المؤتمر نت -
المؤتمرنت -
سترو: لم أتوقع ضجة تصريح النقاب
"مجرد تصريحات قلتها بشأن النقاب، لم أتوقع أن تسبب كل تلك الضجة".. بهذه الكلمات أبدى جاك سترو، رئيس مجلس العموم البريطاني، دهشته من الجدل الكبير، داخليا وخارجيا الذي أثارته تصريحاته الرافضة لارتداء النقاب.

وفي حديث خاص خلال لقائه بمجموعة من الصحفيين الأجانب في مكتبه، قال سترو: "توقعت القليل من ردود الأفعال المحلية والإقليمية، لكن ما لم أتوقعه هو ذلك الجدل في عدد من الدول، خاصة مصر".
وانتقد سترو ما اعتبره تضخيما إعلاميا، بقوله: "هو مجرد مقال كتبته على صفحات جريدة. لمست الموضوع فقط، لكن كثيرين أرادوا الحديث وحسب. هل أحتاج بعد كل تصريح أن أسافر إلى كل دولة لتوضيح ما أقصده منه؟!".

وقال رئيس مجلس العموم: "قلت كل هذا الكلام أمام مؤتمر نظمه مجلس مسلمي بريطانيا نهاية يونيو الماضي، وأمام كاميرات تلفزيون وصحفيين، لكن لم تُنشر كلمة واحدة".

ونفى سترو ما تردد عن أنه يشترط على المنقبة أن تكشف عن وجهها حتى يتسنى لها مقابلته، وقال: "لم أقل للمسلمات إني لن أقابلهن، أو اخلعن النقاب".

ولفت سترو إلى أنه: "توجد زميلات يعملن معي في نفس الحجرة، أطلب منهن التحقق من هوية كل شخص من أجل دعم قضايا الهجرة على سبيل المثال، فكيف يمكن التحقق من شخصيتهن إذا لم تتمكن من رؤيتهن؟!".

قضية ثقافية

وفي محاولة للتخفيف من حدة تصريحاته السابقة، أكد سترو أنه تحدث عن النقاب كقضية ثقافية أكثر من كونها قضية دينية.

وأردف بقوله: "فكرت في هذا الموضوع منذ ثلاث سنوات. كنت في موقعي لا أكاد أرى سيدة ترتدي النقاب، لكن السنوات الأخيرة شهدت إقبالا كبيرا على ارتدائه، ومن ثم أبديت اهتماما بالظاهرة، وبدأت في مناقشتها مع زملائي".

وأضاف أنه: "حينما قال بعض الأئمة إن القرآن لم ينص على ارتداء النقاب، حصلت على نسخة مترجمة من القرآن وطالعتها، فوجدت أن القرآن بالفعل لم يفرضه".

ولفتإلى أنه ناقش هذه القضية مع بعض العلماء والدارسين العاملين بوزارة الخارجية، وأن إحداهن كتبت مقالا بينت فيه أن النقاب فيه خلاف بين العلماء، وأن الأمر قضية ثقافية أكثر منها كونها دينية، حسب قولها.

وأضاف سترو أن: "جمهور علماء المسلمين قالوا إن المرأة ليست مأمورة بتغطية وجهها ويديها". ورغم معارضة سترو لحظر ارتداء الحجاب في فرنسا، مؤكدا "حق النساء في ارتداء الحجاب"، إلا أنه طلب جمهور الناخبين في دائرته، بالكشف عن وجوهن إذا أردن التحدث إليه.

وكان سترو، عضو البرلمان عن مدينة بلاكبيرن شمال غرب إنجلترا، قد كتب مقالا في صحيفة "لانكاشاير إيفنينج تيليجراف"، قال فيه إنه مرتاب من "ارتداء النقاب، إذ إنه يزيد من صعوبة وجود علاقة أكثر إيجابية وبشكل طبيعي بين المسلمين والمجتمع البريطاني".

واعتبرأن النقاب "تعبير بارز عن الانفصال والاختلاف"، مضيفا أن "إظهار الفم والأنف يجعل من الحوار مع ناخبيه وسيلة لفهم ما يعنيه الشخص".

وأثارت تصريحات سترو انتقادات من جانب المنظمات الإسلامية في بريطانيا، وفي مقدمتها اللجنة الإسلامية لحقوق الإنسان، ولجنة الشئون الإسلامية، ومنظمة الدفاع عن الحجاب.

شعبية سترو

وردا على سؤال عما إذا كانت تصريحاته مثار الجدل حول النقاب قد أضعفت من شعبيته، أجاب سترو: "لا أعلم، لأنه لم تُجر انتخابات بعد. سنرى عما قريب".

لكن أعضاء مسلمين في مجلس "بورو" بمدينة بلاكبيرن، يقولون إن تصريحات سترو حول النقاب لن تؤثر عليه إذا أعاد ترشيح نفسه.

كما أكد ناشط إسلامي بريطاني، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"إسلام أون لاين. نت"، أنه: "ما دام سترو يتمتع بدعم آدم باتل، عضو مجلس اللوردات، فلا عليه أن يقلق". وشغل سترو منصب وزير الداخلية ما بين عامي 1997 و2001، ووزير الخارجية بين عامي 2001 و2005.

ويضم مجلس بورو 64 عضوا، بينهم 26 مسلما من أصول آسيوية، كما أن 28% من سكان بلاكبيرن مسلمون من أصول هندية وباكستانية.

وتعد بلاكبيرن ثالث أكبر مدينة بريطانية من حيث تواجد المسلمين، بينما هي الأولى في شمال غرب إنجلترا. ويوجد بها 29 مسجدا ومدرستان إسلاميتان كبيرتان تقومان على التمويل المحلي، وحصلت غالبية هذه المساجد على تصريح برفع الأذان من خلال مكبرات الصوت. كما تقدم مدارس عامة الطعام الحلال ضمن الوجبة الغذائية لتلاميذها من المسلمين. اسلام أون لاين
تمت طباعة الخبر في: السبت, 25-أكتوبر-2025 الساعة: 02:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/40940.htm