المؤتمر نت - .
محمد أبوعبيد - نقلاًعن العربية نت -
"المايوه الشرعي " والفيديو كليب الإسلامي "
تثير كلمة " مايوه " الخاص بالمرأة عدداً من المشاهد في المخيلة عندما يؤتى على ذكرها( أي الكلمة ) . أول ما يتبادر إلى المخيلة هو تلك الفتاة بمايوه " البكيني " , المستلقية بجسدها , ربما الرشيق , على رمال الشاطئ , تتلذذ بسادية أشعة الشمس طمعا ً باللون البرونزي الفاتن . قد تذهب بنا المخيلة إلى أبعد ...هي وسط رجال يمطرونها نظرات ..يحاول أحدهم التذرع بطلب " ولاعة سيجارة " , أو السؤال عن الوقت لعل في ذلك مدخلا ً لفتح حوار معها , ثم........

إرتباط الاسم بهذا المشهد مرده الصورة النمطية السائدة , ومرده أيضاً إلى أصحاب الفعل نظراً لتصرفاتهم , فإذا كان أحد يذم تصرف آخر ,فإنه يذم معه الشكل الذي يظهر فيه ذاك التصرف . من قال مثلا ً إن مايوه المرأة يعني بالضرورة المشهد الذي افتتحت به الكلام .؟!! المايوه براء من تصرفات صاحبته أو حتى صاحبه . فالكلمة تعني اللباس الخاص بالبحر والسباحة بصرف النظر عن شكله أو مدى جراءته .

مناسبة الحديث عن المايوه نتاج جدل ثار أخيراً حول ما أطلق عليه " المايوه الشرعي " , ولعل هذا الجدل كان أفضل وسيلة ترويجية له . البعض استهجن , بل وشجب , ربط كلمة " الشرعي " بالمايوه نظراً لشكله في مخيلتهم ,فأصبح محل بيع المايوهات , مثلا ً , إما مثيراً للغرائز, أو أن دخوله محرم على فتيات أخريات ,وهذا أبلغ دليل على ما يمكن تسميته " رهاب الكلمات " .

" المايوه الشرعي " يذكر تماماً "بالفيديو كليب الإسلامي " . ما الذي يمنع أن يكون " الفيديو كليب " إسلاميا ً . المانع الوحيد هو " رهاب الكلمات " فقط . " فالفيديو كليب " في المخيلة العامة مرتبط براقصات جميلات يكشفن أكثر مما يسترن ,علماً أن المصطلح لا يعني بالضرورة ذلك , فإن اتخذ " فيديو كليب " شكلا ً شبه إباحي ,فهذا لا يعني أن الفيديو كليب مرتبط بالإباحية , وعليه جاز أن يكون ثمة فيديو كليب إسلامي ,وهذا ما تحقق أخيراً . سامي يوسف ترجم معظم نتاجه الفني إلى فيديو كليبات جميلة . اسمحو لي , إذنْ , أن أسميه "المطرب الإسلامي " مدركا أن البعض سيعيب عليَّ هذه التسمية ,أيضا لأن الطرب مرتبط بمخيلة البعض بالشكل الذي لا يروق لهم حاليا ً .

"المايوه الشرعي " والفيديو كليب الإسلامي " يمكن اعتبارهما دليلا ً على أن الإسلام دين عصري قابل للحداثة بما لا يغير من الحلال والحرام البيّنيْن . فالسباحة التي طالبنا بها الرسول (ص) مباحة للجنسين , وإسلاميا ً تعني سباحة غير مختلطة , إذنْ ,أليست هذه ممارسة رياضية تتوجب ارتداء زي خاص للمرأة حتى لو كانت في مسبح خاص بالنساء .ولعل من النساء من لا تود كشف جسدها أمام بنات جنسها ففضلت " المايوه الشرعي " على عدم الاستمتاع بالسباحة .

"الجنس " كلمة هي الأخرى لها أعراض الرهاب ,ذلك عائد إلى أفعال أبيحت أمام الآخرين أو على الشاشات , والإباحية ليست في الفعل نفسه (أي الجنس ) لأنه مباح أصلا ً , ولكن وفقا لشرائع كل دين , والتي اتفقت على أن يكون ضمن عقد شرعي يسمى ( الزواج ) ,إذنْ , هناك " جنس شرعي " أوجده الله متعة للزوجين ضمن عقد ,ونتاجه أيضا ًنسل متواصل .إن كانت كلمة "جنس " , وهي أشد رهاباً من " مايوه " في مخيلة البعض ,قد تزواجت مع كلمة "شرعي " , فليكن هناك " مايوه شرعي " مراعاة لأهمية السباحة التي ليست بالضرورة مختلطة . "لو كان عندي ابنة لعلمتها السباحة قبل أن أعلمها الكتابة ,لأنها ستجد من يكتب عنها ,لكن لت تجد من يسبح عنها " .
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 10-مايو-2024 الساعة: 12:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/36454.htm