فشل في 3 مونديالات ..مَنْ يُحاسب مَنْ؟! حتى هذه اللحظة لم افهم سر الارتياح الذي يبديه بعض المنتمين للاعلام الرياضي والمسئولين عن المنتخب السعودي تجاه ما قدمه الأخير من عطاء واداء في مباراته أمام اسبانيا في ختام منافسات الدور الأول من مونديال المانيا 2006 والتي على اثرها ودع الأخضر البطولة بعد معسكرات اعدادية طويلة صنفت على انها الاطول في تاريخه الكروي بعد استعداده الشهير لمونديال اميركا 1994. نعم كان ارتياحا غريبا وليس له أي تفسير أخر في ظل انك تلعب أمام منتخب غالبية عناصره الاساسية كانت غائبة عن المباراة الأمر الذي يجعلك تراهن على أن المدير الفني الاسباني اراجينوس كان يعمل على أن تكون المواجهة الأخيرة في الدور الأول اشبه بالمناورة الكروية التي تسبق لقاء عاصفا لبلاده في الدور الثاني سواء كان ذلك اللقاء أمام فرنسا أو سويسرا. لن اسهب في الحديث عن خسارة اسبانيا ولكنني سأتحدث عن نتائج المنتخب السعودي في مبارياته الثلاث التي خاضها في مونديال 2006 بعد مشوار طويل من المعسكرات الاعدادية استمر لاكثر من 8 اشهر والنتيجة خروج ( يفشل ) من الدور الأول. تصوروا يا أعزاء منتخب دعمته الدولة ب45 مليون ريال سعودي ووفرت الشركات الراعية في خزينته اكثر من 25 مليون ريال فضلا عن الميزانية المخصصة له من اتحاد الكرة إلى جانب الدعم الذي سيلقاه من الاتحاد الدولي لكرة القدم والمتمثل في مبلغ يزيد عن 13 مليون ريال سعودي .. تصوروا وسط ذلك الدعم كله النتيجة نقطة واحدة جاءت من أمام منتخب عربي لعبنا ضده وشعاره في تلك المباراة ( اهزموني بأي طريقة تريدون ) خلاصة المباريات الثلاث التي شاهدتها في المانيا للاخضر كانت تعبر عن حارس مرمى مبتدئ ودفاع مرتبك ووسط تائه وهجوم بلا فاعلية وكل ذلك اسبابه معروفة فلا باكيتا في ظني يتحمل المسئولية ولا ناقة ولا جمل للمصيبيح في ما يحدث!! الواقع يا كرام يطالبنا بان نحمل المسئولية اتحاد الكرة الذي جعل اقوى مسابقة عربية كروية في سنوات مضت مسابقة ضعيفة بسبب كثرة التأجيلات وكثرة التوقفات وسوء المستوى حتى تسلل الملل للمشجع الكروي ليترك متابعة دوري بلاده ويتوجه لمسابقات عالمية يرى أن المتعة ستكون حاضرة فيها!! كان باكيتا المدير الفني للمنتخب السعودي واقعيا وهو يتحدث عن مباراة اسبانيا فهو يقول أن الفارق الفني شاسع بينكم وبين الاسبان .. حتى صانع الألعاب الدولي نواف التمياط كان منطقيا وهو يقول أن المنتخب السعودي لن يصل إلى العالمية إلا اذا احترف لاعبوه في اقوى مسابقات اوربا المحلية وكأنه يشير إلى أن المسابقات المحلية غير قادرة على تهيئة اللاعب السعودي للمنافسات الدولية.. وكان احد محللي وكالة رويتر مدهشا ولافتا للانظار عندما أكد لي بعد مباراة اوكرانيا أن اللاعب السعودي لا يمكن له أن يجاري لاعبي العالم إلا اذا تعود على مواجهة المنتخبات العالمية الكبرى على الاقل 5 مواجهات كروية في الموسم الواحد لا أن يواجه منتخبات ضعيفة كالتي تعود على ملاقاتها قبل كل بطولة حتى لو كانت بطولة خليجية. ولهذا ومن منبر الصحيفة العريقة صحيفة (( الشرق الأوسط )) اطالب الأمير سلطان بن فهد رئيس اتحاد الكرة السعودي المسئول الأول عن المنتخب السعودي الأول لكرة القدم باهمية أن يتدارك الوضع الكروي في بلادنا واذا سار على النهج الذي يسير عليه الآن فلن نحقق شيئا وستكون الكارثة اكبر واكبر في مونديال جنوب افريقيا عام 2010. يا سمو الأمير لا يمكن اطلاقا أن تتطور كرتنا بنظام مثل المربع الذهبي ولا يمكن أن ترتقي كرتنا بمسابقات محلية غير مستقرة وغير مجدولة ولا يمكن لاندية أن تخلق وتؤسس لاعبين متميزين في ظل اعتمادها على امزجة أعضاء الشرف ومحدودية دعم وزارة المالية.. كل عقلاء الكرة باتوا يطالبون بأهمية أن تتم محاسبة كل مسئول على ما يحدث ولكن مشكلتنا تكمن في منْ يحاسب منْ!! يا أمير الكرة السعودية .. اذا لم تتابع بنفسك تطوير الفئات السنية والارتقاء بمسابقاتها واهتمام الأندية بنجومها الصغار فلا تحلم بكرة خضراء تحقق لك ولنا الهدف المطلوب في كل مونديال!! يا اميرنا ماذا يعني لك أن يخسر المنتخب السعودي الأول لكرة القدم اكثر من 25 مباراة ما بين ودية ورسمية دولية خلال اقل من عشر سنوات بنتائج 3 و4 و5 و6 و8 دون مقابل .. نعم يا سمو الأمير هذا لا يعني سوى أن النهج الذي يسير عليه اتحاد الكرة خاطيء ويحتاج إلى وقفة مع النفس!! يا سمو الأمير .. لقد ملت الجماهير العاشقة لكرة القدم السعودية من المشاركة السلبية في كأس العالم .. هي تريد أن ترسم صورة ايجابية عن الوطن لا كما حدث في فرنسا أو اليابان أو المانيا .. ليس من المنطق اطلاقا أن يكون التواجد في المونديال هو الانجاز بحد ذاته!! يا امير الرياضة والشباب .. أقولها لك بكل صراحة احترافنا ليس احتراف بل احتراف ورقي لا اقل ولا اكثر فهو لم يحقق لنا سوى المزيد من النتائج السلبية بسبب سوء في التنفيذ وعدم قدرة اللجنة المسئولة عنه في قراءة مواطن الضعف .. لا يمكن أن يكون اللاعب محترفا في الوقت الذي تجده لا يتدرب سوى ساعتين في اليوم !! ولا يمكن أن يكون المسئول عنك هاويا .. اهذا احتراف؟! ولا يمكن أن تصل اسعار اللاعبين إلى 20 أو 30 مليون ريال سعودي في حين أن هؤلاء اللاعبين يسقطون عند أول اختبار دولي في مونديال يتابعه كل المنتمين لكرة القدم في العالم!! مهم جدا أن يكون لدينا برنامج كروي واضح وصريح يعلن أمام الملأ وان يكون له هدف مرسوم واذا لم يتحقق هذا الهدف تكون هناك المحاسبة على الاخطاء والتقصير أما الاستمرار دون أن يتحقق أي شيء من ذلك فهذا يعني أن الفشل سيتكرر وستواصل كما حدث في 1998 و2002 و2006!! العربية نت |