د. الجوهرة بنت ناصر /المدينة -
تصميم أزياء لساذجات النساء
مع قدوم العيد ارسل الي الكثير من الاخوات الفاضلات التهنئة بالعيد ومعها شكوى مما يجدن من الكبد في بحثهن عن الازياء المناسبة للعيد والمناسبات.. ثم غلفن رسائلهن بالاعتذار والتساؤل بقولهن نحن لا نعلم من أي الطبقات «أنت» في المجتمع، ومع ذلك نرجو ان تطلعي أو ترسلي الى الأسواق من سيتشف لك وضع الناس ومعاناتهم من زيادة الأسعار التي اصبحت خيالية مع اننا من اسر فوق المتوسطة بكثير وبمقدورنا ان نشتري بالسعر المعقول، ولكن المأساة تتجسد حين نعثر (بعد عناء) وطول بحث عن الزي المرغوب بالنسبة لنا كسعوديات فنفاجأ بأن سعر الثوب الملائم لبيئتنا وتقاليدنا السعودية باهظ رغم ان نوع القماش خامة عادية إلا ان سعر « الثوب» بألفي ريال سعودي وثلاثة آلاف وأربعة آلاف الى خمسة آلاف اكثر مما جعلنا في دهشة واستغراب لم نجد من يجيب على حيرتنا، كما ان الجميع قد لاحظوا ارتفاع الاسعار في كل السلع دون استثناء.

فماذ بربك نعمل؟ وهل يجبرنا ذلك على تمشية الحال بالأزياء ( الأجنبية) .. أفيدينا أعانك الله تعالى حتى لا يصيبنا اليأس من تكرار هذه المهازل، وقد جعلت كل عام تتضخم فيه الأسعار بأكثر من سابقه .. لك أعذب التحايا وكل عام وانتم بخير.

* هذا ملخص عدة رسائل وردت إلينا، ورغم الانشغال المكثف والالتزامات، إلا ان « نبض الحيارى» من ضمن التزاماتنا الشخصية وقد كلفت في الايام الأخيرة من رمضان المبارك من يستشف وضع الاسعار وكيفية البيع والشراء، وكانت الافادة بأنه فعلاً هناك محلات معروفة تبيع سلعها بأسعار باهظة، ويوجد في أماكن ومحلات أخرى سلع تباع بأسعار معقولة جداً إلا أنها طبعاً ليست في رفاهة وعناية الأخرى.

* أولاً ما أود أن انبه اليه الجهات المسؤولة ان تكثف الرقابة، وخاصة على أسعار الزي السعودي الساتر للمرأة سواء كانت سعودية أو أجنبية ويجب ان يوضع في (الاعتبار) ان الثوب السعودي للمرأة الفاضلة هو الزي المرغوب للكثير جداً من النساء السعوديات والعربيات أيضاً من الدول الشقيقة، لتميز بلد الحرمين الشريفين بتطبيق حكم الله فيها، واتباعها سنة المصطفى الأمين سيدنا وحبيبنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، والتزامها وتشبثها بالقيم والمبادئ المستمدة من الشريعة السمحة، وجوهر كل هذا الجمال (صون المرأة وعفافها) وهي محور الارتكاز في كل اسرة سعودية، ومعلم التميز للمرأة في العالم إذ يكن لها الجميع كل التقدير والاحترام.

* ثانياً فقد ورد في الافادة عرض الكثير جداً من الازياء ذات الطابع البعيد تماماً عن الذوق واللياقة والأناقة بعضه لا باس مستر ولكنه اشبه ببقايا خرق وقطع اقمشة من كل نوع ولون! والأخرى حيكت لتكون سافرة، أي مجرد قطعة من قماش لا تحوي أي جمال أو ذوق وفيها تشبه بالرجال وغالية الثمن.. والغريب أن كثيراً من النساء يبتعن مثل هذه الملابس التي تؤكد على من ترتديها أنها ساذجة، بل وتفتقد المسكينة حاسة الذوق الفطري للأنثى من نعومة وجاذبية واحساس بالجمال، فالمرأة الحرة يعرف عنها انها لا ترتدي إلا اللباس الذي يناسب شخصيتها، ويقنعها وتكون راضية به.

* أخيراً أرجو مخلصة ان لا تسمح المرأة السعودية أن يعبث « السوق» بهويتها وزيها ولباسها وأناقتها، وكما ان الجمال ( الاصل) في كيان المرأة من جوهر وجسد، فإن اللباس أو الزي ايضاً قد خصص لحشمتها وحيائها.. فحبذا ان تهتم جهات خاصة من سيدات المجتمع (الفاضلات) بهذا الامر حتى تكتسح السوق ازياء (لائقة) بالمرأة العربية في كل مكان. والله الموفق.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 21-مايو-2024 الساعة: 03:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/36311.htm