المؤتمر نت - عارف أبو حاتم -
عدد من المثقفين المصريين يهاجمون موقف صنع الله
بكلام محشوٍّ بالسخرية والتهكم وبأسلوب ينضح بالتوبيخ واللوم القاسي هاجم عدد من المثقفين المصريين موقف الكاتب والروائي العربي الكبير صنع الله إبراهيم من تسلم جائزة الرواية العربية في مهرجانها الثاني.
فقد وصفت الكاتبة منصورة عز الدين موقف صنع الله (بالخطأ) وقالت (من المؤكد أن صنع الله إبراهيم قد أخطأ خطأ فادحاً برفضه لجائزة الرواية العربية، لكن برغم هذا التصرف الأهوج أثبتت وزارة الثقافة: ممثلة في الوزير الفنان أنها تتمتع بروح رياضية نادرة وقدرة هائلة على التسامح).
وتابعت الكاتبة منصورة حديثها عن الروائي الكبير واصفةً إياه بالطائش والميئوس من حالته، وقالت- في مقال لها نشرته جريدة "أخبار الأدب" المصرية- أنه (كان يمكن لوزير الثقافة أن يتجاهل الروائي الطائش، ويتركه وحيداً في مواجهة جنونه الخاص وحالته الميئوس منها لكن قلبه الرحيم لم يطاوعه على ذلك).
ودعت الكاتبة إلى إعادة تأهيل صنع الله، وتقويم أفكاره من خلال إعادة قراءة رواياته وأفكاره- حسب ما نصحها من أوردت أسماءهم في مقالها – مقترحة على وزارة الثقافة أن تتبنى شعار: (وزارة الثقافة: تقويم وتوعية وإعادة صياغة الأفكار).
السيناريست السينمائي محمد السيوني قال بأن وزارة الثقافة تتعامل مع صنع الله (كما لو كان ساقطاً من المريخ، أو ظاهرة. وبالتالي هم يريدون دراسة ظاهرة صنع الله إبراهيم من خلال أعماله).
الروائي محمد البساطي كان أكثر اعتدلاً ومصداقية في كلامه عن إدخال وزير الثقافة لكافة المثقفين إلى الحظيرة، ويقول (علينا أن نتأمل الذين دخلوا الحظيرة بالفعل وسنجد أنهم تحولوا لمخلوقات متشابهة أفرغت من المحتوى الثقافي.. والوزير يعرف جيداً أنه لا يستطيع، لا هو ولا آلاف غيره شعرة واحدة من أي مثقف شريف.
وعندما سألته كاتبة المقال عن الوسائل التي يتخيلها لتقويم صنع الله قال البساطي بطريقة ساخرة من السؤال (من الممكن اللجوء لإحدى الطرق الساذجة مثل اتهامه بالمساس بالدين كما يحدث منذ وقت لآخر، أو تقديم بلاغ ضده للأمن. لكن الأمن ليس ساذجاً ليصطدم بموقف وطني مثل الذي قام به صنع الله).
وزير الثقافة المصري الفنان فاروق حسني كان أقل حدة في الغضب وقال: (إذا كان صنع الله إبراهيم أساء التصرف فهذا لا يعني أننا سنلفظه، بل سنسعى إلى تقويم فكره وتوعيته).
من جهته أقام اتحاد الكتاب المصريين يوم السبت الماضي ندوة بمناسبة موقف صنع الله من جائزة الرواية العربية تضمنت الندوة محورين أساسيين، الأول (صنع الله إبراهيم: الموقف والحيثيات) والثاني ( الهجمة الإعلامية الشرسة التي تستهدف المثقف في المنطقة) وفي ختام الندوة منح الروائي الكبير صنع الله إبراهيم شهادة تقدير، ودرع الاتحاد، وميدالية خاصة.
وكانت لجنة الحريات باتحاد الكتاب شهدت مشادات كلامية عند التحضير لهذه الندوة نتيجة حضور رئيس الاتحاد فاروق خورشيد اجتماع اللجنة رغم أنه ليس عضواً فيها. وهو ما اعتبره بعض أعضاء اللجنة تحركاً وتمثيلاً لوزارة الثقافة داخل اللجنة.
وجاءت المشادات الكلامية على خلفية اقتراح خورشيد (لا نريد أن نهاجم وزارة الثقافة، أو المؤسسة الثقافية) ورد عليه سيد البحراوي ( من الواضح أن لديك تصور واضح للندوة)، واقترح علاء عبدالهادي تضمين الندوة عدة محاور حتى تصبح ندوة محترمة، فرد عليه خورشيد بقوله (مافيش وقت).
على جانب آخر أصدر مجموعة من المثقفين المصريين بياناً بعنوان (موقف صنع الله إبراهيم انتصار لكرامة المثقف العربي).
وفي موقف مماثل وقعَّ سبعون كاتباً أردنياً على بيان أعلنوا فيه تضامنهم مع الروائي الكبير صنع الله إبراهيم.
وكانت نقابة الصحافيين المصريين أقامت مساء الخميس الماضي ندوة إحتفائية بالروائي صنع الله، وتم منحه جنيهاً تذكارياً عليه "بورتريه" له.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 06:58 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/3994.htm