرائم حرب في يوغوسلافيا.
وقد أثار موت ميلوسيفيتش الذي كان يعاني من مشكلات صحية في القلب كثيرا من الجدل بشأن أسباب الوفاة خاصة بعد تأكيد الخارجية الروسية أنها تسلمت خطابا من ميلوسوفيتش يعبر فيه عن مخاوفه من احتمال تعرضه للتسميم.
وفي وقت سابق، أفاد أحد الخبراء في علم السموم بأن الأدوية التي تم العثور على عينات منها في جسم ميلوسيفيتش ربما أوقفت مفعول العلاج الذي كان يتلقاه لمشكلات القلب التي كان يعاني منها.
ولم يصدر بعد التقرير النهائي للتشريح الطبي، إلا أن التصريحات التي أدلى بها الخبير الهولندي دونالد أوجيس طرحت تساؤلات حول أسباب وفاة ميلوسيفيتش بنوبة قلبية.
وقد عُثر على ميلوسيفيتش يوم السبت ميتا في زنزاته في سجن "شيفينجين" في إحدى ضواحي لاهاي.
"سفر بدون رجوع"
وقال أوجيس إنه قد أجرى فحوصا لعينات من دم ميلوسيفيتش قبل أسبوعين بسبب ملاحظة وجود ارتفاع في ضغطه الدموي ولاحظ وجود آثار لمادة "الريفامبيسين"، وهي عبارة عن مضاد حيوي يستخدم لعلاج الجذام أو السل.
ومن شأن تناول جرعات من الريفامبيسين أن يوقف مفعول الأدوية المعالجة لاضطرابات القلب.
إلا أن التحاليل النهائية للتشريح الطبي لجثة ميلوسيفيتش لم تؤكد بعد وجود مادة الريفامبيسين أو غيرها من المواد في الجسم.
وأعرب الخبير الهولندي عن اعتقاده بأن ميلوسيفيتش قد تناول مادة الريفامبيسين لحجز "تذكرة سفر بدون رجوع" إلى موسكو من أجل العلاج.
وقد أكدت وزارة الخارجية الروسية الاثنين تلقيها لرسالة خطية من ميلوسيفيتش قبل أيام من موته يشتكي فيها من "العلاج الطبي غير المناسب " الذي كان يتلقاه في لاهاي.
وتضمنت الرسالة الطلب الذي رفضته المحكمة بأن ينقل إلى الموسكو من أجل تلقي العلاج.
وتعتقد مصادر مقربة من المحكمة أن ميلوسيفيتش ربما أخطأ، عن قصد أو بشكل عارض، تقدير الجرعات التي كان يتناولها من الدواء المعالج لاضطرابات القلب وارتفاع الضغط الدموي.
وكانت أرملة ميلوسيفيتش ميريانا ماركوفيتش قد صرحت لصحيفة صربية في وقت سابق أنها لم تقرر بعد مكان دفنه.
وأضافت:" لو أن الأمر بيدي لاخترت بلدة بوزاريفيتش، مسقط رأس ميلوسيفتش الواقعة على بعد 80 كيلومترا شرقي العاصمة بلغراد.
أما ابنة ميلوسيفيتش ماريا فقالت إنها تريد أن يدفن والدها في ليجيفا ريكا، حيث يوجد منزل العائلة في مونتينيغرو. وعارضت بقوة أن يتم الدفن في روسيا.
وتخشى السلطات في جمهورية صربيا والجبل الأسود من أن تترافق مراسم تشييع ميلوسيفيتش هناك مع مظاهر تأييد له قد تسبب لها حرجا كبيرا.
وقد ذكر الحزب الاشتراكي الصربي الذي كان ميلوسيفيتش يتزعمه أنه سينسحب من حكومة الأقلية الصربية التي تعتمد على أصواته في حال عدم إقامة مراسم دفن لميلوسيفيتش هناك.
نوبة قلبية
وتوفي ميلوسيفيتش قبل أشهر من النهاية المقررة لمحاكمته الخاصة حيث اتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية لدوره في حروب البلقان في التسعينيات.
وكان ميلوسيفيتش يواجه ايضا اتهامات بارتكاب جرائم إبادة لدوره في حرب البوسنة التي ادت الى مقتل نحو 100 الف شخص
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 03-يونيو-2024 الساعة: 01:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/28756.htm