ايلاف -
الخراط لا يزال قارئاً نهماً
إدوار الخراط" من أبرز الروائين المصريين، مسيرته الابداعية تقرب من الخمسين عاماً، عيد ميلاده الثمانين في 16 مارس ولا يزال لديه مشاريع كتابة متراكمة، ولا مانع لديه في اعادة قراءة بعض المقاطع من الكتب المفضلة لديه، وأيضاً لا مانع لديه في اعادة قراءة مؤلفات نيتشه ومنها "هكذا تكلم زرادشت"، فهو أحد لكتب العديدة التي تأثر بها وساهمت في تكوين فكره، بداية اهتماماته الادبية كانت بقراءة أدب التراث العربي، وتطور هذا الاهتمام الى نهم شديد ولا اشباع له بالقراءة أياً كان نوع هذه القراءة، كان لا يكاد يفلت شيئا مطبوعاً تقع عليه يديه من كتب ومجلات، تتراوح موضوعاتها بين الادب والتراث والعلم والسياسة، القصة والنقد، الشعر والمسرح، الخراط قارئا نهماً بمعنى أنه كان يقضي فترة العطلات الصيفية يفتح ابواب المكتبة العامة في الاسكندرية مع موظفيها، ويغلق الابواب مع انصرافهم يومياً حتى ظنه البعض موظفاً بالمكتبة، كان يلجأ الى كل الاساليب للحصول على رواية أو كتاب يعرف أنه عند أحد اقاربه أو أصدقاء العائلة، يتسلل تحت سرير كبير في منزل عائلته ليجد مجموعات من الجرائد والمجلات تتضمن الاحداث السياسية في ذلك الوقت (منتصف الثلاثينات)، يقوم بتكوين الصداقات ليحصل على مكتبات آباء أصدقائه.

جذوره الفكرية:
بدأت قراءاته بكتب الترانيم والاناشيد المسيحية، ثم الادب الصغير والادب الكبير لابن المقفع، كتب الادب العربي القديم والحديث، بالاضافة للأدب الروسي والانجليزي، وقراءات طاغور وعن غاندي، وصولاً الى ترجمات وكتابات سلامة موسى، التي تركت أثراً كبيراً في فكره، فأصبح اشتراكياً في الاربعينات الى أن بهرته الماركسية بحلولها، كما كان ينهل من الفلسفة الافلاطونية، وشاركت الوجودية والسريالية في صياغة جذوره الفكرية، ثم انتقل الى الادب الامريكي القصة والرواية والشعر، وبقي أن نذكر بأنه تأثر "بجبران خليل جبران" حتى التيه والهيام كما صرح في معظم لقاءاته، قراءاته نهمة وجشعة على حد تعبيره، اتبع نظاماً صارماً لها، وضع قائمة بأسماء الكتاب حسب التسلسل الابجدي، حين يفرغ من قراءة مؤلفات الاسم الاول، ينتقل الى مؤلفات الاسم الثاني، وهكذا الى ان ينتهي من جميع الكتاب، هذه القراءات المتنوعة شكلت محاوره الفكرية، ورافقته هذه المحاور حتى اليوم وهي الحرية بالمعنى الاعمق، والعدالة بالمعنى المطلق، قيمة الانسان الفرد "كل فرد"، التي لا يمكن أن تهدر، وحق كل انسان فرد، الايمان بالعقل، وقبول قيم انسانية تتجاوز العقل.

الخراط في سطور:
"إدوار الخراط" روائي، قاص، ناقد، شاعر، ومترجم، حصل على بكالوريس الحقوق من جامعة الاسكندرية، له العديد من المؤلفات، بالاضافة الى مقالات في الفن التشكيلي، شارك في اصدار بعض المجلات مثل لوتس، وغاليري، نال العديد من الجوائز منها جائزة الدولة للقصة القصيرة، وجائزة نجيب محفوظ، كما حصل على وسام الدولة للفنون والعلوم لمجموعته "ساعات الكبرياء"، ترجمت معظم رواياته الى الانجليزية، الفرنسية، الايطالية، الالمانية، الاسبانية، عمل مترجماً في السفارة الرومانية بالقاهرة، اتحاد الكتاب الافرو- آسياوين، واللجنة المصرية لمنظمة أفرو- آسيا للتضامن، شارك في الحركة الوطنية الثورية في الاسكندرية عام 46، واعتقل لمدة سنتين، من قصصه ورواياته حيطان عالية، ساعات الكبرياء، رامة والتنين، ترابها زعفران، محطة السكة الحديد، اختناقات العشق والصباح، يا بنات اسكندرية، ومن الترجمات الخطاب المفقود، الحرب والسلام، الغجرية والفارس "قصص رومانية"، ومن أحدث مؤلفاته "في نور آخر: رؤى ودراسات في الفن التشكيلي".
الروائي "ادوار الخراط" في الثمانين ولا يزال قارئاً نهماً، ولا مانع لديه في اعادة قراءة مؤلفات عديدة، ولكنه لا يطيق إعادة قراءة مؤلفاته
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 11:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/28856.htm