إيلاف -
قراءة جديدة لعالم فريدمان المسطح
توماس فريدمان كاتب أمريكي أستطاع في سنوات قليلة أن يصبح مشهدا ثابتا في بانوراما الإعلام المرئي و ذلك في ما يختص قضيتي الشرق الأوسط و العولمة. بدأ فريدمان حياته الصحافية في القاهرة حيث تعلم اللغة العربية ثم انتقل إلى بيروت ليعمل كمراسل صحفي لصحيفة "نيويورك تايمز" ثم انتقل بعدها إلى القدس ليعمل مراسلا لنفس الصحيفة و هو ألان ظاهرة إعلامية عالمية. أصدر فريدمان أربعة كتب الأول عن الشرق الأوسط و عنوانه " من بيروت إلى القدس" أما كتابه الثاني الذي خلق له شهرة عالمية و كان موضوعة العولمة و عنوانه " سيارة اللكسس و شجرة الزيتون".
وقد تحدث الكاتب في إحدى لقاءاته الإذاعية عن كيفية اختياره لهذا العنوان المثير فقال " كنت في رحلة في أحدى قطارات اليابان السريعة المسماة بالقطار الرصاصة، والذي يعد من على شفتيها، نعم ياسيدي لدينا جريدة إنجليزية تصدر في طوكيو في نفس وقت صدورها بلندن، و تطلعت إلى الصحيفة أتأمل عناوينها وإذا بعنوان جانبي حول عراك بين بعض اليهود و الفلسطينيين حول شجرات الزيتون، و كيف أن كل طرف يدعي أن جده قد قام بغرسها و بالتالي فهي ملك له، و لقد أثار حيرتي و استغرابي ذاك المقال فهاأنذا في أحدث القطارات في العالم، متوجه إلي زيارة مصنع سيارات اللكسس التي بدورها من أحدث السيارات في العالم و أطالع صحيفة انجليزية تطبع في اليابان لأقرأ خبرا عن عراك بين أبناء الشرق الأوسط حول شجيرات الزيتون و هكذا توصلت إلى عنوان كتابي ". أما كتابه الثالث فقد كان حول العالم بعد أحداث الحادي من سبتمبر و هذا الكتاب يكشف عمق اتصالات هذا الكاتب في العالم العربي كما يكشف الدور الذي لعبه في إخراج ما سمي بالمبادرة العربية للسلام أما الكتاب الرابع موضوع حديثنا فيعود فيه الكاتب للحديث عن العولمة و كعادته يختار عنوانا مثيرا سماه
العالم المسطح: تاريخ مختصر لعولمة العالم في القرن الحادي و العشرون"... وهنا يروي لنا أيضا بأنه كان في رحلة إلى الصين والهند ذكرته برحلات المستكشفين القدامى اجلان وكولومبس وماركو بولو وغيرهم، وعندما عاد من رحلته هذه أخبر زوجته أنه مثل هؤلاء الرحالة قد استكشف شيئا جديدا في هذه الرحلة إلا وهو أن العالم مسطح. " بينما عاد كولومبس إلى مليكه فرديناند بحقيقة أن الأرض كروية...عدت أنا إلى زوجتي قائلا ياعزيزتي أعترف أن العالم مسطح". وهو بالطبع لا يعنى أن العالم مسطحا بالمعنى الجغرافي وإنما زالت بين أجزائه الحواجز بفعل التقنيات الهائلة للاتصالات والمواصلات بحيث يستطيع مبرمج في الهند في أن يعمل لدى شركة متعددة الجنسيات في أمريكا دونما يغادر قريته الصغيرة. يقصد فريدمان بالتسطيح هنا الصغر المتناهي و القدرة على الاتصال، فالتطورات الهائلة في عالمي الاتصال والحاسبات جعلت من الاتصال بأناس في قارات أخرى سهل كسهولة الاتصال بجارك. وقبل حديثنا عن الكتاب فلنتابع معا سيرة حياة الكاتب الذي يخبرنا في موقعه على شبكة الانترنت أنه ولد في مينا بوليس عام 1953، و تخصص في دراسات البحر المتوسط في جامعة براند الأمريكية، و أثناء دراسته في تلك الجامعة، أمضى عدة فصول وهو يدرس كطالب زائر في الجامعة العبرية و كذلك الجامعة الأمريكية بالقاهرة. و بعد تخرجه التحق بجامعة أكسفورد البريطانية ليتخصص في دراسات الشرق الأوسط و ينال شهادة الماجستير. يعمل حاليا كصحفي في النيويورك تايمز و تنشر مقالاته في أكثر من سبعمائة جريدة في العالم و في عددا متزايد من الصحف العربية.
- عمل مراسلا صحفيا لنيويورك تايمز في بيروت 1979 لمدة ثلاث سنوات.
- عمل مديرا لمكتب الصحيفة بإسرائيل من 1984 – 1988
- منح جائزة دراسية من مؤسسة "جوجن هايم" ليكتب أول كتبه من الشرق الأوسط و الذي نال علية جائزة وليزار كأحسن كتاب عن السياسة الخارجية. و بقي هذا الكتاب على لائحة كتب نيويورك تايمز لمدة أثنى عشر شهرا كأفضل الكتب مبيعا.
- تقلب عدة مناصب بالنيويورك تايمز: المحرر الدبلوماسي، المحرر المالي المختص بمتابعة الأوبك، المسئول الصحفي عن البيت الأبيض.
- فاز بجائزة بوليتزر للمرة الثالثة عن كتابه حول تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر. و الكتاب عبارة عن مجموعة المقالات التي قام بكتابتها حول الأحداث و كذلك يومياته و خواطره حول نفس الموضوع.
وسيرة حياة هذا الكاتب توضح بجلاء الدور الذي تلعبه المؤسسات في حياة الأفراد في الغرب. أن النجاح الذي حققه فريدمان لم يكن ليتحقق ولو جزء بسيط منه إلا بوجود مؤسسات تعليمية ومراكز أبحاث ومؤسسات صحفية وغير ذلك من المؤسسات التي احتضنت موهبة فريدمان في الكتابة والبحث ووفرت له الدعم ومدته بسبل الوصول إلى أهدافه. أن كتاب بمواهب فريدمان يعج بهم عالمنا العربي ولكن هؤلاء لا خيار أمامهم سوى توظيف إمكانياتهم في التطبيل والتزمير والتبخير للأنظمة العربية أو في العيش على الهامش والانزواء وكما لاحظ محقا الدكتور د.عبد الفتاح طوقان في مقال له حول نفس الكاتب أنه في الغرب " تجد الرعاية والإعداد والبعثات والترويج والاستخدام الجيد لشخص لديه موهبة في الصحافة لتمرير رسائل في السياسة الخارجية الأمريكية إلى العالم وخصوصا العربي في محاولة للتأثير في الفكر تحت مسميات حرية الرأي والإبداع والرأي الآخر،في الوقت الذي تطرد الدول العربية مثقفيها ومفكريها ولا ترعاهم أو تهتم بصناعتهم وتقديمهم إلى عالمهم العربي ولا أقول العالم الأمريكي أو الغربي، فيهاجرون ويتركون بلادهم إلى دول تحترم فكرهم وتصقل إبداعاتهم فيخسر العرب أبنائه ويكسب توماس فريدمان المقرر في كل صفحات وفضائيات العرب لهذا العام".

الموجات الثلاثة للعولمة

بأسلوب شيق و بجهد منظم وبعناية فائقة بالتفاصيل بغوص بنا الكاتب في عالم الأعمال الذي لا يعرف الحدود ولا يعترف بها مستعرضا المقدرة التنظيمية الهائلة للشركات الدولية وموضحا بالقصص حينا وبالأرقام حينا آخر نسيج الخيوط الخفية التي باتت تربط عالم التقنية والمنتشر دونما انتظام بأرجاء المعمورة. في هذا الكتاب يوظف الكاتب مهاراته لإقناع القارئ بأن العولمة ليست مجرد ظاهرة ولا مجرد اتجاه عابر.. بل هي نظاما دوليا حل محل النظام الذي ساد أبان الحرب الباردة. و كيف أن هذا النظام الجديد قد قام بصهر مصائر الناس في بوتقة واحدة. وأدى إلى دمج وتكامل رؤوس الأموال مع التكنولوجيا والى تدفق المعلومات بحرية مما خلق سوقا عالمية واحدة، وجعل العالم أشبة بالقرية الكونية،هذا و قسم الكاتب تاريخ العولمة في كتابه إلى ثلاثة مراحل:

1) المرحلة الأولى:
منذ رحلة كولومبس التي قلصت حجم العالم من كبير إلي متوسط و اكتشاف العالم الجديد في عام 1492 حتى بدايات القرن الحادي عشر. وهي الفترة التي شهدت الغزو والاحتلال والنهب المنظم لخيرات العالم من قبل الدول الأوروبية الكبرى. وهنا كانت الدولة اللاعب الرئيسي والمسيطر على مقدرات الأمور.

2) المرحلة الثانية:

منذ 1800 حتى 2000 أي من عصر انطلاق الصناعات حتى عصر هيمنة الشركات متعددة الجنسيات التي قلصت حجم العالم إلى صغير. وشهدت هذه المرحلة تقلص دور الدول ونمو دور الشركات الكبرى وسعيها للحصول على أسواق اقتصادية في الخارج وعلى العمالة الرخيصة لإنعاش اقتصاديات الدول التي تقود حركة العولمة.

3) المرحلة الثالثة:
حيث حولت شبكات الحاسوب و أنظمة الاتصال سكان العالم إلي جيران متلاصقين و تحول العالم إلي الحجم الصغير جدا و المسطح. وفي هذه المرحلة سيكون التأثير الأكبر للأفراد المبدعين والبارعين وستشهد زيادة في مقدرة الناس وتقلص سلطة الحدود بين الدول.

وقد خص فريدمان ذلك بقوله :
"العصر الأول، مِنْ أواخر 1800 إلى الحرب العالمية الأولى، كان محركه الانخفاض الهائل بمصاريفِ النقل، شكراً إلى الباخرةِ وسكةِ الحديد. تلك كَانتْ عولمةً 1.0، وهي قلّصتْ العالمَ مِنْ حجم كبير إلى حجم متوسطِ. العصر الكبير الثاني، عولمة 2.0، دامَ مِنْ الثمانيناتِ إلى 2000، كَانَ مستند على التكلفة المتناقصة للاتصالات وأجهزة الحاسوب وقلّصَ العالمَ مِنْ حجمِ متوسط إلى حجم صغير. الآن دَخلنَا عولمةً 3.0، وفيها تقلّصُ العالمَ مِنْ الحجمِ الصغيرِ إلى الحجم الصغير جداً. هذا ما يخبرنا عنه تهجير الوظائف الإدارية والذهنية إلى دول أخرى وهو سَيَتطلّبُ تعديلاتَ مؤلمة للعُمّالِ والنظم السياسية."

كيف أصبح العالم مسطحا؟

يذكر لنا الكاتب عشرة أسباب حولت العالم إلى أرض مسطحة وهي:
1. سقوط حائط برلين في عام 1989 الذي مهد لسقوط الاتحاد السوفيتي و نهاية حلف وارسو.
2. انطلاق خدمات البث على الانترنت عام 1995.
3. البرمجيات التي تسمح بتدفق الأعمال الكترونيا ( Work Flow )عبر قيام أشخاص في أماكن متباعدة بالعمل معا لإنهاء سلسة متلاحقة من الأعمال. فقد يقوم شخص ما بإدخال البيانات الأساسية لجهاز حاسوب في ولاية أمريكية ويقوم شخص أخر بإنهاء جزء من معاملات هذه البيانات في ولاية أخرى وقد يقوم شخص أخر موجود خارج الولايات المتحدة بإنهاء جزء أخر ثم إرسالها إلى المصدر في الولاية الأولى.
4. قيام مجموعات صغيرة من المطورين بتنظيم أنفسهم واستحداث ثورات تقنية مثل برنامج التشغيل الشهير لينكس.
5. استعمال مصادر من خارج المؤسسات والتي قد تكون في بلد أخر. فعلى سبيل المثال قامت بعض الشركات بتهجير الكثير من الأعمال و الوظائف إلى الهند مما ساعد في توفير الأموال للشركات و في دعم و نهضة اقتصاد من العالم الثالث.
6. التعاقد خارج الشواطئ الأمريكية أدى إلى قيام نهضة صناعية عملاقية بالصين.
7. قيام شبكات عملاقة من المتاجر والموردين والموزعين والمستهلكين مما أدى إلى كفأة ويعطى الكاتب شركات وول مارت العملاقة كمثال لهذه الشبكات.
8. قيام الشركات العملاقة بدعم الشركات الصغيرة وتطويرها وتحويلها إلى شركات عالمية كما حدث مع شركات ups و.FedEx
9. أمكانية البحث الهائلة التي توفرها شبكة الانترنت (Google).
10. انتشار الشبكات اللاسلكية وتأثير ذلك على الاتصالات والتعاون بين الشركات والأفراد على مستوى العالم.

الكتاب تسويقي بالدرجة الأولى، شعرت عند مطالعته أنني أمام بائع بارع يسعى لترويج سلعته بطريقة ذكية ومتقنة ولا تخلو من التشويق. ورغم أن القول بأن العولمة هي القوة الدافعة للأمور والمحرك الرئيسي في عوالم السياسة والمال والثقافة هو قول مبالغ فيه فهولا يخلو من الحقيقة. فدمقرطة المعلومات وانتشار التقنية وحرية انتقال المال قد قلصت المسافات في العالم بحيث أصبح العالم مجتمعا صغيرا تتجول عبره البلايين من الدولارات عابرة للمحيطات و مخترقة للحدود التي كانت محرمة و ذات قدسية في العهود الغابرة مما سيشكل تحديا كبيرا لمجتمعاتنا العربية التي يبدو أن معظمها سيكون غائباً عن المساهمة أو الاستفادة الجادة من العالم الجديد. فغياب الديمقراطية السياسية و التنمية الاقتصادية وتخلف المؤسسات التعليمية والثقافية وانتفاء الجدية قي تناول مشاريع الإصلاح لا يجعلها مرشحة للتعامل بايجابية مع حقائق العصر.
ملاحظات عابرة

• يحفل الكتاب بالكثير من المعلومات حول اقتصاديات الهند والصين وبترديد لتنبؤات المؤلف التي تأخذ الطابع التبشيري حول التحدي الذي تشكله هاتان الدولتان للولايات المتحدة ويعطى الكاتب أمثلة كثيرة على ذلك. وبالرغم من وجود هذه الملاحظات المثيرة عن اقتصاديات الهند و الصين إلا أن الكاتب يغالي في مقدرة القوى الأسيوية على استيعاب المتغيرات الدولية وعلى أحداث التغيرات البنيوية في تكوينها لتتمكن من لعب دور فعال ومتنامي في الاقتصاد العالمي. وكما لا حظ فريد زكريا الكاتب بنيوزويك عند مراجعته للكتاب " أن عملية تسطيح العالم ما زالت في طفولتها. الهند ما زالت بلد فقير من العالم الثالث ولكن عندما تقرأ الكتاب يخامرك الإحساس بأنها على وشك البزوغ كنجم علمي بارز.". فالنمو الاقتصادي الذي تشهده هذه البلدان هو نمو غير متوازن ولم يدخل كافة القطاعات بل مازال مقصورا على القطاعات المرتبطة بالتقنية أو المرتبطة بالتصدير للأسواق العالمية. كما أن نمو اقتصاديات هذه الدول سيؤدي حتما إلى خلق أسواق استهلاكية والى ارتفاع تكلفة العمالة التي هي سر قوتها الحالية.
• إحدى فرضيات الكتاب الأساسية هي الدور الذي تلعبه التقنية في تطور المجتمعات وتغييرها. فالسكة الحديد و المحرك البخاري والاتصالات والحواسيب... مع تهميش للدور الذي تلعبه السياسيات الاقتصادية و البني الاجتماعية للدول في هذا الصدد. فهناك إغفال لدور الذي لعبته البحوث الممولة من قبل الحكومات الغربية والتي أدت لانطلاق تقنيات جديدة بما فيها الانترنت وكذلك إصدار قوانين منع الاحتكار من قبل الحكومة الأمريكية الذي أدى بدوره إلى تشجيع الابتكار والإبداع والى بروز تقنيات جديدة في الاتصالات والحواسيب. واستعمال الدول الغربية لنفوذها عند مفاوضات التجارة الدولية
• من طرائف الكتاب أن فريدمان "نبي العولمة" يستشهد عند حديثه عن تسطيح العالم "بنبي الماركسية" وبالبيان الشيوعي الشهير حيث يقول " رهيب كيف فصل ماركس وبشكل حاد القوى التي كَانتْ تُسطّحُ العالمَ أثناء بزوغ الثورةِ الصناعيةِ، وكَيف تنبأ باستمرار هذه القوى بتَسطيح العالمِ حتى يومنا هذاِ."
• كما أن من طرائف الكتاب أن كاتبه لا يبخل علينا بتفاصيل مطولة عن حياته وعن أصدقائه وعن أستاذته في مدرسة الصحافة بل حتى عن عادات أكله. كما أنه يستعرض سعة علاقاته مع ذوي النفوذ والسلطة في العالم ولم ينسى بالطبع إضافة صفة صديقي العزيز لعديد من أسماء السياسيين و السفراء و غيرهم من ذوي النفوذ.
• يحمل الكتاب رسالة مزدوجة فهو من ناحية يحذر الولايات المتحدة وينبهها بأن قيادتها للعالم في خطر ما لم تقوم بتطوير نظامها التعليمي ومن ناحية أخرى يقوم بالترويج للعولمة كمرادف للأمركة وأن قطار الأمركة لن يرحم المتخلفين عنه.
• لعل أهم دروس الكتاب هو الدور الذي تلعبه المؤسسات التعليمية في إعداد الطلاب وتهيئتهم للالتحاق بعالم اليوم من خلال الدراسة التقنية التي تسعى للتنافس مع أعتى المؤسسات العلمية في الغرب وتسعى أيضا لإعداد أجيال قادرة على العمل في المؤسسات الاقتصادية العالمية. هذه المؤسسات العلمية هي سر تطور صناعة البرمجيات الذي تشهده الهند والنمو الصناعي المذهل الذي تشهده الصين.
• يبقى لنا أن نتساءل أخيرا هل العالم فعلا مسطح ؟... ربما أدق الإجابات هي التي طرحها بول كينيدي عندما قال " العالم ليس مسطح ولكنه أصبح غير مستوى إلى حد كبير

تمت طباعة الخبر في: السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 06:22 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/28857.htm