لصوص يتنكرون بملابس الشرطة الفرنسية أقتحمت عصابة تضم 12 شخصاً متنكرين بملابس رجال الشرطة معملاً لصهر المواد المعدنية في منطقة ريم الواقعة شمال شرق فرنسا واحتجزت مدير المعمل والعاملين فيه كرهائن وأرغم اخرون سائق رافعة ضخمة علي تحميل نحو 40 طناً من لوائح النحاس في شاحنتين كبيرتين كانتا في المعمل وفروا بعد ذلك بالشاحنتين إلي جهة مجهولة. وقالت مصادرفي الشرطة الفرنسية أن اللصوص تمكنوا في تلك العملية التي لم تستغرق أكثر من ساعة بالفرار بكمية من النحاس تبلغ قيمتها التقديرية بنحو ربع مليون دولار. وكانت حادثة مشابهة قد وقعت قبل أشهر عند مدخل ميناء هافر الواقع شمالي فرنسا عندما قام أربعة رجال متنكرين بملابس الشرطة بإيقاف شاحنتين محملتين بمادة النيكل وسرقتهما ولكنهم أخلوا سبيل السائقين قرب العاصمة باريس ولم تتمكن الشرطة من إلقاء القبض علي الجناة. وقال مدير مكتب مكافحة الجرائم الفرنسية الكولونيل فيليب شنايدر أن تزايد الطلب علي معادن رئيسية مثل النحاس والنيكل والألمنيوم والحديد الممغنط من قبل دول صناعية رائدة مثل الصين قد رفع الأسعار عالميا بمعدل 50 بالمائة. وتستخدم هذه المعادن بشكل واسع في صناعة الأسلاك الكهربائية ومعدات الهواتف النقالة وصناعة السكك الحديدية. وطبقا لمصادر تجارية فأن سعر الكيلو الواحد من النحاس يبلغ اليوم 620 دولاراً في بورصة نيويورك بينما وصل فيه سعر طن النيكل الي 1945 دولارا في بورصة لندن. وقالت مصادر قضائية فرنسية أن الارتفاع الكبير في أسعار هذه المعادن والطلب المتزايد عليها وضعها علي رأس قائمة المواد المفضلة لدي اللصوص الدوليين الذين أخذوا يتفنون في استخدام طرق سرقة معقدة ومبتكرة. وتعاني الشرطة الفرنسية من مصاعب في السيطرة علي جرائم سرقة المعادن حيث أكد مدير مكتب مكافحة الجرائم الفرنسية أن عاملين في موقع عمل رئيسي لشركة بيجو لصناعة السيارات الواقع في شرقي فرنسا كانوا قد سرقوا 12 طناً من الأسلاك النحاسية، كما اختفت من موقع عمل صناعي آخر يعود لشركة صناعة القطارات السريعة في فرنسا أسلاك نحاسية ذات ضغط عالي يتراوح طولها بين 3 ــ 5 كيلومترات. إلا أن الشرطة تمكنت مؤخرا من إلقاء القبض علي ثلاثة لصوص يحاولون سرقة قابلات هاتفية تعود لشركة الاتصالات السلكية الفرنسية. غير أن ممثلاً عن اتحاد المعادن الصناعية أكد ان المشكلة، علي الرغم من تصاعد جرائم السرقة، لا تشكل تهديداً لاقتصاد البلاد. وكالات |
